5) أما إذا كان سفرك مثمرًا من الناحية المادية، وإذا كان هدفك من السفر والغربة على وشك التحقق، وإذا كنت تنفق على اهلك، أو تدخر من راتبك لبناء مستقبلك، فاصبر وتحمل المشاق واركب الصعاب، في سبيل هدفك الذي وضعته يوم أن قررت السفر والغربة، فما أجمل الصبر وأنت تشاهد هدفك يتحقق أو يكاد، وما أحلى الدواء المر وأنت تراه السبيل الوحيد للشفاء من الأمراض والعلل التي تشكو منها، وتذكر أن الملايين من الشاب سافروا واغتربوا وصبروا وتحملوا حتى حققوا أهدافهم. 6) أنصحك بأن تضع نصب عينيك مثالاً للنجاح، من أقاربك أو جيرانك أو معارفك ممن سافر واغترب وعاد ناجحًا وحقق هدفه حتى صار مضرب المثل في الكفاح والنجاح، فلا شك أنه سيدفعك للنجاح. كما أنصحك بأن تضع نصب عينيك مثالاً لأحد الفاشلين، من أقاربك أو جيرانك أو معارفك ممن سافر واغترب وعاد بخفي حنين، دون أن يحقق شيئًا من آماله وطموحاته، بل وبعدما ضيع من عمره سنوات، فلا شك أن هذا المثال سيدفعك للهروب من الفشل. 7) أما عن المشاكل الأخرى التي تشكو منها، والتي بدت من قولك: "أنا غير مرتب في كلامي"، و"مهمل"، و"عندى لا مبالاة"،.... إلخ، فهي مشاكل عرضية لا مرضية، بمعنى أنها مشاكل ناتجة عن المشكلة الأم وهي إحساسك بالغربة والوحدة، وإن شاء الله فإن مصيرها جميعًا إلى زوال، فمبجرد كسرك لسور الوحدة الذي تضربه حول نفسك، وانتقالك للعيش مع أصحابك وأصدقائك من الصالحين والأتقياء الذين ستختارهم من الدوائر القريبة منك، ستحل جميع أو غالب مشاكلك الفرعية الأخرى، إن شاء الله.
إيلاف في