الصداقة والعداوة في مأثور الحكمة والشعر للصداقة والعداوة في حياة العرب منزلة كبيرة، فالعرب اجتماعيون بطبعهم، وكثيراً ما يتصفون بالمجاملة والمسايرة، ومع أن المجاملة تختلف جذرياً عن النفاق، فهي محمودة تنفع ولا تضر، بعكس النفاق، فإن المجاملة قد توقع في ورطة، وقد يعتقد الجاهل أنه صار صديقاً لهذا الذي يجامله، مع أنه لا يشاكله.. وبين الصداقة والعداوة خيط غليظ أحياناً رقيق في بعض الأحيان، فإن القلوب تتقلب، وقد ينقلب الصديق إلى عدو، وقد يصبح العدو صديقاً، ولهذا ورد في الحكمة: «أحبب حبيبك هونا ما، فربما صار بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هونا ما، فربما صار حبيبك يوماً ما». وهي حكمة تدعو للاعتدال ونبذ التطرف، وتتصف بسعة الأفق وتأخذ في الحسبان تقلب الليالي والأيام.. ومن المشهور في تاريخنا الأدبي قول الشاعر: «إحذر عدوك مرة، وأحذر صديقك ألف مرة.. فلربما انقلب الصديق، فكان أعلم بالمضرّة.. » ونحن لا نوافق الشاعر على الحذر ألف مرة، فمرة واحدة تكفي.. وإنما الأساس أن يصاحب العاقل خيار القوم.
اللهم اكفِهم شرَ الأورام والأسقام، اللهم متّعهم بالصحة والعافية، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة. أدعية للأولاد بالرزق اللهم ارزق أولادي رزقًا كثيرًا طيبًا وبارك لهم فيه. اللهم ارزقهم من فضلك، وأغنهم برحمتك، واجعلهم من أصحاب النعم والنعيم في الدنيا والآخرة يا عزيز يا كريم. اللهم أغنهم ووسّع رزقهم، وبارك لهم فيما رزقتهم، اللهم إن كان رزقهم في الأرض فأخرجه، وإن كان في السماء فأنزله، وإن كان بين أيديهم فبارك لهم فيه. أحبب حبيبك هونا ما | شرح حديث أحبب حبيبك هونا ما... أدعية لتحصين الأولاد اللهم إني أُعيذ أولادي بكلماتك التامة؛ من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة. اللهم إني استودعك أولادي، فاحفظهم بحفظك واكلأهم برعايتك، اللهم اصنعهم على عينك، وبارك لهم في أعمارهم. اللهم إني جعلت أولادي في عياذك وجوارك، وحزبك وكنفك، اللهم أبعد عنهم كل ما يؤذيهم، واصرف عنهم كل ما يحزنهم، اللهم احفظهم وارحمهم فإنّك خير الحافظين. المراجع
تجارب الخلافات العربية – العربية تؤكد لنا حقيقة مهمة ان اي طرفين يدخلان في خلاف مهما كان سببه ينسى كل منهما سابق العلاقات, ولا يتوقع ان يتغير الحال, اي يعتقد ان الخلاف هو المستقبل, ولهذا يذهب الطرفان او طرف ونصف الى ابعد الحدود في الحروب الاعلامية والسياسية, واحيانا التسريبات الاخبارية, وربما يسمع المتابع قصصا ذات طابع شخصي, واحيانا تكون صناعة الاخبار حول علاقات او لقاءات سرية مع اسرائيل, وتصدر التعليمات والتوجيهات داخل كل طرف لشن الحروب الاعلامية والسياسية, ويخيل لمن يسمع ويتابع ان الخطوة القادمة هي الحرب واطلاق الصواريخ. وعندما تتغير الظروف واحيانا من دون مقدمات او تغير وزوال لاسباب الخلاف يتم فتح الابواب للمصالحات, ويظهر الغزل السياسي, وتعود ذات الادوات السياسية والاعلامية التي أعلنت الحرب وكشفت عيوب (العدو!! ), تعود لتعمل في الاتجاه الاخر وتتحدث عن الاخوة والمصير المشترك, وضرورة الحفاظ على العلاقات الثنائية, وربما نسمع ممن كانوا يشتمون ويبحثون عن كل عيوب الاخر حديثا عن ضرورة بعث الحياة في اوصال العلاقات الثنائية, وربما نسمع من ذات الجهات والاشخاص هجوما على الجهات التي عملت على اساءة العلاقات بين البلدين.
لم أكن لإحُسد على وجودي صدفة في أحد الأماكن الخاصة في أحدى ضواحي مونتريال. المناسبة إجتماعية لكنها تحوّلت سريعًا إلى جلسة سياسية، ولكنها كانت صاخبة، حيث تبادل قريبان (أولاد الخالات) أقسى وأقصى أنواع الإتهامات. والسبب أن لكل منهما إنتماء سياسي مختلف ومتناقض ومتنافر مع الآخر. لم يكونا في حاجة إلى سبب مباشر لتحتدم بينهما. فلكل منهما رأيه، وهما متمسكان به حتى النهاية ولا يقبلان بأن يسلم أي منهما بمنطق الآخر، حتى ولو كان هذا الآخر على حق. أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما. فمقولة الإمام الشافعي حول الصواب والخطأ كانت غائبة في هذا الجدل البيزنطي العقيم. فلو طبّقا ما قاله الشافعي حول رأيي صَوابٌ يَحتَمِلُ الخَطأ، ورأيُ غَيري خَطأ يَحتَمِلُ الصَّوابَ"، لما تشبثّ كل منهما برأيه، معتبرًا أن خطّه السياسي وحده على حقّ وخط الآخرين على خطأ وضلال. فقبول الاختلاف والرأي الآخر من دون ذم أو قدح أو تجريح، هو من أهم صفات نجاح أي حوار بين أثنين مختلفين، أيًّا تكن أسباب الخلاف، إذ لا عداواة دائمة وكذلك لا صداقة دائمة، وهذا ما تحدّث عنه الإمام علي بن أبي طالب حين قال "أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا ما، عسى أن يكون بَغِيضَكَ يومًا ما، وأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا ما عسى أن يكونَ حَبِيبَكَ يومًا ما".
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن خير الحب ما كان في الله ولله، فقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من أسباب وجدان محبة الإيمان, محبة المرء لله فقط، ففي الحديث المتفق عليه: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار. وعلامة هذا الحب أن يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. احبب حبيبك هونا ما...... فذكر منهم: ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه. قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: ويحتمل أَنَّهُ أراد أنهما اجتمعا عَلَى التحاب فِي الله ، فإن تغير أحدهما عما كَانَ عَلِيهِ مِمَّا توجب محبته فِي الله فارقه الآخر بسبب ذَلِكَ، فيدور تحاببهما عَلَى طاعة الله وجوداً وعدماً. قَالَ بعض السلف: إذا كَانَ لَكَ أخ تحبه فِي الله، فأحدث حدثاً فَلَمْ تبغضه فِي الله لَمْ تكن محبتك لله - أو هَذَا المعنى. انتهى. وهذا لا يختص بالرجال بل يشمل الرجال والنساء, بمعنى إذا أحبت المرأة المرأة في الله اجتمعتا على ذلك وتفرقتا على ذلك فقد دخلا في هذا الوعد.