موقع شاهد فور

عظمة على عظمة

June 26, 2024

[٣] [٤] قراءة القرآن وتدبره من قرأ كتاب الله -تعالى- وتدبَّر آياته، وتمعَّن فيه، وجد أنَّ هذا الكتاب يدلُّ على عظمة الله -تعالى-، قال الله -تعالى-: ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) ، [٥] فالقرآن الكريم أقصر الطرق وأقربها إلى معرفة الله -تعالى-. [٦] وبالقرآن الكريم نعرف أسماء الله الحسنى، ونُدرك معناها، ونفهم صفات الله -تعالى-، ونُدرك حقيقتها، قال الإمام الآجري: "ومن تدبّر كلامه عرف الربّ -عزّ وجلّ- فاستغنى بلا مال، وعزّ بلا عشيرة، وأنس بما يستوحش منه غيره، وكان همّه عند التلاوة للسورة إذا افتتحها متى أتعظ بما أتلو؟ ولم يكن مراده متى أختم السورة؟ وإنّما مراده متى أعقل عن الله الخطاب؟". [٧] العلم بأسماء الله وصفاته إنَّ العلم بالله -تعالى-، ومعرفة أسمائه وصفاته، ومعرفة مدلولات هذه الأسماء والصفات، وفهم حقيقتها؛ يجعل في نفس المسلم عظمةً لله -تعالى- وتقديراً وخشيةً له، وتزرع في نفس المسلم محبَّة الله -تعالى-، وإنَّ الأرواح تحتاج إلى معرفة الله -تعالى- وترتاح إلى العلم به وتبتهج، ولا يتمّ ذلك إلا بمعرفة أسماء الله وصفاته العليا.

عظمه علي عظمه يا ست

اللهمَّ نسألك التوفيق لطاعتك والثبات على دينكَ والهمنا شكرك وذكرك يا أرحم الراحمين.

اغاني عظمه علي عظمه كارمن

وروى نساؤه كلّ ما كان بينه وبينهنّ، هاكم السيدة عائشة -رضي الله عنها- تعلن في حياته وبإذنه أوضاعه في بيته، وأحواله مع أهله؛ لأنّ فعله كلّه دين وشريعة... وكتب الحديث والسير والفقه ممتلئة بها. لقد رووا عنه في كلّ شيء حتى ما يكون في حالات الضرورة البشرية، فعرفنا كيف يأكل، وكيف يلبس، وكيف ينام، وكيف يقضي حاجته، وكيف يتنظف من آثارها. فأروني عظيمًا آخر جَرُؤَ أن يغامر فيقول للناس: هاكم سيرتي كلها، وأفعالي جميعًا، فاطّلعوا عليها، وارووها للصديق والعدو، وليجد من شاء مطعنًا عليها؟! أروني عظيمًا آخر دُوِّنَت سيرته بهذا التفصيل، وعرفت وقائعها وخفاياها بعد ألف وأربعمائة سنة، مثل معرفتنا بسيرة نبينا؟! عظمة القرآن. والعظمة إما أن تكون بالطباع والأخلاق والمزايا والصفات الشخصية، وإمّا أن تكون بالأعمال الجليلة التي عملها العظيم، وإما أن تكون بالآثار التي أبقاها في تاريخ أمته وفي تاريخ العالم، ولكلّ عظيم جانب من هذه المقاييس تُقاس بها عظمته، أما عظمة محمد تقاس بها جميعًا؛ لأنّه جمع أسباب العظمة، فكان عظيم المزايا، عظيم الأعمال، عظيم الآثار. والعظماء إما أن يكونوا عظماء في أقوامهم فقط، نفعوها بقدر ما ضروا غيرها، كعظمة الأبطال المحاربين والقواد الفاتحين، وإما أن تكون عظمته عالمية، ولكن في جانب محدود في كشف قانون من القوانين التي وضعها الله في هذه الطبيعة وأخفاها؛ حتى نُعمِل العقل في الوصول إليها، أو معرفة دواء من أدوية المرض، أو وضع نظرية من نظريات الفلسفة، أو صوغ آية من آيات البيان، قصة عبقرية، أو ديوان شعر بليغ.

إنه القرآن علاج لنا نحن الذين ظلمنا أنفسنا وغفلنا عن لقاء ربنا وغلبت علينا شقوتنا فلنسأل أنفسنا ما هو نصيبنا من القرآن وهل خصصنا من أوقاتنا شيئا لقراءة القرآن؟ وهل تذوقنا حلاوته في صلاتنا وعند قرائتنا أم أننا للقرآن هاجرون ولحلاوته فاقدون نسمع ولا نعتبر ونقرأ ولا ندكر ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾. بعد أن خرجنا من رمضان لا بد أن نجدد العهد مع الله بتلاوة القرآن وأن تسري في نفوسنا عظمة القرآن حتى لا نقع في شكوى النبي صلى الله عليه وسلم من هجر أمته وقومه للقرآن ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30].

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]