لست بالخب ولا الخب يخدعني - مقطع من سلسلة (أنا لكم ناصح أمين) | الشيخ/ د. مدثر أحمد إسماعيل - YouTube
وقال ابن القيم، في كتاب "الروح": "وكان عمرُ أعقلَ من أن يُخدَع، وأورعَ من أن يَخْدَع". وقال المغيرة بن شعبة: "ما رأيتُ أحدًا أحزَمَ من عمر؛ كان -والله- له فضلٌ يَمنعه أن يَجزع، وعقلٌ يَمنعه أن يخدع"،، والله أعلم. 185 29 680, 741
فما كان من حظه السيء إلا أن وقع أسيراً مرة أخرى في يد المسلمين، فجاؤوا به إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم– وأراد أن يعيد مشهد الخداع مرة ثانية، فقال: يا رسول الله أقلني –أي سامحني واعفُ عني- فرد عليه صلى الله عليه وسلم قائلاً: «لا والله، لا تمسح عارضيك بمكة- يقصد لحيته على جانبي الوجه- وتقول: خدعتُ محمداً مرتين.. اضرب عنقه يا زبير»، فلقي جزاءه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم يومها: « لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ». فصار الحديث مثلاً. لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني .... العطف والرأفة واللطف والعفو، أخلاق فرسان راقية وعظيمة، كلنا يحتاجها ويسعى إلى التخلق بها في تعامله مع الآخرين. لكن هذا لا يعني أن تكون لطيفاً أو طيباً بشكل مطلق إلى حد السذاجة، فإن لكل شيء حداً لا يجب تجاوزه. قد تجد من الناس حولك من يعتقد أو يظن طيبة الآخرين معه في التعامل بالأخلاق العالية الراقية، غباءً أو سذاجة، فيدفع به إلى التمادي وربما التفحش في التعامل، حتى تراه يكرر الخطأ مرة وأخرى عن عمد، باعتبار أن من يتعامل معه، شخص طيب ودود أو ساذج -إن صح التعبير- وتلكم النظرة، لا شك أنها استغلالية، وقمة في الدناءة. درس في الكياسة والفطنة من هنا، نجد قدوتنا -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا درساً بليغاً في هذا المجال، كيلا يتم استغلال طيبة و أخلاقيات المسلم الراقية الرفيعة من قبل انتهازيين واستغلاليين.