موقع شاهد فور

الجزائر: ليت هندا أنجزتنا ما تعد

May 15, 2024

هذه النكسة التاريخية كانت درسا عظيم الألم وضعه القائد ركن الدين بيبرس ورفيقه سيف الدين قطز، نصب عينيهما، فقاما بتنقية الجيش من العملاء، وكان لهما النصر المؤزر على التتار في عين جالوت بعد عامين فقط من سقوط بغداد. وقبل ذلك كاد البرامكة أن يذهبوا بدولة بني العباس لولا تيقظ هارون الرشيد في الوقت المناسب، وقام بنكبة البرامكة وكانت شارة النكبة بعد أن سمع مغنية تغني: ليت هنداً أنجزتنا ما تعد وشفت أنفسنا مما نجد واستبدت مرةً واحدةً إنما العاجز من لا يستبد لقد مضى الرشيد على خطى أبي جعفر المنصور الذي قضى على الثعبان الكبير أبي مسلم الخراساني، الفارسي الحقود الذي كان دولة داخل الدولة، بل لقد كان أقوى من الدولة. وبين يدي الآن كتاب من تأليف دكتور الفلسفة الروسي تيوشكيفيتش، فيه تشديد كبير على أهمية اليقظة في هذا الجانب، حيث يذكر المؤلف أن من أسباب هزيمة مصر في نكسة حزيران 1967 بعض القادة والضباط الذين كان ولاؤهم لنظام الملك فاروق

شرح قصيدة ليت هندا - محور الغزل - أولى ثانوي - دليل التلميذ

لم تُفد هذه الدولة العسكرية،المتنكرة في لباس مدني، لا الداخل الجزائري، ولا الخارج المغاربي. حتى ليبيا المتحللة اليوم ،كشاة متردية من عل ،لم تجد في جنرالات السياسة ،هؤلاء،ما تسد به رمقها ؛وهي أحوج ما تكون،اليوم، لأحذية ثقيلة تطأ – مُدمية – أقدام الدواعش الحافية،قبل أن تنتعل؛وتُكسر أنياب الذئب قبل أن يتنمر. حتى تونس التي تتخطفها الأصوليات الجهادية ،اليوم،تكاد لا تركن إلى الجيش القوي الذي يجاورها – ولو كان جيشا مغاربيا لاطمأنت – وحتى إلى ثرائه؛وتفضل نُصرة المستعمر السابق؛وهي تعلم أنها بثمن. ثمن أقله العفو عن النظام السابق؛وها نحن نراها تفعل, مُلقية بديوان الشابي، الذي أعاد تأليفه البوعزيزي،إلى البحر ،وليمة لأعشابه. نظام عسكري ،بعد أن انقلب على الشرعية – حتى المغاربية؛اعتبارا لحلم الشعوب- أسس دولة أشبه بمحطة بترول. ولتشتغل المحطة للنظام فقط ،تم إيقاد حرب أهلية ؛حينما بدا في الأفق بصيص من الديمقراطية ،انتزعه الشعب الجزائري انتزاعا،في رئاسة المرحوم الشاذلي بن جديد. ومن انجازات هذا النظام العسكري ،التي لاتزال تمارس "صولتها" على عِزِّ الرئيس بوتفليقة –أسوة بسابقيه- تغريبة "بني هلال " المعاصرة: أفخاذ وأسر مغربية صحراوية ،مُكَثَّرة بجِياع مهاجرين- عبر طرق الملح القديمة- تم احتجازها،لعشرات السنين في انتظار أن تُفرخ دولة؛ لكن على حساب التراب المغربي،والغذاء الدولي.. هذا هو ُجماع الإبداع العسكري ؛ولاداعي لتفاصيل اقتصادية أفقرت شعبا ،أرجله في النفط ،ونظره إلى هناك حيث الرفاه الأوروبي ؛ولو انتحارا في الأبيض المتوسط،أسوة بكل فقراء إفريقيا.

و قرر – ظنا مِني أنه من قرائي،ولا فخرَ- أن يضع حدا لإنتاج الزمن المغاربي الضائع؛ووأد الاستقلال المغاربي الشامل؛الذي لم يتحقق بعد،كما حلمت به ،وناضلت من اجله،الشعوب المغاربية. كدت أصدقه ،وأضيف لون صدقه إلى الألوان المتعددة التي رسمت بها لوحة الجزائر ؛من خلال كل كتاباتي التي أوَّلَها الجيرانُ تأويلات شتى؛دون الانتباه إلى أنها لم تزد ، وان قست أحيانا، على البحث عن لون دافئ ومُحرض تُلون به حُلمَ " الاتحاد المغاربي الجديد". كدت اصدق لولا أن تداركتني براهين كثيرة تؤكد أن رسائل الرئيس إلى القادة المغاربيين،بمناسبة العَوْدِ السابع والعشرين، لذكرى الولادة الصارخة لاتحاد المغرب العربي – كما تسميه نصوص التأسيس – قد تكون مجرد ورقة سياسية،اختار لها الرئيس التوقيت المناسب؛ليقول للداخل الجزائري،و للخارج: ها انتم ترون كم انأ صادق في بناء دولة جزائرية مدنية. لعل هذا الخطاب من الرئيس الجزائري يستحضر ،وهو مُحق،أن الاشتغال المغاربي لدولة العسكر الجزائرية ،منذ الانقلاب على الشرعية الثورية- كما بينت في مقالات سابقة- لم يكن سوى دمار شامل ؛أصاب المغرب منه،ويصيبه، أذى كبير؛اضطره إلى بناء جيش قوي الرباط والشوكة،على حساب الكثير من حاجيات شبابه ،بالخصوص.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]