موقع شاهد فور

اذا هبت رياحك

June 28, 2024
"إذا هبت رياحك فاغتنمها" هكذا تجهزت الكافيهات والمقاهي في جميع مدن السعودية، خصوصا الرياض، لاستقبال الجماهير الرياضية الراغبة في متابعة نزال فريق الأهلي لكرة القدم، وضيفه الهلال أمس الأول في الجولة 24 من دوري عبداللطيف جميل، على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة. وشكل أهمية النزال وتنافس الفريقين على اللقب أطماعا كبيرة لأصحاب هذه المحال، الذين لم يضيعوا الفرصة، وبدأوا الاستعداد لها منذ وقت مبكر لاستقبال الزبائن من الناديين والأندية الأخرى. حُسن التصرف مغلاق الأزمات. وكان الحضور كبيرا على نحو ما توقعوا، ولا سيما أن أعدادا كبيرة من الجماهير الموجودة في الرياض فضلت مشاهدته من الشاشة وعدم السفر إلى جدة، ما ضاعف دخل الكافيهات والمقاهي لأكثر من خمسة أمثاله عن الأيام العادية، وبزيادة ثلاثة أضعاف من أيام إجازات نهاية الأسبوع. وجذب النزال المصيري الأنظار واهتمام الشارع السعودي الذي لم يكن له حديث غير من سيظفر باللقب أهو الأهلي صاحب الأرض والجمهور والغائب عن منصات التتويج لأكثر من 32 عاما؟، أم الهلال الضيف والراغب في حسم البطولة التي غابت عن خزائنه لأربعة أعوام؟ وأوضح لـ "الاقتصادية" مشرف أحد الكافيهات الشهيرة في الرياض "أن النزال ضاعف دخل المحل لأكثر من سبعة أضعاف دخله اليومي تقريبا، كحسبة مبدئية، ما يوزاي دخل أسبوع كامل في الأيام العادية، بل اعتبر الحضور هو الأكثر هذا الموسم".

حُسن التصرف مغلاق الأزمات

الثلاثاء 12 شعبان 1435 هـ - 10 يونيو 2014م - العدد 16787 نافذة الرأي قد يصلح هذا العنوان لنُطبقّهُ على شركات تصنيع وتسويق محاليل تعقيم اليدين هذه الأيام. لا أجزم لكنني أميل إلى الاعتقاد أن هذه الأمراض التي بدأت تجتاح مناطقنا ليست جديدة، وإنما كانت موجودة منذ خلق الله الإنسان. في الأيام الموغلة في القدم كانت الأمراض تأتي - رُبما بأسماء أخرى - ثم تفتك بمن تليه من البشر وتذهب من حيث أتت، أو تذهب إلى قوم آخرين. لكن الآخرين لم يسمعوا بمن فتكت بهم تلك الجائحات، لأسباب كثبرة أهمها ضعف التواصل أو انعدامه. اذا هبت رياحك فاغتنمها. تأكل وتشرب معنا أمراض كالكوليرا والوادي المتصدع وجنون البقر وانفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير وأيبولا وأخيرا كورونا، وانتظروا أسماء أخرى لأمراض أخرى كانت موجودة في الماضي ونحن فقط أعطيناها أسماء "مودرن". عندنا أحاسيس القلق والشكوك والاعتقادات المرتبطة بالتشاؤم والتفاؤل - كل هذه أشياء عادية في حياة كل منا- ولكن، عندما تصبح هذه الأشياء زائدة على الحد كأن يستغرق إنسان في غسل اليدين ساعات وساعات أو عمل أشياء غير ذات معنى على الإطلاق. أظن أن شركات غسول الأيدي وكذلك شركات المناديل المعقمة التي غمرت في السنين الأخيرة الأسواق بمختلف أنواع المحاليل وسوائل تعقيم الأيدي، ويظهر للمتابع أن العقل قد التصق بفكرة معينة أو دافع ما وأن العقل لا يريد أن يترك هذه الفكرة وكأن فكرة كورونا مثلا مسألة عقلية ملازمة لا تريد أن تنتهي.

قيل لنا عند توقيع معاهدة وادي عربة سيئة الصيت والسمعة، أننا سنحمل "التبانيات" ونجمع فيها الدولارات لأن السواح الإسرائيليين سيقومون بغزو الأردن ولكن ليس بالطائرات والمدافع كما تعودنا ولكن بالدولارات، وتبين بعد ذلك أنهم قاموا بغزونا بقمامتهم، علما أن الذين جاؤوا إلينا هم من الطبقة المعدمة، وكان هدفهم ليس الصرف في الأردن بل تغيير جو في بلد فقير وآمن بالنسبة إليهم. إذا هبت رياحك فاغتنمها فعقبى كل خافقة سكون. ذات يوم بعد توقيع معاهدة وادي عربة كنت في زيارة لمأدبا المدينة التي أحب، وتصادف وجود مجموعة من البنات الإسرائيليات السائحات إلى مأدبا، فقلت أن الله قدم لي هدية من السماء كي أعرف حجم الصرف لهؤلاء الفتيات، ولحسن حظي أن المطاردة لم تدم سوى لأمتار حيث اقتحمن مطعما للفول والحمص والفلافل، ودلفت وراءهن فكانت المفاجأة أن طلبن ساندويتشين اثنتين فقط وهن خمس ؟! وعلى الفور عوضني الله برجل وزوجته من السواح الإسرائيليين، فمشيت وراءهما دون أن يلحظاني، وجلسا على رصيف دوار، وأخرجت العجوز من حقيبة يدها بعض الساندويتشات وقنينة ماء، وتناولا غداءهما وشربا ماء حتى إرتويا، ومن ثم قامت العجوز برمي القمامة خلق الرصيف وإنصرفا على الفور. ناهيك عما قيل عن السائحات الإسرائيليات اللواتي غررن بأردنيين وأضفنهم إلى نادي الإيدز والقصص معروفة ولا داعي لسردها.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]