الثقة بالنفس هي شعور بثقة الشخص بقدرته وتقديره لذاته وصفاته, والعمل على تعزيز الثقة بالنفس واحترام الذات أمر جيد ، لكن الإفراط في ذلك يمكن أن بتحول الى الغطرسة والنرجسية بدلاً من ذلك. والغطرسة " الغرور" يتميز بإحساس مبالغ فيه بأهتمام الفرد بقدراته وصفاته. لحسن الحظ ، هناك بعض الأدلة التي يمكن أن تساعدنا على اكتشاف الفرق بين الثقة بالنفس والغطرسة. فالأشخاص الواثقون من أنفسهم ، ليس لديهم مشكلة في الاستماع. لأنهم يدركون أنهم لا يعرفون كل شيء ويسعدهم التعلم من الآخرين. أما الأفراد المتغطرسون فليس لديهم ما يتعلمونه من الآخرين ، لذا فهم يتصرفون وكأنهم يعرفون كل شيء. ما الفرق بين الغرور والثقة بالنفس وكيف نفرق بينهم؟. فهم يكافحون بأسنانهم وأظافرهم ليكونوا على حق ولإظهار أن الآخرين على خطأ. ونتيجة لذلك ، لا يستمعون إلى آراء الآخرين.
ولا شك أن الواثق من ربه منصور مؤيد، والمتكبر المعجب المغرور مخذول، ومن هنا يتبين لنا أن ثقة المؤمن في نفسه نابعة من إيمانه بريه وتصديقه بوعده ووعيده، وأرجو أن يعلم الجميع أن كلمة الثقة بالنفس مجردة هكذا لا تخلو من تجاوز فإن النفس ضعيفة وهي مع ذلك متهمة إلا إذا هذبها بمعاني التوحيد والتوكل والاستعانة بالله، بل إن المؤمن يردد في دعائه: ( ولا تكلني إلى نفسي ولا لأحد من خلقك طرفة عين) لأن الإنسان إذا وكل إلى نفسه هلك، وإذا اعتمد على غير الله خذل من حيث أراد النصر، ومن استعاذ بالله فقد أعيذ بمعاذ. ومن هنا تتجلى لنا معاني الغفلة عند من يجلس وحده ويردد أنا واثق أنا قادر، أما المؤمن فإنه يكون في أشد حالات القوة حين ينكسر لله وقد أحسن من قال:- مالي سوى فقري إليك وسيلة ** وبالافتقار إليك فقري أرفع والمؤمن يشكو إلى الله ضعف قوته، ويردد اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين. ومن هنا يتضح لنا أن ثقة المسلم بنفسه نابعة من ثقته بربه الذي أمره أن يأخذ الكتاب بقوة وأن يبتعد عن سفاسف الأمور، والواثق بالله منصور والمتكبر واهم مخذول وضعيف مهزوم لأن المتكبر فيه مركب نقص هو الذي دفعه للتكبر على الآخرين واحتقارهم لكنهم يقابلوه بنفس النظرة فيحقرونه.