موقع شاهد فور

على قلق كأن الريح تحتي | Alrawi

June 26, 2024

القلق في اللغة هو الانزعاج والحركة وعدم الاستقرار في مكان واحد. والقلق في الاصطلاح هو "حالة نفسيّة وفسيولوجيّة تتركّب من تضافر عناصر إدراكيّة وجسديّة وحسيّة لخلق شعور غير سارّ يرتبط عادةً بعدم الارتياح والخوف والتردّد". والقلق في الواقع سمة ملازمة لحياة الإنسان المعاصر، والإنسان العربي، بشكل خاص، لما ينوء تحته من أعباء، ويخضع له من ضغوط، ويصطدم به من خيبات. فكيف إذا كان شاعراً مرهف الحس، حادّ المزاج، شفيف الروح كبدر شاكر السيّاب؟ والشعراء يلازمهم القلق، عبر العصور. ألم يقل أبو الطيّب المتنبّي، منذ أحد عشر قرناً: على قلق كأنّ الريح تحتي أوجّهها جنوباً أو شمالا؟ "القلق في شعر بدر شاكر السياب" (دار نلسن) كتاب للناقد اللبناني فيصل طالب يتناول فيه ظاهرة القلق في حياة السّيّاب وشعره. علـــى قلـــقٍ كــأنّ الرّيـــح تحتـــي – جريدة البعث. في العتبة، أحسن الباحث الاختيار، مرّتين اثنتين؛ الأولى، حين اختار السيّاب حقلاً لبحثه، فأنا لا أعرف شاعراً شكّلت حياته مادّةً لشعره مثله. والثانية، حين اختار القلق، ضمن هذا الحقل، محوراً للبحث. فالقلق هو محرّك الإبداع، عبر العصور، ولولاه لما كان إبداع. وبذلك، يكون قد اجتهد فأصاب، وكان له الأجران. في المتن، أحسن البحث مرّات ومرّات، وبالدّخول إليه من الباب الأوّل الذي يشغل خمساً وثلاثين صفحةً أي ما نسبته 12 في المئة من البحث، يرصد طالب، في أربعة فصول، مصادر القلق السيّابي، الذاتيّة منها والموضوعيّة، استناداً إلى حياة الشّاعر وشعره، ما يجعل من هذا الباب عتبةً كبيرةً ندخل منها إلى صلب البحث.

  1. جريدة الرياض | على قلق كأن الريح تحتي
  2. على قلقٍ كأن الريح تحتي
  3. على قلقٍ كأنَّ الريحَ تحْــتي - ديوان العرب
  4. على قلقٍ كأنَّ الريحَ تحْــتي* بقلم : محاسن الحمصي | دنيا الرأي
  5. علـــى قلـــقٍ كــأنّ الرّيـــح تحتـــي – جريدة البعث

جريدة الرياض | على قلق كأن الريح تحتي

وكذلك لسببٍ محزن آخر هو أنّ مكتبتي الحائطيّة ذات الرّفوف المعدنيّة، انهارت كلّها في الماء الذي غزا البيت من كلّ الجوانب، دون سابق إنذار في يوم كثيف الثّلوج. أقسمُ أنّني سمعتُ صدى أنين الكتب على بعد عشرات الكيلومترات، حيث كنتُ مسافراً آنذاك إلى البلد. وبدأت أحلم، لربّما أملك يوماً ما بيتاً بمكتبةٍ عصيّةٍ على الغرق، أو أستبدل كتبي بأقراص ممغنطة تخفّف العبء الورقي، في زمن العولمة الثقافيّة، أو.. أو.. على قلقٍ كأنَّ الريحَ تحْــتي - ديوان العرب. لا أدري؟!. ولكن أحقاً تُغني المكتبة الالكترونية عن الورقية؟ وعطر الكتب وحبق رائحتها، كيف سنعوضه؟ خصوصاً تلك التي لم تفقدُ بريقها مع الزّمن، بمكانها المحفوظ قرب وسادة نومنا. تحرسُ أرواحنا وتحميها من العطب. أسئلة كثيرة لم أجد لها جواباً شافياً حتى الآن. ولكن ما ترسّخ لديّ هو ضرورة الغربلة الدّائمة، ونزع القشور وتعزيل الكراكيب كلّ فترة، موقناً أنّه الطريق السليم للصّحّة النفسيّة. فإذا لم نتعلّم إعادة رسم خرائط حياتنا ومعارفنا من جديد، والبحث عن مصدر الدهشة والغنى الثّقافي في الكتب كما الحياة، فلا معنى لنضج تجربتنا الوجوديّة والمعرفيّة. يجب أن نرتّب مكتبتنا الداخليّة، والخارجيّة، ونطهّرها من شوائب الكمّ غير المجدي.

على قلقٍ كأن الريح تحتي

في المصادر الذاتية، نقرأ، على المستوى الشخصـ - أسري، دمامة الوجه، موت الأم، زواج الأب، موت الجدّة، المرض، العوز والبطالة والتّشرّد. وعلى المستوى العاطفي، نقرأ فشلاً ذريعاً في الحبّ وخيبةً في الزواج، وقد أحصى الباحث تسع نساء، ربطتهنّ بالشّاعر علاقات متنوّعة تتراوح بين القرابة والزمالة والحبّ والنضال والزواج، وكان بينهنّ القريبة والراعية ورفيقة الدراسة والأديبة والجميلة الغنيّة والشاعرة ورفيقة النضال والمدرّسة والممرّضة، وشكّلن مشاريع حبيبات آلت جميعها إلى الفشل. في المصادر الموضوعية، يشكّل الصّراع الطّبقيّ والعوز والفقر بعض مصادر القلق، على المستوى الاجتماعي، ويشكّل فشل انقلاب رشيد الكيلاني في العام 1941، ونكبة فلسطين في العام 1948، وفشل التجربة الحزبية في العراق بعض مصادره، على المستوى السياسي. جريدة الرياض | على قلق كأن الريح تحتي. على أنّ الباحث لا يكتفي برصد هذه المصادر، الذاتية والموضوعية، انطلاقاً من حياة الشاعر وشعره، بل يتعدّى ذلك إلى الكلام على آليات الدفاع التي اعتمدها في مواجهة هذه المصادر، فيذكر منها الحلم الرومنسي، والحلم بالثورة، والرمز والأسطورة، والشعر، والموت. من هذا الباب / العتبة، نلج إلى الباب الثاني الذي يشغل مئةً وتسعين صفحةً أي ما نسبته 68 في المئة من البحث، ويشكّل عموده الفقري.

على قلقٍ كأنَّ الريحَ تحْــتي - ديوان العرب

أنـا.. ما سافرت مقتصـــا آثار قدميك التعســـات.. ما سـألت عن المحطــات التي عبرتـها.. و حكــاياك ِاجْتَـثَـثْـُتهَا ، أحرقتـها، وَهَــبْتُهاَ الـريحَ قُـرْبَانَ الخـلاص.

على قلقٍ كأنَّ الريحَ تحْــتي* بقلم : محاسن الحمصي | دنيا الرأي

لم تسنح لي الفرصة بزيارة إسطنبول- تركيا عامة- إلاّ مرة واحدة في عمري وكانت في سبتمبر عام 2014.. بناء على دعوة عمل. كنت مترددة كعادتي في قبول الدعوات التي تتطلب مني سفرا، لكني قبلتها على مضض وبناء على تشجيع من الحالمين بزيارة معقل الباب العالي. لم أكن أعلم أني سأحمل معي الهواجس طيلة ثلاثة أيام هي مدة إقامتي في منطقة البشتكاش، فلم أتجول في إسطنبول إلا نصف يوم اضطررت فيه بعد رفض سيارات الأجرة اختراق الزحام إلى استخدام المترو، الذي أضاف إلى هواجسي القلقة قلقا آخر، وذلك عندما رأيت من ضمن ركابه ثلاثة أشخاص لا يختلفون كثيرا عن شخصيات داعش.. لحى.. وشعور طويلة وملابس أفغانية.. وكانوا يحملون حقائب سفر قماشية. نعم، هذه الأشكال رأيتها بأم عيني في مترو إسطنبول، وقد حاولت أن أسرق لهم لقطة تصوير للذكرى كملمح من ملامح هذه المدينة الغاصة بكل عجيب وغريب، لكن حملقة أحدهم فيّ جعلتني آثر السلامة، فأشحت ببصري نحو طفلة جميلة. في كل مرة يحدث انفجار في تركيا، لاسيما في أماكن السياح.. منذ انفجار مطار إسطنبول في 2016، وحتى الانفجار الأخير في مطعم رينا في بداية 2017.. أتذكر زيارتي الأولى والأخيرة في 2014، وإن القلق –أحيانا- مفتاح للنجاة فكم من اقتراح ودعوة لزيارة هذه المدينة، التي يسيل لها لعاب غالبية السعوديين، إلاّ أنني أرفضه بشدة.

علـــى قلـــقٍ كــأنّ الرّيـــح تحتـــي – جريدة البعث

ما أريد قوله: أنّني لم أصلح بحياتي كلّها لأكون عضو اً في أخويّة الأفكار الميكانيكيّة الصّنع. كان والدي أكبر محفّزٍ لي لمطالعة كلّ شيء، وخاصة كتب ومجلّات التوجّه الاشتراكي كمجلّتي "الطريق إلى الاشتراكيّة" و"المرأة السوفيتيّة" وكتب ومنشورات دار "رادوغا" ولا أدري لماذا أتذكّر الآن وأنا أعبر حدائق الذاكرة وأشواكها، عناوين أخرى مثل: "تعلّم الإنكليزية بخمسة أيام" أو "أسرع الطرق لمعرفة الله" أو "حوار مع صديقي الملحد" وغيرها. وهكذا كان لابدّ من التّعزيل ونفض الغبار وحرث التربة من جديد. طلّق أبي ماضيه إلى غير رجعة وارتدى عمامته الخفيّة غائباً في ضباب بخّورها، ووجدتُ أنا الولد الضّال طريقي إلى الأدب والنّقد. كان لابدّ من إعادة ترتيب الأولويّات. لم نكن نعرف أنفسنا أبداً، فكيف بمعرفة الآخر؟. ثمّ مع انهيار الأفكار الأفلاطونيّة المدوّي، بدأت بغربلة المكتبة من الكتب الحمراء والصفراء واللّا لون لها. محتفظاً فقط، بكلّ ما يمتّ بصلة لخياراتي الأدبيّة والثّقافيّة، لأكتشف لاحقاً الكثير من الغثّ بينها أيضاً، لتبدأ مرحلة اصطفاء جديدة تمنح الكمّ فرصته ليصبحَ كيفاً مزهراً. وبدأت حجوم كراتين الكتب في البيت بالتّقلّص، بعد كلّ ترحالٍ رجيم.

كأيّ شيء مستغنى عنه، تستخدم في ما بعد لأغراض أخرى. الفكرة مطروقة لهذا تغاضى عنها، ومزق المسودة... فكّر في الكتاب الذي استنزف كل مدخراته، في الرواية المشرقيّة المقرّرة على التلاميذ- والتي سيقرأونها رغمًا عنهم- وثمنها الخرافيّ وعدد الطبعات التي لم يحلم بها أيّ كاتب عربي من قبل.. في حين تصفرّ أغلفة الكتب وأوراقها خلف واجهات مكتبات كئيبة... كل هذه الهواجس تدفعه دفعًا إلى البحث عن أيّ تعيسٍ سيّء الحظ يفجّر في وجهه غيظ وتعب يومه.. اخترق صدره الهواء الرطب داخل مقر الجريدة. مازح السكرتيرة: - لحسن الحظ أنّي لم أجدك عصرًا.. كان يفكر وهو في طريقه إلى الجريدة أن يقول لها: " هاتِ النسخة، لا أريد أن يكتب عنها أحد ولا بيعها.. اغربوا عن وجهي جميعا..!! ". - قلت لكَ صباحًا: تعامل ببرود مع كل شيء.. صحتك أغلى من كل شيء. انشغل مع صاحب الجريدة في حديث عن مشاكل الطباعة، ونفقات التنقل وأشياء أخرى ، وعده بأن يطّلع رئيس التحرير على الكتاب، ولن يكتب عنه أيّ شيء قبل الاطلاع عليه. داعب دواخله بعض الأمل، وأحس ببعض الحيوية. مساء، تناول هاتفه الجوّال: - أهلا، مساء الخير. كيف الحال؟ جاءه الصوت متثائبا: - كم الساعة الآن؟!

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]