لذلك، يؤكد الإنجيل هذه الحقيقة: فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ… كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ…. معنى كلمة الله. وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ (إنجيل يوحنا الإصحاح الأول / الآيات 1 و3 و14). من غير المعقول أن يكون كلمة الله مستحدثا فكلمة الله أزلية بأزلية الله، هل يعقل أن يكون الله موجودا بدون كلمته؟ لذلك، قال الإنجيل "في البدء كان الكلمة" يعني هو البدء لا شيء قبله، وبما أن الكلمة هو الكلام الإلهي نفسه وهو المنطق الإلهي نفسه فمن غير المعقول أن يكون مخلوقا، فكلمة كن تَخلق وليست مخلوقة، كذلك الكلمة خالق وليس مخلوقا، والمنطق الإلهي خالق وليس بمخلوق، والعلم الإلهي خالق وليس بمخلوق، ولذلك قال الإنجيل: "وكان الكلمة الله" إذن بمجرد أن يقول المسلم أن المسيح هو كلمة الله فهو في الحقيقة يقول عنه أنه خالق الكون وأنه هو الله نفسه، ولا تفسير آخر لمعنى كلمة الله. المسيح هو الشخص الوحيد الذي سمي كلمة الله، فهل يعقل أن يُدعى المسيحيون مشركين لمجرد أنهم قالوا إن الكلمة الأزلي خالق وليس بمخلوق؟ *إعلامي مسيحي مغربي
اهـ. وقال الجوهري في "الصِّحاح": "القِبْطُ: أهل مصرَ". اهـ. وقال الأَزْهَرِي في "تهذيب اللغة": "قال اللَّيث: القِبطُ: هم أهل مصرَ وبُنْكُها، والنِّسبة إليهم: قِبْطِيٌّ". اهـ. كلمة الله - ويكيبيديا. وفي "لسان العرب"؛ لابن منظور: "والقِبْطُ: جِيل بمصر، وقيل: هم أَهْلُ مصر وبُنْكُها، ورجل قِبْطِيٌّ". اهـ. هذا هو معنى القبط، أما نَسَبُهم، فكما قال الزَّبِيدي في "تاج العَرُوس": "واخْتُلِفَ في نَسَبِ القِبْط، فقِيلَ: هو القِبْطُ بنُ حَام بن نُوح - عليه السلام - وذَكَر صاحبُ الشَّجَرَةِ أنَّ مِصْرَايِم بن حام أَعْقَبَ من لوذيم، وأَنَّ لوذيم أَعْقَب قِبْطَ مِصْرَ بالصَّعِيدِ، وذَكَرَ أَبو هاشِم - أَحْمَد بنُ جَعْفَر العَبَّاسي الصَّالِحِيّ النَّسَّابَة - قِبْطَ مِصْرَ في كِتابِه، فقال: هم وَلَدُ قِبْط بن مِصْرَ بنِ قُوطِ بنِ حام، كذا حَقَّقَهُ ابنُ الجَوَّانِي النَّسَّابَةُ في "المُقَدِّمةِ الفاضلِيَّةِ"، وإِليهم تُنْسَبُ الثِّيَابُ القُبْطِيَّة بالضَّمِّ، على غَيْرِ قِيَاسٍ". اهـ. هذا هو معنى كلمة قبطي في الأصل، وهذا هو نسبهم، وإنما ذكرناه؛ لِتَبْيينِ لنا حقيقة تاريخيَّة، يُريدُ البعض أنْ يَطْمِسَها، أو يُشَوِّهَها، أو يُغَالِط فيها؛ لِيَتَوَصَّلَ بذلك إلى إثبات أنَّ هُويَّة مصرَ نصرانيَّة في عقيدتِها وشريعتها، مع أنَّ الأدِلَّة تُنادِي بِخِلافِ ذلكَ.
دعنا، الآن، نتجاوز فكرة أن الكلمة هو الله. ونركز فقط على مسألة الاتفاق بين القرآن والإنجيل على أن المسيح هو كلمة الله. السؤال المهم: ما معنى المسيح كلمة الله؟ لا يفسر لنا القرآن معنى كون المسيح كلمة الله، ولذلك احتار المفسرون المسلمون في معناها: قال البعض عن الكلمة هي: بشرى الله مريم بعيسى ألقاها إليها (تفسير الطبري للنساء 171)؛ البعض الآخر قال لأنه خلق بكلمة "كن" سمي كلمة الله: عن قتادة قوله (بكلمة منه) قال: قوله "كن" فسماه الله عز وجل كلمته، لأنه كان عن كلمته (تفسير الطبري لسورة آل عمران الآية 45) تفسير ابن كثير يؤكد المعنى نفسه: "يكون وجوده بكلمة من الله، أي يقول له: كن فيكون، وهذا تفسير قوله (مصدقا بكلمة من الله) كما ذكره الجمهور. (تفسير ابن كثير آل عمران 39). وفي تفسير اللباب في علوم الكتاب لمؤلفه بن عادل يقول: وسمي عيسى عليه السلام كلمة قيل: لأنه خلق بكلمة من الله "كن فيكون" من غير واسطة أب فسمي لهذا كلمة. أسبانيه تشرح معنى كلمة (الله). (اللباب في علوم الكتاب ص 2916). هذان المعنيان مرفوضان تماما للأسباب الآتية: لو كان المسيح قد سُمي كلمة الله بسبب بُشرى الله لمريم وكان معنى "كلمة الله" هي بشرى الله فإن أنبياء آخرين تمت البشرى بهم ولم يتم إطلاق لقب كلمة الله عليهم، فها هو إبراهيم يبشره الله بإسحاق، حيث يقول القرآن "وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ" (الصافات 112).
وما يَسْعى إليه البعضُ مِن تخصيص هذا الإطلاق على نصارى مصرَ، يُخالِف الحَقِيقةَ التَّاريخيَّة المُثْبَتة لِمَا ذَكَرْنا؛ وإنما كان هَدَفُهم من ذلكَ إثباتُ أنَّ المُسلِمينَ غزاةٌ مُحْتلُّونَ، اغْتَصَبُوا مصرَ منَ النَّصارى. وحقيقةُ القولِ: أنَّه عندما فَتَح المُسلمونَ العربُ مصرَ، كان معظمُ المِصْريينَ نصارى؛ نتيجةً لأنها كانتِ الدِّيانة الرَّئيسة في مصر قبل دخول الإسلام فيها؛ وكنتيجةٍ للاحْتِلال الرُّومانيِّ، الذي كان يُجْبِرُ شَعْبَ مصرَ على اعْتِناق النَّصْرانيَّة؛ حيث كانوا يَرْسُفُون في أغلالِ الاحتلال الرُّومانِي وضَرَائِبه وقَسْوَتِه. ويُثْبِتُ الذي ذَكَرْناهُ ما تَنَاقَلَتْهُ كُتُب اللغة، ومعاجمُها المُعْتَمَدة: قال الفَرَاهيدي في "العين": "القِبْط: أهلُ مِصْرَ وبُنْكُها - أَي: أَصلُها وخَالِصُها - والنِّسبةُ إليهم: قِبْطيٌّ، وقِبْطيَّة". اهـ. وقال ابن فارس في "معجم مقاييس اللغة": "القِبطُ: أهلُ مصر، والنِّسبة إليهم قِبطيٌّ". معنى كلمة: (قدس الله سره). اهـ. وقال الصَّاحب بن عَبَّاد في "المحيط في اللُّغة": "القِبْطُ: هم بُنْكُ مِصْرَ، والنّسْبَةُ إليهم قِبْطِي". اهـ. وقال ابن دُرَيد في "جمهرة اللُّغة": "والقِبْط: جيلٌ منَ الناس معروفٌ".
لقد قال لنا كل شيء معًا ودفعة واحدة، في هذه الكلمة الوحيدة، ليس له شيء آخر يقوله، لأن ما كان يقوله أجزاءً في الأنبياء قاله بشكل كامل في كلمته أي ابنه". ورد الوصف أيضًا في القرآن ، وقد فسره معظم الشرّاح المسلمون بأنه كلمة "كن"، أي أن المسيح سمي كلمة الله لأنه وجد بكلمة كن دون أي وسيط، الاعتراض الرئيسي على هذا التفسير، يأتي، بأن الخليقة كلها وجدت بأمر الله، لاسيّما الكون وآدم اللذان أوجدا - حسب المعتقدات الدينية - بأمر مباشر من الله دون وسيط، ومع ذلك لم يوصف لا الكون ولا آدم بأنه كلمة الله. [5] انظر أيضًا [ عدل] سر التجسد. ابن الله. ألقاب يسوع في العهد الجديد. المراجع [ عدل] ^ رب المجد، عبد الفادي القاهراني، دار النفير، بيروت 1990، ص. 336 ^ التفسير التطبيقي للعهد الجديد، لجنة من اللاهوتيين، دار تاندل للنشر، بريطانيا العظمى، طبعة أولى، ص. 311 ^ رب المجد، عبد الفادي القاهراني، دار النفير، بيروت 1990، ص. 311 ^ التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، يوحنا بولس الثاني، روما 1988، فقرة. 65 ^ الإنجيل براوية القرآن، فراس السواح، دار علاء الدين، طبعة أولى، دمشق 2004، ص. 393