موقع شاهد فور

صلاة الضحى غبا

June 2, 2024

وهذا محمول على أنها لم تره يصليها، وإنما صلتها هي لما ثبت لديها أن صلاتها سنة، وحملت عدم ظهور صلاة النبي صلى الله عليه وسلم إياها ومواظبته الظاهرة عليها على خشية أن تُفرض هذه الصلاة على المسلمين؛ فيكون في ذلك مشقة عليهم. وفي موطأ الإمام مالك عن زيد بن أسلم عن عائشة أنها كانت تصلي الضحى ثماني ركعات، ثم تقول: (لو نشر لي أبواي ما تركتهن). وأّمْرُ صلاة الضحى في أوَّل الإسلام كان فيه خفاء ولم يكن العمل به ظاهراً فاشياً للعلّة التي ذكرتها عائشة رضي الله عنها. ويدلّ لذلك ما في صحيح البخاري عن مورق العجلي أن قال: قلت لابن عمر: تصلي الضحى؟ قال: لا. قلت: فعمر؟ قلت: فأبو بكر؟ قلت: فالنبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا إخاله). فخفاء هذا الأمر على عبد الله بن عمر وهو من العباد وأهل العلم وحرصه على اتباع السنة والعبادة ظاهر، وله صلة ببيت النبوة، ومع كل هذا خفي عليه هذا الأمر، فهذا دليل على أن هذا الأمر كان فيه خفاء في أول الإسلام. لكن صحَّ أن النبي صلى الله عليه وسلم وصَّى بها أباهريرة وأبا ذر؛ ثم اشتهر العمل بها في زمان التابعين وتابعيهم، ولم يزل هذا الأمر ظاهراً في أهل الإسلام. ولذلك اختلف الفقهاء في صلاة الضحى على أربعة أقوال: القول الأول: أنها سنة مطلقاً، وهو الصواب.

سؤال: هل كان رسول الله يداوم على صلاة الضحى؟ وما حكم صلاة الضحى؟ - معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

صفة ركعتي الضحى والمداومة عليها فتوى رقم: 21821 مصنف ضمن: صلاة التطوع لفضيلة الشيخ: سليمان بن عبدالله الماجد بتاريخ: 06/04/1440 14:58:32 س: السلام عليكم.. شيخنا العزيز.. كثيرا ما يُسأل عن صفة ركعتي الضحى؛ هل هي اثنتين أم أربع؟ وهل تصلى كل يوم أو يوم بعد يوم؟ جزاكم الله خيراً. ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. لصلاة الضحى صيغ عدة وهي اثنتان أو أربع أو ست أو ثمان، وجمع من أهل العلم لا يرون حدا لأكثرها. أما المداومة وعدمها فيرى الكافة من العلماء المتقدمين والمعاصرين أن المداومة عليها مستحب؛ لثبوت ذلك في أحاديث صريحة صحيحة قولية وفعلية: فقد ثبت في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ لا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: صَوْمِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ". كما ثبت في "الصحيح" عند مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى".

بيان فضل المداومة على صلاه الضحى

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: كنت قد رأيت مقطعا معنون عليه (تسن صلاة الضحى غباً) وغبا يعني: تفعل يوما، ولا تفعل يوما، وليس لازما أن تكون بهذا الترتيب فيمكن أن تفعل يوما، وتتركه يومين، أو العكس، ولكن لا تُفعل دائما هذا قول للحنابلة قال في الفروع٢/٤٠٣: "وعنه أكثر الضحى اثنتا عشرة للخبر، جزم به في الغنية، وقال: له فعلها بعد الزوال. وقال: وإن أخرها حتى صلى الظهر قضاها ندبا ونص أحمد تفعل غبا". اهـ واستدلوا بحديث أبي سعيد رضي الله عنه: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى حَتَّى نَقُولَ لَا يَدَعُهَا، وَيَدَعُهَا حَتَّى نَقُولَ لَا يُصَلِّيهَا)وهو ضعيف؛ لأنَّ في إسناده: عطيَّة بن سعيد العوفي وضعفه الألباني به في الإرواء. ولكن السنة في صلاة الضحى أن يداوم عليها ولا تترك لأن ترك النبي ﷺ لبعض السنة مخافة أن تفرض علينا وقد زال العذر بتوقف التشريع فيبقى المداومة عليها هو الأصل فيها وفي بقية السنن إلا ما دل الدليل على فعله على صفات أوأوقات أوأماكن مقيدة وعلى ذلك بقية السنن. فعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل".

صلاة الضحى سنة مؤكدة

- أي لا أظنه -. والقول الثالث: أنه يُسَنّ أن يصلِّي الضحى إذا لم يقم من الليل، أمَّا إن قام الليل فإنه لا يُصلِّي الضحى، واختاره شـيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [6]. والقول الرابع: أنها تُفعل لسبب من الأسباب؛ لأنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فعلها لسبب من الأسباب، كقدومه من سفر، وفتحه مكة، وزيارته لقوم، كما في حديث عتبان رضي الله عنه المتفق عليه [7] ، وإتيانه مسجد قباء، ونحو ذلك، واختاره ابن القيم رحمه الله. والأظهر -والله أعلم-: أنَّ صلاة الضحى سُنَّة مطلقاً، وهو قول أكثر أهل العلم رضي الله عنهم، واختاره شيخنا ابن عثيمين [8]. ويدلّ عليه: أ. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثٍ: صيامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ»، وأيضاً أوصى بها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أبا الدرداء رضي الله عنه كما عند مسلم [9] ، وأوصى بها أبا ذر رضي الله عنه كما في سنن النَّسَائي [10]. ب. حديث أَبي ذر رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجَزِىءُ، مِنْ ذلِكَ، رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى» [11].

سرايا - الصّلاة فرض الله عزّ وجل الصَّلاة وجعلها ثاني ركن من أركان الإسلام؛ لما لها من بالغ الأثر في استقامة العبد ونَهيه عن الفحشاء والمنكر، فقال عزّ من قائل: (إنّ الصَلاة تَنْهى عَن الفَحشاءِ والمُنكَر)،[١] ففي الصّلاة يتوجّه العبد إلى ربّه وخالقه، فيقابله خاضعاً مُتذلّلاً له، ساكنةً جوارحه، قانتاً له قلبه، يدعوه في جَلب كل خير، وفي دَرء كلّ شرّ من كل أمر من أمور حياته الدُنيويّة، وطالباً منه جَلّ ثناؤه النَّجاة والفوز في الحياة الآخرة.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]