كما قال الأمام السبكي أيضًا في إحدى فتاويه: "إنَّ سب الجميع بلا شك كفر، وهكذا إذا سب واحدًا من الصحابة حيث هو صحابي؛ لأن ذلك استخفاف بحق الصحبة، ففيه تعرض إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلا شك في كفر الساب". ويقول ابن تيمية رحمه اله في هذا الحكم: "أما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلَّا نفرًا قليلًا لا يبلغون بضعة عشر نفسًا أو أنَّهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب في كفره؛ لأنَّه مكذب لما نصَّه القرآن في غير موضع من الرضا والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإنَّ كفره متعين". وأيضًا قال الإمام مالك رحمه الله: "من سب عائشة قتل، قيل له: لم؟ قال: من رماها فقد خالف القرآن" وقد أجمع الكثير من أهل العلم على ما قاله الإمام مالك.
٥٠ - البدع والمحدثات وما لا أصل له، لابن باز، وابن عثيمين ومجموعة من العلماء، جمع حمود بن
وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى أنه على المسلم أن يفكر في كل شيء، وأن يحاسب نفسه، موضحة أن الصحابي سفيان بن عيينة رضى الله عنه كان يقول: «إذا المرء كانت له فكرة ففي كل شيء له عبرة، وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول «حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا». وقالت دار الإفتاء المصرية إن المسلم عليه أن يجعل لقراءة القرآن وذكر الله وقتا لا يتخلف عنه، وذلك لينير طريقك ويشفع لك يوم القيامة، وعلى المسلم أيضا أن يحافظ على صلاته، حيث أنها صلته بربه، وطمأنينة لقلبه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتد عليه امر قام إلى الصلاة. وأوضحت دار الإفتاء أن المسلم عليه أن يستعين بالله، ويتيقن أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، ورسول الله يقول في وصاياه: «وإذا استعنت فاستعن بالله»، وعلى المسلم أيضا أن يجعل للناس حظًا من الشكر، وذلك لوالديه إذا أنعما عليه بشيء، ويشد عضده بإخوته، ويشكر أصدقاءه وأحبابه إذا أعانوه على فعل شيء. لا يخرج صاحبه من الملة - رائج. وأضافت دار الإفتاء، أن المسلم عليه أن يتعلم كل يوم كلمه، حيث أن العلم يكسب الإنسان المعرفة ، والتي بها يستطيع الإنسان القيام بحق دينه ووطنه، وعلى المسلم أيضا أن يحدد أهدافه التي يعيش من أجلها، وأن يضع خطة يسير عليها، وذلك حتى لا يخطئ هدفه.
فهذا يكون كافراً ومشركاً شركاً أكبر، القاعدة أن من صرف العبادة أو بعضها لغير الله من أصنام أو أوثان أو أموات أو غيرهم من الغائبين فإنه مشرك شركاً أكبر، وكذلك الحكم فيمن جحد ما أوجب الله، أو ما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة مما أجمع عليه المسلمون، فهذا يكون كافراً ومشركاً شركاً أكبر. وكل من أتى ناقضاً من نواقض الإسلام يكون مشركاً شركاً أكبر كما قلنا. أما الشرك الأصغر فهو أنواع أيضاً: مثل الحلف بغير الله، والحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، وبالأمانة، وبرأس فلان، وما أشبه ذلك، فهذا شرك أصغر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: « من حلف بشيء دون الله فقد أشرك »[1] وهكذا الرياء ، يقرأ للرياء أو يتصدق للرياء، فهذا شرك أصغر، لقوله صلى الله عليه وسلم: « أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الأصغر » فسئل عنه فقال: « الرياء »[2]. وهكذا لو قال: ما شاء الله وشاء فلان بالواو أو لولا الله وفلان أو هذا من الله وفلان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: « لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله وحده ثم شاء فلان »[3]. ولما قال رجل: يا رسول الله ما شاء الله وشئت، قال: « أجعلتني لله نداً ما شاء الله وحده »[4].