موقع شاهد فور

للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله

June 26, 2024

( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوفَّ إليكم وأنتم لا تظلمون(272) للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم(273) الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانيةً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون(274)) [البقرة]. تستمر الآيات في الإنفاق ولكن الله سبحانه يذكر خلالها جزءاً من الآية كأنه في ظاهره لا علاقة له بالإنفاق. والمعروف في لغة العرب أن العربي الفصيح لا يكون كلامه على غير نسق، فإن بدأ في كلامه جزءاً على غير اتصال بالسابق واللاحق فإنه يكون مقصوداً، ويكون المتكلم قد أخفى الصلة بين هذا الجزء وباقي الكلام ولم يجعلها صريحة الظهور لتكون مدعاة للوقوف عندها للتعمق في اكتشافها ولفت النظر إليها بهذا الأسلوب من النظم البديع. وهذه الآية الكريمة كذلك فإن ما سبقها كان في الإنفاق وما تبعها في الإنفاق، وظاهر مدلول ألفاظها على غير ذلك فيكون التركيز عليها والوقوف عندها لاكتشاف هذه الصلة وتدبرها بعمق مقصوداً لله سبحانه.

  1. للفقراء الذين احصروا في سبيل الله بنظره معاصره
  2. للفقراء الذين احصروا في سبيل الله صوره ومقاصده
  3. للفقراء الذين احصروا في سبيل الله قمنا
  4. للفقراء الذين احصروا في سبيل الله اسلام ويب

للفقراء الذين احصروا في سبيل الله بنظره معاصره

[ ص: 74] للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا. " للفقراء " متعلق بـ " تنفقون " الأخيرة ، وتعلقه به يؤذن بتعليق معناه بنظائره المقدمة ، فما من نفقة ذكرت آنفا إلا وهي للفقراء لأن الجمل قد عضد بعضها بعضا. و الذين أحصروا أي: حبسوا وأرصدوا ، ويحتمل أن المراد بسبيل الله هنا الجهاد ، فإن كان نزولها في قوم جرحوا في سبيل الله فصاروا زمنى فـ ( في) للسببية. والضرب في الأرض المشي للجهاد بقرينة قوله: في سبيل الله والمعنى أنهم أحقاء بأن ينفق عليهم لعجزهم الحاصل بالجهاد ، وإن كانوا قوما بصدد القتال يحتاجون للمعونة ، فـ ( في) للظرفية المجازية ، وإن كان المراد بهم أهل الصفة ، وهم فقراء المهاجرين الذين خرجوا من ديارهم وأموالهم بمكة وجاءوا دار الهجرة لا يستطيعون زراعة ولا تجارة ، فمعنى أحصروا في سبيل الله: عيقوا عن أعمالهم لأجل سبيل الله وهو الهجرة ، فـ ( في) للتعليل ، وقد قيل: إن أهل الصفة كانوا يخرجون في كل سرية يبعثها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه فسبيل الله هو الجهاد ، ومعنى أحصروا على هذا الوجه أرصدوا ، و ( في) باقية على التعليل.

للفقراء الذين احصروا في سبيل الله صوره ومقاصده

]]، فإذا كان الإنسان يستطيع الضرب في الأرض والتجارة والتكسب فإنه لا يعطى؛ لأنه وإن كان فقيرًا بماله لكنه ليس فقيرًا بعمله. * ومن فوائد الآية الكريمة: فضيلة التعفف؛ لقوله: ﴿يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ﴾. ومنها: التنبيه على أنه ينبغي للإنسان أن يكون فطنًا، ذا حزم ودقة نظر؛ لأن الله وصف هذا الذي لا يعلم عن حال هؤلاء بأنه جاهل، فقال: ﴿يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ﴾ فينبغي للإنسان أن يكون ذا فطنة وحزم ونظر في الأمور. * ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الأسباب؛ لقوله: ﴿مِنَ التَّعَفُّفِ﴾ فإن من هنا للسببية، أي بسبب تعففهم يظن الجاهل بحالهم أنهم أغنياء. * ومن فوائد الآية الكريمة: الإشارة إلى الفراسة والفطنة؛ لقوله: ﴿تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ﴾ فإن السيما هي العلامة التي لا يطلع عليها إلا ذوي الفراسة، وكم من إنسان سليم القلب ليس عنده فراسة، ولا بعد نظر يخدع بأدنى سبب، وكم من إنسان عنده قوة فراسة وحزم ونظر في العواقب يحميه الله تعالى بفراسته عن أشياء كثيرة. * ومن فوائد الآية الكريمة: الثناء على من لا يسأل الناس؛ لقوله: ﴿لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾، وقد كان من جملة ما بايع النبي ﷺ عليه أصحابه «أن لا يسألوا الناس شيئًا، حتى إن الرجل ليَسْقُطُ سوطُه من على بعيره فينزل ويأخذه، ولا يقول لأخيه: أعطني إياه »[[أخرجه مسلم (١٠٤٣ / ١٠٨) من حديث أبي مسلم الخولاني رضي الله عنه.

للفقراء الذين احصروا في سبيل الله قمنا

* ( فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ) * خبر الذين ينفقون ، والفاء للسببية. وقيل للعطف والخبر محذوف أي ومنهم الذين ولذلك جوز الوقف على وعلانية. < صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2): آية 275] < / صفحة فارغة > الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُه الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ 161

للفقراء الذين احصروا في سبيل الله اسلام ويب

﴿الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [البقرة ٢٧٣] أي: منعوا في سبيل الله؛ لأن الاحصار بمعنى المنع، كقوله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ﴾ [البقرة ١٩٦] أي: منعتم عن إتمامهما، ﴿أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ يعني: أحصروا في الجهاد، إما بالاستعداد له، وإما بما أصابهم من الجهاد من العيوب التي أقعدتهم عن العمل، المهم أنهم أحصروا في هذا الطريق، في سبيل الله. ﴿لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ﴾ [البقرة ٢٧٣] يعني: لا يستطيعون سفرًا يبتغون به الرزق؛ لأنهم إما مشغولون بالجهاد، وإما عاجزون عن السفر لما أصابهم من الجراح أو الكسور أو نحو ذلك.

فهؤلاء أجر النفقة إليهم عظيم والله سبحانه بخالص النية في الصدقة عليم. ( للفقراء) خبر لمبتدأ محذوف أي صدقاتكم للفقراء، واللام للتعدية أي أن يحرص المتصدق أن تعطى صدقته للفقراء ( الذين أحصروا في سبيل الله) الذين انقطعوا للجهاد أي أَحْصَرَهم الجهاد في سبيل الله. ( لا يستطيعون ضرباً في الأرض) أي لا يستطيعون تنقلاً في الأرض للسعي لطلب الرزق لانشغالهم بالجهاد. (فالحصر) هو المنع فكلّ من شغله الجهاد عن السعي لطلب الرزق أو كلّ من أصيب بجراح في الجهاد جعله لا يقدر على السعي لطلب الرزق تنطبق عليه هذه الآية ففي الإنفاق عليه أجر عظيم. وهي تنطبق كذلك على من كانوا يسمون (أهل الصُّفَّة) في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كانت العلة والجهاد يحبسهم عن طلب الرزق ويخرجون في كل سرية يبعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ. فهؤلاء وأولئك لهم الأولوية في النفقة من الفقراء الآخرين الذين لا يحبسهم الجهاد وهم يستطيعون أن يسعوا في الأرض لطلب الرزق. ( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف) أي من أجل تعففهم عن المسألة فـ ( من) للتعليل والتعفف ترك الشيء والإعراض عنه مع القدرة على تعاطيه.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]