ع. م. آل ثاني"، غيْر أنّ المهندس المغربي سيكتشف لاحقا أنّ شريكه لا علاقة له بالعائلة الحاكمة في قطر، لا من قريب ولا من بعيد. الاعتبار الثاني الذي جعله يثق فيه "ثقة عمياء"، كما يروي، هو أنّ له مكانة اجتماعية مرموقة، ويستغلّ جمعية خيرية معروفة على الصعيد العربي تساعد الفقراء والمحتاجين، ويتحدّث كثيرا في أمور الدين، "وأيّ شخص آخر كان سيثق فيه ثقة عمياء"، يقول فيصل، قبل أن يستطرد "لقد صدمني صدمة قوية ودمّر حياتي وحياة أسرتي". صدْمة فيصل جاءت حينَ رأى كلّ الوعود التي وعده بها شريكه القطري تتهاوى واحدا تلْو آخر، فقد وعده بأنْ يدفع الديون المتراكمة عليه، ومصاريف إيجار السكن، ما جعل فيصل يجدّ ويجتهد، إلى أن حصل على الأرض التي سيُقام عليها المشروع وترخيص الأشغال، بمشقة النفس، كما يقول. مغربي طريق الملك فهد الكويت. ويتحدّث فيصل في هذا الإطار قائلا "رغم المصاعب، إلّا أنّ المسؤولين القطريين قدّموا لي كل ّ الدعم والتسهيلات، وعاملوني باحترام"، وكان عليه أنْ يطالب شريكه بتسريع الأشغال، خاصّة وأنّ الأرض لَا تُملّك، بل تستغلّ لمدّة 30 سنة فقط، مقابل إيجار رمزي كل ستة أشهر، غيْر أنّ الشريك، يروي فيصل، "لم يوف بوعوده، وأنا كنت غارقا في الديون".
أعلنت أمانة محافظة جدة، أن نفق طريق الملك فهد مع تقاطع طريق الملك عبدالله، عاد للعمل، بعد توقف بسبب الضخ العكسي لأحد مناهل الصرف الصحي. وقالت الأمانة عبر موقعها في "تويتر" إنه تم إغلاق المسار الشرقي بنفق طريق الملك فهد مع تقاطع طريق الملك عبدالله مؤقتاً، وتم إعادة فتحه بعد المعالجة وسحب المياه. على صعيد ذي صلة أكد مصدر لـ"سبق" أنه لا توجد أي مشكلة حتى الآن في الأنفاق، مشيراً إلى أن العمل جارٍ على تنفيذ الخطة التي بدأت من أمس.
وتستمرّ المعاناة رغم ذلك، ولأنّ المهندس المغربي كان مُطوّقا بالأزمة وبالديون من كلّ جانب، ويبْحثّ لنفسه عن مخرج، فقد أسّس مع شريكه القطري، رغم إخلافه بوعوده، شركة تحمل اسم "كلورادو للتجارة والمقاولات والاستيراد والتصدير"، وكان يرغبُ في أن تكون شركة مستقلّة، ووعده "الشيخ" بأنْ يفعل، على أن تظلّ فرعا لمجموع الشركات التي يملكها إلى أن تتوفّر الظروف المالية لذلك. "لاحقا، عندما تحدّثت إليه حول استقلال الشركة عن مجموع الشركات التي يملكها، والتي تصل إلى 28 شركة، قال لي لنجْعلها الآن فرْعا للمجموعة، وعندما تشتغل، وتوفّر مردودا ماليا، نفصلها عن المجموعة وتصيرَ شركة خاصّة"، يقول المقاول المغربي، غيْر أنّ شيئا من ذلك لم يتحّقق، ويضيف "وثقت فيها ثقة عمياء، وكان جزائي أنْ دمّر عقلي".