ملخص المقال لقد ابتكر المشركون وسيلة جديدة لحرب أهل الإيمان، وقرَّرُوا بالإجماع أن يُنَفِّذُوا قانونًا اتفقوا عليه.. دخول بني هاشم وبني المطلب شعب أبي طالب - بوابة السيرة النبوية. كان هذا القانون هو المقاطعة وتفعيل سياسة أهم مقتطفات المقال وإنَّ الإنسان ليعجب من استمرار هذا الظلم على مرأى ومسمع من الجميع، وشَعْب مكَّة رجالًا ونساءً يُراقب الحدث، ويشهد الإبادة الجماعيَّة؛ بل تأتي الوفود للحجِّ سنة بعد سنة، وهم يُشاهدون هذه الجريمة، ولا صوت للحقِّ في هذا الزمان! تمَّ الاتفاق على هذا الظلم الفادح في أرضٍ مقدَّسةٍ هي أرض مكة ، وتحديدًا في خيف بني كنانة، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه ، قال: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْغَدِ يَوْمَ النَّحْرِ وَهُوَ بِمِنًى: « نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا بِخَيْفِ [1] بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ ». يَعْنِي ذلِكَ الْمُحَصَّبَ [2] وَذلِكَ أَنَّ قريشًا وَكِنَانَةَ تَحَالَفَتْ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَوْ بَنِي الْمُطَّلِبِ، أَنْ لَا يُنَاكِحُوهُمْ وَلَا يُبَايِعُوهُمْ حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم [3]. وقال أسامة بن زيد رضي الله عنه: قلتُ: يا رسول الله أين تنزل غدًا؟ في حَجَّتِهِ.
المصدر:
ذهب هشام بن عمرو إلى زهير بن أبي أمية المخزومي، فقال له: يا زهير، أرضيت أن تأكل الطعام وتشرب الشراب وأخوالك حيث تعلم؟! وهنا قال زهير: ويحك! ما أصنع وأنا رجل واحد، أما والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها. وعلى الفور فاجأَه هشام بن عمرو بأن قال له: قد وجدت رجلاً، فقال زهير: فمن هو؟ قال: أنا. ولأن الموقف جِدُّ عسير، فقد رد زهير بقوله: ابغنا رجلاً ثالثًا. لم ييأس هشام بن عمرو، وقد ترك زهيرًا وذهب إلى رجل آخر، ذهب إلى رجل صاحب أخلاق وإن كان كافرًا، ذهب إلى المطعم بن عدي من بني نوفل، وقد ذكّره بأرحام بني المطلب وبني هاشم، ولامه على موافقته للظلم الذي وقع عليهم، وهنا قال له المطعم: ويحك، ماذا أصنع؟! إنما أنا رجل واحد. قال هشام: قد وجدت ثانيًا. قال: من هو؟ قال: أنا. قال المطعم: ابغنا ثالثًا. وهنا فَاجَأَهُ أيضًا هشام وقال: قد فعلت. قال: ومن هو؟ قال: زهير بن أبي أمية. ثم انضم إليهم أبو البختري بن هشام، ذهب إليه هشام وقال له مثل ما قال للمطعم. إنه في الحقيقة مجهود ضخم يقوم به هشام بن عمرو، وهو ليس بمسلم، وليس من بني هاشم أو بني عبد المطلب، ولكن لشيء كان قد تحرك بداخله، ولمشاعر كانت ما زالت نقية أصيلة.