موقع شاهد فور

كلما دخل عليها زكريا

June 28, 2024

(كلما) ظرف يفيد التكرار، ولا يأتي مكررًا في جملة واحدة. من الخطأ الشائع أن نقرأ وأن نسمع مثل هذه الجملة: كلما فازت المدرسة بالجوائز كلما تحفزت همّتها. فالصواب هو حذف (كلما) الثانية، لأن الأولى تدل على التكرار. قال تعالى: كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا آل عمران، 37. (كلما)- هي في معنى الظرف، بسبب إضافة (كل) إلى (ما)- الحرف المصدري الذي يدل على الزمان، فمعنى "كلما" في الآية: كل + ما = كل وقت دخول. (كلما) متضمنة ما يشبه معنى الشرط، ولا بد لها من شيء تتعلق به، وهو جوابها (وجد رزقًا). وقد يسّرت بعض كتب النحو، فذكرت تعريف (كلما) أنه اسم شرط غير جازم، وأن هناك جملة شرط وجواب شرط، فلا بأس! إعراب (كلما): كلَّ: نائب عن المفعول فيه منصوب، وعلامة نصبه الفتحة (متعلق بجواب الشرط= جملة وجد). ما- مصدرية زمانية، وهي مع ما بعدها مصدر مؤول في محل جر مضاف إليه.

  1. فصل: إعراب الآية رقم (40):|نداء الإيمان
  2. إسلام ويب - تفسير ابن عطية - تفسير سورة آل عمران - تفسير قوله عز وجل فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت- الجزء رقم2

فصل: إعراب الآية رقم (40):|نداء الإيمان

وروي أن قلم زكريا صاعد الجرية ومضت أقلام الآخرين مع الماء في جريته. وروي أن أقلام القوم عامت على الماء معروضة كما تفعل العيدان وبقي قلم زكريا مرتزا واقفا كأنما ركز في طين، فكفلها زكريا عليه السلام بهذا الاستهام، وحكى الطبري عن ابن إسحاق أنها لما ترعرعت أصابت بني إسرائيل مجاعة فقال لهم زكريا: إني قد عجزت عن إنفاق مريم فاقترعوا على من يكفلها، ففعلوا، فخرج السهم على رجل يقال له جريج، فجعل ينفق عليها، وحينئذ كان زكريا يدخل عليها المحراب عند جريج فيجد عندها الرزق. وهذا استهام غير الأول، هذا المراد منه دفعها، والأول المراد منه أخذها. ومضمن هذه الرواية أن زكريا كفلها من [ ص: 204] لدن طفولتها دون استهام، لكن لأن أمها هلكت، وقد كان أبوها هلك وهي في بطن أمها، فضمها زكريا إلى نفسه لقرابتها من امرأته، وهكذا قال ابن إسحاق. والذي عليه الناس أن زكريا إنما كفل بالاستهام لتشاحهم حينئذ فيمن يكفل المحرر.

إسلام ويب - تفسير ابن عطية - تفسير سورة آل عمران - تفسير قوله عز وجل فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت- الجزء رقم2

والقول الثاني أنّه أعجميّ لا اشتقاق له- وهذا هو الظاهر- فامتناعه للعلميّة والعجمة. (كلمة)، اسم لما ينطق به الإنسان مفردا أو مركّبا، وزنه فعلة بفتح فكسر، وقد يقرأ على وزن فعلة بكسر فسكون (انظر الآية 37 من سورة البقرة). (سيّدا)، صفة مشبّهة من ساد يسود على وزن فيعل، وأصله سيود، التقت الياء والواو في الكلمة وجاءت الأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية. (حصورا) صفة مشتقّة فهي مبالغة اسم الفاعل وزنه فعول بمعنى الفاعل، والحصور هو الذي لا يأتي النساء وهو القادر على ذلك.. إعراب الآية رقم (40): {قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (40)}.

والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه يبشّرك) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (نادته)، أي: نادته الملائكة بأنّ اللّه يبشّرك. (مصدّقا) حال منصوبة من يحيى (بكلمة) جارّ ومجرور متعلّق باسم الفاعل (مصدّقا)، (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لكلمة الواو عاطفة (سيّدا) معطوفة على (مصدّقا) منصوب مثله وكذلك (حصورا، نبيّا) معطوفان بحرفي العطف منصوبان (من الصالحين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (نبيّا)، وعلامة الجرّ الياء. جملة: (نادته الملائكة) لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف الأول في الآية السابقة. وجملة: (هو قائم.. ) في محلّ نصب حال إمّا من الضمير المفعول في نادته، وإمّا من الملائكة. وجملة: (يصلّي في المحراب) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ هو. وجملة: (يبشّرك) في محلّ رفع خبر أنّ. الصرف: (نادته)، فيه إعلال بالحذف، حذفت منه الألف لالتقاء الساكنين وهي المنقلبة عن ياء، وزنه فاعته. (قائم)، اسم فاعل من قام يقوم، وقلب حرف العلّة الواو همزة قياسا في اسم الفاعل للأجوف حيث يقلب حرف العلّة دائما إلى همزة بعد ألف فاعل (انظر الآية 18 من هذه السورة). (يحيى)، فيه قولان: الأول أنه منقول من المضارع يحيا لأن العرب تسمّي بالأفعال كثيرا مثل يعيش ويعمر، وقال بعضهم سمّوه يحيى لأن اللّه أحياه بالإيمان.. وعلى ذلك فهو ممنوع من الصرف للعلميّة ووزن الفعل.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]