وقد صرح الله بكفرهم في قوله تعالى: " وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون * فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون " ، هؤلاء هم المنافقون. نسأل الله العافية والسلامة. الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز بالضغط على هذا الزر.. ما معنى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}؟. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
كما أنه لا يمكن المقارنة بطريقة مجملة بين الأمم الكافرة، فقد تكون أمة شرا من أخرى من وجه ، وأفضل منها من وجه آخر، فاليهود قد يكونون أشر من كثير من الأمم الوثنية لما عرفوا به من ظلم وكبر وحقد وحسد، لكنهم أفضل من الوثنيين من جهة إقرارهم بالله تعالى وإيمانهم بجنس الرسالة فهم أهل كتاب. تفسير: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا). قال ابن القيم رحمه الله تعالى: " وتغلّظ الكفر الموجب لتغلّظ العذاب يكون من ثلاثة أوجه: أحدها: من خبث العقيدة الكافرة في نفسها، كمن جحد رب العالمين بالكلية ، وعطل العالم عن الرب الخالق المدبر له، فلم يؤمن بالله وملائكته ولا كتبه ولا رسله ولا اليوم الآخر. ولهذا لا يُقَرُّ أرباب هذا الكفر بالجزية عند كثير من العلماء، ولا تؤكل ذبائحهم ولا تنكح نساؤهم اتفاقاً ، لتغلظ كفرهم، وهؤلاءِ هم المعطلة والدهرية وكثير من الفلاسفة وأهل الوحدة القائلين بأنه لا وجود للرب سبحانه وتعالى غير وجود هذا العالم. الجهة الثانية: تغلظه بالعناد والضلال عمدا على بصيرة، ككفر من شهد قلبه أن الرسول حق لما رآه من آيات صدقه، وكفرَ عنادا وبغيا، كقوم ثمود، وقوم فرعون واليهود الذين عرفوا الرسول كما عرفوا أبناءَهم، وكفر أبى جهل وأُمية ابن أبى الصلت وأمثال هؤلاء.
ومنهم من يجتمع فى حقه الجهات الثلاث، ومنهم من يكون فيه ثنتان منها أو واحدة... -و- طبقة الرؤساءِ الدعاة الصادّين عن دين الله ، ليست كطبقة من دونهم " انتهى، من "طريق الهجرتين"، وأما ما ذكرت من أن من يعمل فاحشة قوم لوط أنه يطاف به في جميع دركات النار ثم يخلّد في أسفلها، فلا يعلم نص صحيح بهذا، وإنما الذي وقفنا عليه هو خبر بلا إسناد تتناقله كتب الشيعة. وختمت بقولها أن الثابت في شرعنا أن المسلم إذا ارتكب الفواحش ، فلا يكفر إلا إذا استحلها، فالخلود في النار يكون لأهل الكفر، وأما عصاة المسلمين إذا لم يغفر الله لهم ، فإنهم يطهّرون في النار زمنا ثم يدخلون الجنة.
السؤال: لقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [ النساء: 145]، ما المقصود بالمنافقين، والنفاق في هذه الآية الكريمة؟ الإجابة: المراد بالمنافقين هم الذين يتظاهرون بالإسلام وهم على غير الإسلام؛ يدعون أنهم مسلمون وهم في الباطن يكفرون بالله ويكذبون رسوله عليه الصلاة والسلام؛ هؤلاء هم المنافقون، سموا منافقين؛ لأنهم أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر. وهم المذكورون في قوله عز وجل: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ. يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ. فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [البقرة: 8-10]، يعني شك وريب، { فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [البقرة: 10]، فهؤلاء هم المنافقون. وهم المذكورون في قوله جل وعلا: { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ} [ النساء: 142]، يعني ليس عندهم إيمان: { يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا.
ومن جعل فرعون من أصحاب الدرك الأسفل، فقد استفاده من أن الدرك الأسفل هو أشد العذاب، وفرعون قد توعده الله تعالى بأشد العذاب، كما في قوله تعالى: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ غافر /46. وكذلك إبليس هو من أشد أهل النار عذابا لأن كل ذنوب المذنبين كان هو الداعي إليها. قال ابن القيم رحمه الله تعالى، معلقا على الآية السابقة: "وهذا تنبيه على أن فرعون نفسه في الأشد من ذلك، لأنهم إنما دخلوا أشد العذاب تبعا له، فإنه هو الذى استخفهم فأطاعوه، وغرهم فاتبعوه. ولهذا يكون يوم القيامة إمامهم وفرطهم في هذا الورد، قال تعالى: ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ). وتضيف: والمقصود: أنهم إنما استحقوا أشد العذاب لغلظ كفرهم، وصدهم عن سبيل الله وعقوبتهم من آمن بالله. فليس عذاب الرؤساء في النار كعذاب أتباعهم، ولهذا كان في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لهرقل: (فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ). والصحيح في هذه اللفظة – أي الأَرِيسِيِّينَ -: أنهم الأتباع. ولهذا كان عدو الله إبليس أشد أهل النار عذابا، وهو أوّل من يكسى حلة من النار، لأنه إمام كل كفر وشرك وشر، فما عُصي الله إلا على يديه، وبسببه ".