موقع شاهد فور

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين

June 28, 2024

ثم انظر الثواب العظيم لمنزلة الصديقين في هذه الآية: ﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة: 119]. نداء للمؤمنين: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}. كم نحن في حاجة أن نستشعر معاني الصدق في أنفسنا، وكيف ندرب أنفسنا عليها ونعيشها عمليًّا، كما استشعرها الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك ثم تاب الله عليهم! نحتاج أن نربي الأبناء على الصدق العملي، ونجعلهم يتذوقون حلاوته وجدانيًّا وروحيًّا، ويعيشونه في الواقع حتى يصبح واقعًا في حياتهم. لا بد من تكاتف الجهود للرقي في حياتنا بهذا الصدق الذي سيكون مردوده على الجميع بالخير في الدنيا والآخرة.

شذرات قرأنية - منتدى الكفيل

وهذا ما أمر الله تعالى به بقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ (التوبة: 119) ، فلا يتصوّر مؤمن خارج دائرة الصدق وأهله. ومن لطيف ما تشير إليه هذه الآية الكريمة: - أوّلاً: إنّ الصدق هو الأصل، وعلى الإنسان أن ينضوي تحت لوائه. - ثانياً: إنّ على المؤمن أنْ يبقى مع أهل الصدق، وأن يعيش في مجتمع الصادقين؛ إذ يُخاف عليه أن يخسر هذه الفضيلة بعد تلوّثه بمجتمعات الكذب؛ فإنّ المرء على دين خليله. - ثالثاً: تحتاج المحافظة على الصدق إلى تقوى وتحرُّز ومواجهة مع الشيطان، ﴿اتَّقُوا اللَّهَ﴾؛ إذ من دون التقوى لا يمكن التمسُّك بهذا الخُلُق العظيم. * مصاديق الصدق للصدق مصاديق كثيرة تشمل كلّ تفاصيل حياة الإنسان. فهو ليس محصوراً بالكلام فقط، بل هو أعمّ من ذلك بكثير. فاللّازم على المؤمن أن يملك الصدق بكلّ مصاديقه، فلو تحلّى ببعضها وترك بعضها الآخر تسرّب ذلك إلى ما يملكه من صدق فيفسده. الفناطسة: النائب كريشان جانب الصواب ولم يتم فصل أي من العاملين في شركة الفوسفات :: الأنباط. ومن أنواع الصدق: 1- الصدق في الكلام: وهو من أوضح مصاديقه، وبه قوام المجتمعات وانتظام الحياة. وقد نادى بذلك البشر بمختلف توجُّهاتهم ومعتقداتهم، حتّى الأديان المبنيّة على الكذب، كانت تدّعي الصدق وتأمر الناس به.

نداء للمؤمنين: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}

وبالصِّدقِ يُفرِّجُ اللهُ الهمومَ والكُرُبَاتِ، ويُجيبُ الدَّعَوَاتِ، ويُنجِّي مِنَ المُهلِكات؛ كما في قِصَّة الثلاثةِ الذين أَوَوْا إلى غارٍ فانطبقَ عليهم؛ فقال بعضهم لبعض: " إنَّه واللَّهِ يا هَؤُلَاءِ، لا يُنْجِيكُمْ إلَّا الصِّدْقُ، فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنكُم بما يَعْلَمُ أنَّه قدْ صَدَقَ فِيهِ "؛ متفق عليه. شذرات قرأنية - منتدى الكفيل. فدعا كلُّ واحدٍ منهم ربَّهُ بما عَمِلَهُ مِن عَمَلٍ صَدَقَ اللهَ فيه، وأخلصهُ له، فَجَاءَ الفرجُ، فَفُرِجَ لهم فُرْجَةٌ بعد أخرى، حتى خَرجُوا من تِلكَ المحنة. وفي الآخرةِ في عرَصاتِ القيامة وأهوالِها، لن ينفعَكَ مالٌ ولا بَنُونٌ، ولكنَّ الذي ينفَعُكَ هُوَ الصدقُ مع اللهِ تعالى؛ قال تعالى: ﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة: 119]. عباد الله، بالصِّدقِ يُبارِكُ اللهُ في الأرزاق؛ فعن حكيمِ بن حزام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا - أوْ قالَ: حتَّى يَتَفَرَّقا - فإنْ صَدَقا وبَيَّنا، بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَتَما وكَذَبا؛ مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِما "؛ رواه البخاري.

الفناطسة: النائب كريشان جانب الصواب ولم يتم فصل أي من العاملين في شركة الفوسفات :: الأنباط

ثم قمنا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والذي أوضح بأن الصدق يهدي الجنة والكذب يضل صاحبه إلى النار والعذاب، ثم معرفة معنى الصدق، نتمنى أن نكون قمنا بتوضيح الصدق بطرق سلسة.

أيها المؤمنون، مِن مجالاتِ الصدقِ أن يكونَ الإنسانُ صادقًا مع نَفسِهِ، ولا يخادِعها ويتركها تسبحُ في بحرِ الأماني والأهواء، فكم رأينا وشاهدنا أُناسًا يكذِبُونَ على أنفسِهِم، فتجِدُ أحدَهُم يتعاملُ بالربا.. ، ويكذِبُ على نفسِهِ قائلًا: إنهُ ضرورةٌ عصريةٌ، وآخرُ يُسرِفُ على نفسِهِ بالمعاصي ظاهرًا وباطنًا، ثمَّ يقولُ: التقوى ها هنا - ويُشيرُ إلى قلبِه - وما عَلِمَ أنَّ النِّفاقَ في القلبِ كذلك. والعاقِلُ - ياعباد الله - هوَ مَن كانَ صادِقًا مَعَ نفسِهِ، فحاسَبَها في الدُّنيا، وأصلحَ عُيُوبَها؛ لِتَسلَمَ في الآخرة؛ قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 37 - 41]. عباد الله، أما الصدقُ معَ الناسِ، فيكونُ بالصدقِ في الأقوالِ، والأفعالِ، والأحوال. ولْيَسألْ كلٌّ مِنَّا نفسه: أنا ممن يكذِبُ في قولِهِ؛ فيقولُ ما يعلمُ أنه مُخالفٌ للواقع؟ هل أنا ممن يكذِبُ في فِعلِهِ؛ فيعملُ خلافَ ما يعلمُ أنه صوابًا؟ هل أنا ممن يربِّي أهلَهُ وأولادَهُ على الكَذِبِ، فأكذبَ عليهم في أقوالي وَوُعُودِي؟ ويَرَوْنِي وأنا أكذِبُ على الآخرين؟ بل رُبَّما آمرُهُم أنْ يكذِبُوا على الناس؟ عن عبدِاللهِ بنِ عمرو أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: " أربعٌ إذا كنَّ فيكَ فلا عليكَ ما فاتَكَ مِنَ الدنيا: صدْقُ الحديثِ، وحفْظُ الأمانةِ، وحُسْنُ الخُلقِ، وعفَّةُ مَطْعَمٍ "؛ صححه الألباني.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]