موقع شاهد فور

براءة من الله ورسوله

June 28, 2024

مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (289/8). فتاوى ذات صلة

  1. تفسير: (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين)
  2. تفسير قوله تعالى : بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

تفسير: (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين)

وروي معناه عن المبرد قال: ولذلك لم يجمع بينهما فإن بسم الله الرحمن الرحيم رحمة وبراءة نزلت سخطة. ومثله عن سفيان. قال سفيان بن عيينة: إنما لم تكتب في صدر هذه السورة بسم الله الرحمن الرحيم لأن التسمية رحمة والرحمة أمان وهذه السورة نزلت في المنافقين وبالسيف ولا أمان للمنافقين. والصحيح أن التسمية لم تكتب لأن جبريل عليه السلام ما نزل بها في هذه السورة قاله القشيري. وفي قول عثمان: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها دليل على أن السور كلها انتظمت بقوله وتبيينه وأن براءة وحدها ضمت إلى الأنفال من غير عهد من النبي صلى الله عليه وسلم لما عاجله من الحمام قبل تبيينه ذلك. وكانتا تدعيان القرينتين فوجب أن تجمعا وتضم إحداهما إلى الأخرى للوصف الذي لزمهما من الاقتران ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي. تفسير: (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين). الثالثة: قال ابن العربي: هذا دليل على أن القياس أصل في الدين ألا ترى إلى عثمان وأعيان الصحابة كيف لجئوا إلى قياس الشبه عند عدم النص ورأوا أن قصة " براءة " شبيهة بقصة " الأنفال " فألحقوها بها؟ فإذا كان الله تعالى قد بين دخول القياس في تأليف القرآن فما ظنك بسائر الأحكام. الرابعة: قوله تعالى: { بَرَاءَةٌ} تقول: برئت من الشيء أبرأ براءة فأنا منه بريء إذا أزلته عن نفسك وقطعت سبب ما بينك وبينه.

تفسير قوله تعالى : بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

وتنزل عليه الآيات فيقول: ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا. وكانت ( الأنفال) من أوائل ما أنزل ، و ( براءة) من آخر القرآن ، وكانت قصتها شبيهة بقصتها ، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها ؛ فظننت أنها منها ؛ فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر " بسم الله الرحمن الرحيم ". وخرجه أبو عيسى الترمذي وقال: هذا حديث حسن. وقول ثالث: روي عن عثمان أيضا. وقال مالك فيما رواه ابن وهب وابن القاسم وابن عبد الحكم: إنه لما سقط أولها سقط " بسم الله الرحمن الرحيم " معه. وروي ذلك عن ابن عجلان أنه بلغه أن سورة ( براءة) كانت تعدل البقرة أو قربها فذهب منها ؛ فلذلك لم يكتب بينهما " بسم الله الرحمن الرحيم ". وقال سعيد بن جبير: كانت مثل سورة البقرة. براءه من الله ورسوله يوم الحج الاكبر. وقول رابع: قاله خارجة وأبو عصمة وغيرهما. قالوا: لما كتبوا المصحف في خلافة عثمان اختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال بعضهم: ( براءة) والأنفال سورة واحدة. وقال بعضهم: هما سورتان. فتركت بينهما فرجة لقول من قال: إنهما سورتان وتركت " بسم الله الرحمن الرحيم " لقول من قال: هما سورة واحدة فرضي الفريقان معا وثبتت حجتهما في المصحف.

سببُ تَرْك البسملة في أول براءة عند كتابة المصحف الإمام هو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمر بكتابتها؛ لأن جبريل لم ينزل عليه بها في هذا الموضع، والحكمة في ذلك أن البسملة أمان، والسورة نزلت لرفع الأمان بالسيف. والغَرَض الذي سِيقَتْ له السورة: بيان العَلاقات العامة بين المؤمنين والكفار. ومناسبتها لما قبلها: أن كلتا السورتين في شؤون تتعلق بالقتال والمعاهدات. ومعنى قوله: ﴿ بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾؛ أي إنذار من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى الوثنيين ذوي العهود المطلقة؛ يعني بنبذ عهودهم إليهم، وهذا الإنذار لتنزيه الله تعالى، وتبرئة ساحة رسوله صلى الله عليه وسلم من تهمة الغدر. و﴿ بَرَاءَةٌ ﴾ مبتدأ، و﴿ مِنَ اللَّهِ ﴾ متعلق بمحذوف صفة براءة. وقوله: ﴿ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ هو الخبر. تفسير قوله تعالى : بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. وقوله: ﴿ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ﴾؛ أي: سيروا فيها آمنين مدة أربعة أشهر، وهذا الأمد لذوي العهود المطلقة، وقيل: للناقضين، والأول أرجح؛ لأن الناقضين لا يحتاجون إلى البراءة بنبذ العهد إليهم. وقد تضمَّن ضرب هذا الأجل تهديد المشركين؛ كأن قيل: سيحوا في الأرض أربعة أشهر طلبًا للفرار والإفلات من العذاب، ولن تفلتوا، ويدل على هذا قوله: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ﴾؛ أي: وتيقنوا أنكم لن تفلتوا منه.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]