وهذا إسنادٌ صحيح من جهة رواية عبد الملك بن جريج عن عطاء بن أبي رباح، وأمّا عثمان بن عطاء - وهو ابن أبي مسلم الخراساني - فهو ضعيف كما في تقريب التهذيب (٤٥٠٢)، وحجّاجُ بن محمد سمعه منهما. ص557 - كتاب التمهيد ابن عبد البر ت بشار - - المكتبة الشاملة. وهو عند ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢١٢ (١١٢٣)، والحاكم في المستدرك ٢/ ٢٦٨، ومن طريقه البيهقي في الكبرى ٢/ ١٢ (٢٣٣٧) من طرق عن حجّاج بن محمد المِصِّيصيِّ، به. وليس في إسناد الأخيرين عثمان بن عطاء الخراساني. (١) وذلك فيما أخرجه مالكٌ في الموطأ ١/ ٢٧١ (٥٢٥) عنه، عن سعيد بن المسيِّب أنه قال: "صلّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن قدِمَ المدينةَ، ستّةَ عشرَ شهرًا نحوَ بيت المقدس، ثمّ حوِّلت القِبْلةُ قبل بدرٍ بشهرين". وهو الحديث السادس ليحيى بن سعيد، وسيأتي مع مزيد كلامٍ عليه في موضعه إن شاء الله تعالى.
وأما بالنسبة (لـلزرقاني) فطُبع سنة 1280هـ في المطبعة الكستلية، وهذه الطبعة نادرة جدًّا، ثم طُبع في مطبعة الاستقامة والمطبعة التجارية بطبعات جيدة وجميلة، وعلى كل حال طُبع مرارًا وكُتب له الانتشار الواسع، والسبب في ذلك أنه مختصر في أربعة أجزاء، وفيه نُقول واطلاع على أقوال المتأخرين مما يُحتاج إليه.
والذي يصِحُّ في النَّظرِ، ويثبُتُ في الأُصُولِ: أنَّهُ ليسَ لأحدٍ أن يضُرَّ بأحَدٍ، سواءٌ أضرَّ به قبلُ أم لا، إلّا أنَّ لهُ أن ينتصِرَ ويُعاقِبَ إن قدرَ، بما أُبِيحُ لهُ من السُّلطانِ، والاعتِداءِ بالحقِّ الذي (٥) هُو مِثلُ ما اعتُدِيَ به عليه. (١) زاد هنا في الأصل، م: "من". (٢) في ت، م: "الجاحد". التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد - ابن عبد البر - طريق الإسلام. (٣) في الأصل، م: "ونحو". (٤) ونص الحديث المشار إليه: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف". وقد سلف في شرح الحديث السابع والعشرين لأبي الزناد، وهو في الموطأ ٢/ ٢٠٥، وانظر تخريجه في موضعه. (٥) زاد هنا في م: "له".
- ترجيح المفصل في الحديث على من يختصر: فق قال: (فراوية من زاد وتم وفسر أولى من رواية من أجمل وقصر). - ترجيح رواية أهل بلد الراوي: وذلك أنّهم أعلم بحديثه، وذلك لمصاحبته لهم وعيشته بينهم، فيقول في كتابه: (هذه رواية أهل العراق عن بشير بن يسار في هذا الحديث ورواية أهل المدينة عنه أثبتت إن شاء الله، وهم به أقعد ونقلهم أصح عند أهل العلم). [10] - ترجيح الرواية الخالية من الشك والاختلاف: فقال في هذا: (والشك لا يلتفت إليه، واليقين معول عليه). - الترجيح بقرينة داخل الإسناد أو المتن: ومن الأمثلة على ذلك قوله: (في الموطأ عن يحيى في هذا الحديث توفي رجل يوم حنين، وهو وهم إنما هو يوم خيبر، وعلى ذلك جماعة الرواة وهو الصحيح ، والدليل على صحته قوله: فوجدنا خرزات من خرزات يهود، ولم يكن بحنين يود، والله أعلم). منهج الإمام ابن عبد البر في الاستدلال لفقه التمهيد | ASJP. انتقادات على ابن عبد البر [ عدل] التردد في تحديد من وقع منه الوهم: ومن ذلك قوله: (وأظن الوهم فيه جاء من قبل مالك أو من قبل يزيد بن الهادي). [11] المراجع [ عدل]
أما بالنسبة (للمسوَّى شرح الموطأ) للدهلوي فهو شرح مختصر في مجلدين، طُبع في مطبعة أم القرى السلفية بمكة، وطبعته هذه نادرة يقل وجودها، ومع الأسف أنها لم تُصوَّر، وطريقة الدهلوي في هذا الكتاب أنه ضمَّنه ثلاثة مذاهب، مذهب مالك مأخوذ من الأصل (الموطأ)، ويُضيف إليه مذهبه الحنفي، ويُثلِّث بالشافعي، فالكتاب على اختصاره يجمع المذاهب الثلاثة في المسائل الفقهية، لكنه أهمل مذهب الإمام أحمد، فينبغي أن يُكمَّل ولو بحاشية لتتم الفائدة منه. كتاب التمهيد لابن عبد البر. والدهلوي له كتاب بالفارسية غير العربية، اسمه (المصفَّى شرح الموطأ) يستفيد منه من يتقن هذه اللغة، وأما من لا يعرف هذه اللغة فيستفيد من (المسوَّى). ومن الشروح المفيدة في هذا الباب (المنتقى شرح الموطأ) لأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي، وهو كتاب نفيس عنايته بالمسائل الفقهية، وفيه لطائف من العلوم الأخرى، وهو كتاب أصل يعتمد عليه ويعوَّل عليه؛ لأنه فقيه مالكي ويشرح كتابًا لإمام المذهب. ومن الشروح التي اشتهرت وهو متأخر (شرح الزرقاني على الموطأ)، ومن الغرائب أن (شرح الزرقاني على الموطأ) طُبع قبل (التمهيد) بأكثر من مائة سنة، وهو كتاب مجموع من شروح كتب السنة من (فتح الباري) ومن (شرح النووي) ومن غيرها من الكتب، ومع ذلك يُطبع قبل شروح ابن عبد البر بأكثر من مائة سنة!