دمشق: "شاشات" تماشياً مع الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس "كورونا"، وسعياً لنشر الثقافة السينمائية، أطلقت المؤسسة العامة للسينما مُبادرة "السينما في بيتك، والتي تتيح مُشاهدة عدد من أحدث إنتاجاتها السينمائية من الأفلام الروائية الطويلة بشكل مجاني عبر منصة فيميو (vimeo). وأول الأفلام المعروضة هي "درب السما"، و "أمينة".
وهذه الشخصيات تشبعت بالرمزية بين رجل مثقف خمسيني يعزز فكرة تقبل المساكنة من غير الزواج ضمن وسط مجتمع غارق بالعادات والتقاليد، ورجل آخر في قمة الوعي يبحث عن شبابه الضائع مع راقصة، والثالث يرمز للوفاء و حبه لزوجته حتى بعد وفاتها التي لا نعرف عنها سوى صورة. أما التركيز فجاء على بناء الحدث الرئيسي وهو قصة "آنا" المفقودة مقابل ضعف التركيز على خطوط أخرى وتأخر ظهورها في الحبكات الفرعية: مثل حياة الدكتور "زهير" وأسباب النقلة النوعية التي حصلت بحياته جعلته من يساري سياسي الى التدين والتصوف، أو شخصية "كمال" الذي بقي على أمجاده ويواجه صعوبة بالتطور الذي يحيطه، أو شخصية "وصال" الزوجة الصامدة رغم حالة "أبو كمال" ومرضه وعدم تسليط الضوء على علاقتها بأصدقاء زوجها في السابق، أو حياة الراقصة شاليمار السابقة. السينما في بيتك افلام اون لاين. غياب التركيز على هذه الخطوط جعلت العمل يمضي ببطء شديد حيث أن المجازفة بمساحة عرض الـ "120 دقيقة" تختلف تماماً مع الحكاية نفسها في مساحة عرض الـ"1200″ دقيقة. هكذا جاء النص سينمائياً بحبكة درامية تمتد لثلاثين حلقة فلا يبد أن يحمل وهن في الوقت وبطء في سرد الاحداث. لكن البطء نفسه قدم مشاهد تحتوي على شحنات عاطفية كثيفة تسحر الجمهور، ثم أن التعويل على ذاكرة المغترب السوري ليرى دمشق وكل مكان بها كانت فكرة ناجحة تجعلنا نشتاق لدمشق أكثر وأكثر.