فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وقوله: ( ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما) قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد ، عن حميد; أن إياس بن معاوية لما استقضى أتاه الحسن فبكى ، قال ما يبكيك؟ قال يا أبا سعيد ، بلغني أن القضاة: رجل اجتهد فأخطأ ، فهو في النار ، ورجل مال به الهوى فهو في النار ، ورجل اجتهد فأصاب فهو في الجنة. فقال الحسن البصري: إن فيما قص الله من نبأ داود وسليمان - عليهما السلام - والأنبياء حكما يرد قول هؤلاء الناس عن قولهم ، قال الله تعالى: ( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين) فأثنى الله على سليمان ولم يذم داود. ثم قال - يعني: الحسن -: إن الله اتخذ على الحكماء ثلاثا: لا يشترون به ثمنا قليلا ولا يتبعون فيه الهوى ، ولا يخشون فيه أحدا ، ثم تلا ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله]) وقال: ( فلا تخشوا الناس واخشون) [ المائدة: 44] ، وقال ( ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا) [ المائدة: 44].
} سمير رفعت لوالدي صديق طفولة ودراسة في دمشق كان اسمه سعيد محاسن نالا شهادة البكالوريا معاً وصار وقت دراسة الحقوق في الآستانة في تركيا اذ لم يكن هناك غيرها لهذا الاختصاص، وقد استمرت الدراسة مدة أربع سنوات كان سعيد محاسن ضيفاً فيها مع والدي في بيت جدي في تركيا، وكانت جدتي تقوم بخدمة الصديق الضيف كما تخدم ابنها تماماً طوال مدة الدراسة حتى تخرّجا يحملان شهادة الحقوق، وعادا الى دمشق فمارس سعيد محاسن مهنة المحاماة وكان من ألمع المحامين، بينما دخل والدي سلك القضاء وتدرّج فيه من حاكمية محكمة الصلح حتى رئيس محكمة الجنايات فالتمييز، وتسلّم والدي أيضاً وظيفة نائب عام الجمهورية فوزيراً للعدل. وقد استمرّت صداقته مع سعيد محاسن الذي استمرّ في سلك المحاماة بالإضافة إلى أنه شغل منصب وزير داخلية لأكثر من مرة… خلال تسلّم والدي وظيفة النائب العام للجمهورية، قام سعيد محاسن صباح أحد الأيام بزيارة والدي في البيت صباحاً باكراً، ولكن والدي اعتذر منه لأنه في طريقه الى القصر العدلي، وكان يُعرَف عنه بأنه يكون على رأس عمله في الثامنة صباحاً تماماً، لذلك كانوا يضبطون ساعاتهم على لحظة دخوله التي لا تقدَّم ولا تؤخَّر أبداً.
الغريب أننا معشر المسلمين عندنا منذ أكثر من 1400 سنة قاعدة عظيمة وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر حيث أوضح الأمر بشكل جلي فالقضاة ثلاثة أقسام قسمان منهم في النار وهو وعيد شديد وقسم واحد فقط في الجنة؛ الأمر الذي يزيد من هيبة الموقع الذي يتولاه القاضي.
تاريخ النشر: الأحد 12 جمادى الآخر 1424 هـ - 10-8-2003 م التقييم: رقم الفتوى: 36059 90516 0 479 السؤال ماذا أفعل إذا كان القاضي يميل مع خصمي ويدافع عنه ويأخذ ما يقوله خصمي ولا ينظر لما أقوله ولا يكتبه وكل الجلسات مذكور فيه ما يخص خصمي فقط ويرفض البيانات التي أقدمها ويماطل بالمواعيد باستمرار ويتعمد بها القاضي ضدي. ولا أستطيع أن أثبت ذلك بشهادة من أحد؟ أفيدوني جعله الله في موازين حسناتكم... الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا ثبت فعلاً ما نسب إلى هذا القاضي وجب عليه أن يتقي الله تعالى ويخاف عقابه، ويبادر إلى الله تعالى بتوبة صادقة؛ لأنه أقدم على ذنب عظيم، وذلك لأن الله تعالى أمر بالعدل في الحكم بين الناس.