موقع شاهد فور

تفسیر مثل كلمه طيبه كشجره طيبه

May 4, 2024

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا) ألم تعلم ، والمثل: قول سائر لتشبيه شيء بشيء. ( كلمة طيبة) وهي قول: لا إله إلا الله ( كشجرة طيبة) وهي النخلة يريد كشجرة طيبة الثمر. مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة. وقال ظبيان ، عن ابن عباس هي شجرة في الجنة. ( أصلها ثابت) في الأرض ( وفرعها) أعلاها ( في السماء) كذلك أصل هذه الكلمة: راسخ في قلب المؤمن بالمعرفة والتصديق ، فإذا تكلم بها عرجت ، فلا تحجب حتى تنتهي إلى الله عز وجل. قال الله تعالى: ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) ( فاطر - 10).

  1. مثل كلمة طيبة ومثل كلمة خبيثة
  2. مثل الكلمة الطيبة

مثل كلمة طيبة ومثل كلمة خبيثة

والمقصود أن كلمة التوحيد إذا شهد المؤمن بها، عارفا بمعناها وحقيقتها نفيا وإثباتا، متصفا بموجبها، قائما قلبه ولسانه وجوارحه بشهادتها فهذه الكلمة من هذا الشاهد أصلها ثابت راسخ في قلبه وفروعها متصلة بالسماء. مثل كلمه طيبه كشجره طيبه. طيبة المنظر والشجرة الطيبة أول صفة لها أنها طيبة، وذلك يحتمل عدة أمور منها، أنها طيبة المنظر والصورة والشكل (والنخل باسقات لها طلع نضيد)، وثانيتها كونها طيبة الرائحة وثالثتها كونها طيبة الثمرة ورابعتها كونها طيبة المنفعة، أصلها ثابت راسخ رسوخ الجبال، فرعها في السماء بعيدة عن عفونات الأرض، والكلمة الطيبة قد تهدي إنساناً إلى الخير وقد تغير مجتمعاً، وقد ينقذ الله بها قلوباً أو يعمر بها نفوساً، بل قد يحيي بها الله أقواماً من السبات. والكلمة الطيبة كحبة القمح المفردة قد تهمل وتذهب أدراج الرياح وقد تكون مباركة فتنبت وتثمر، وقد تكون الثمرة خصبة تتضاعف وتتضاعف، والكلمة الطيبة وهي كلمة الحق كالشجرة الطيبة ثابتة سامقة مثمرة لا تزعزعها الأعاصير والفتن، ولا تعصف بها رياح الباطل ولا تقوى عليها معاول الطغيان، وإن خيّل للبعض أنها معرضة للخطر فهي سامقة متعالية تطل على الشر والطغيان من علو. والكلمة الخبيثة هي كلمة الباطل كالشجرة الخبيثة قد تتعالى وتتشابك ويخيّل إلى البعض أنها أضخم من الشجرة الطيبة وأقوى ولكنها تظل ضعيفةً وما هي إلا فترة ثم تجتث من فوق الأرض فلا قرار لها ولا بقاء.

قال الضحاك ضرب الله مثلاً للجاحد والمعاند بشجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار يقول ليس لها أصل ولا فرع وليس لها ثمرة ولا فيها منفعة، كذلك المعاند ليس يعمل خيرا ولا يقوله ولا يجعل الله فيه بركة ولا منفعة. فعلينا أن نعود أنفسنا على الكلمة الطيبة في البيت مع الوالدين والأولاد والزوجة، عند الاختلاف بالآراء مع الغير، نعود أنفسنا على الكلمة الطيبة في برامج التواصل الاجتماعي، فالشيطان حريص على أن يوقع العداوة بين بني آدم، قال الله عز وجل: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً).

مثل الكلمة الطيبة

الكلمة الطيبة سبب لنيل رضى الله ومحبته، ورفع درجة المؤمن، وبالتالي دخول الجنة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ)، [٦] رفع الله بها درجات أي: يرفع الله بها درجاته، أو يرفعه الله بها درجات. [٧] الكلمة الطيبة بها يثبت الله الذين آمنوا في القبر، وعند بعث الناس من قبورهم للحساب، وبقدر فهم معانيها، والعمل بمقتضاها تزداد وتقوى جذورها، وتبسق فروعها، ويطيب أكل ثمارها. [٨] المراجع ^ أ ب عدنان الجابري ، أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير وتطبيقاته التربوية ، صفحة 77. بتصرّف. ↑ سورة سورة ابراهيم ، آية:24 ↑ وهبه الزحيلي ، التفسير المنير للزحيلي ، صفحة 242. بتصرّف. ↑ محمد إسماعيل المقدم ، عودة الحجاب ، صفحة 416. بتصرّف. ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:6478، صحيح. ↑ شمس الدين السفيري ، شرح البخاري للسفيري المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية ، صفحة 75. بتصرّف. مثل كلمة طيبة ومثل كلمة خبيثة .... ↑ سعيد حوى ، الأساس في التفسير ، صفحة 802. بتصرّف.

وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} [إبراهيم:24-26]. مثل الكلمة الطيبة. ذكر المفسرون أن المراد بـ (الكلمة الطيبة) شهادة أن لا إله إلا الله، أو المؤمن نفسه، وأن المراد بـ (الكلمة الخبيثة) كلمة الشرك، أو الكافر نفسه. وهذا المثل القرآني جاء عقيب مثل ضربه سبحانه لبيان حال أعمال الكفار، وهو قوله تعالى: { مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} [إبراهيم من الآية:18]، فذكر تعالى مثل أعمال الكفار، وأنها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، ثم أعقب ذلك ذكر مثل أقوال المؤمنين. ووجه هذا المثل أنه سبحانه شبه الكلمة الطيبة -وهي كلمة لا إله إلا الله وما يتبعها من كلام طيب- بالشجرة الطيبة، ذات الجذور الثابتة والراسخة في الأرض، والأغصان العالية التي تكاد تطال عنان السماء، لا تنال منها الرياح العاتية، ولا تعصف بها العواصف الهوجاء، فهي تنبت من البذور الصالحة، وتعيش في الأرض الصالحة، وتجود بخيرها في كل حين، ثم تعلو من فوقها بالظلال الوارفة، وبالثمار الطيبة التي يستطيبها الناس ولا يشبعون منها، فكذلك الكلمة الطيبة تملأ النفس بالصدق والإيمان، وتدخل إلى القلب من غير استئذان، فتعمل به ما تعمل.

وقد روى الطبري عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله تعالى: { كَلِمَةً طَيِّبَةً}، قال: هذا مثل الإيمان ، فالإيمان الشجرة الطيبة، وأصله الثابت الذي لا يزول الإخلاص لله، وفرعه في السماء، فرعه خشية الله. وهذه الشجرة أيضاً مثلها كالمؤمن، فهو ثابت في إيمانه، سامٍ في تطلعاته وتوجهاته، نافع في كل عمل يقوم به، مقدام مهما اعترضه من صعاب، لا يعرف الخوف إلى قلبه سبيلاً، معطاء على كل حال، لا يهتدي البخل إلى نفسه طريقاً، فهو خير كله، وبركة كله، ونفع كله. وعلى هذا يكون المقصود بالمثل تشبيه المؤمن، وقوله الطيب، وعمله الصالح، بالشجرة المعطاء، لا يزال يُرفع له عمل صالح في كل حين ووقت، وفي كل صباح ومساء.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]