هل تجوز الزكاة على الأخ؟ يجوز للرجل والمرأة أن تكون الزكاة التي أرادوا التصدق بها للأخ الفقير أو الأخت الفقيرة وكذلك أي قريب فقير ما عدا الأصول وما علا والفروع وما نزلت، وذلك لأنّ الأدلة التي جاءت في الزكاة عامة وهي تشمل الأقارب بما فيهم الأخ كما أن الزكاة على الأخ تكون صلة وصدقة؛ حيث روى سلمان بن عامر عن النبي -صلّى الله عيله وسلّم- إنه قال: "الصَّدقةُ على المسْكينِ صدقةٌ، وعلى ذي القرابةِ اثنتان: صدقةٌ وصلةٌ". [١] [٢] فإن الزكاة على الأخ تكون جائزة في حال كان من الأصناف الثمانية الذين تجوز لهم الزكاة وهو ما حدده الشارع الحكيم حيث قال الله تبارك وتعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ، [٣] فإن كان الأخ محتاجًا للزكاة فإخراج الزكاة له يكون حكمها مستحبًا، وأما إن كان الأخ غنيًا ولديه ما يكفيه من المال للعيش بحال جيد فلا تجوز عليه الزكاة؛ لأن من شروط الزكاة أن تكون لفقير ولا تصح للغني. [٤] هل يجوز إعطاء الزكاة للأخ للزواج؟ إن الأصل في الزكاة الغرم لا الغنم، [٥] وبما أن الأخ ليس غنيًا ولا يجد تكاليف الزواج فإنه يجوز للأخ أن يعطي الزكاة لأخيه المقبل على الزواج أو أن يعطيه الزكاة ليدفع تكاليف الزواج، [٦] وهو أحق بالزكاة من غيره.
الزكاة تعتبر الزكاة أحد أهم أركان الإسلام الخمسة، يقدمها أصحاب المال المقتدرون، وتأتي أهميتها من التكافل الاجتماعي الذي يضمنه تحقيقها بين الفقير والغني والمسلم وأخيه المحتاج، والزكاة في مفهومها الإسلامي هي المال اللازم إنفاقه وفق شروط مخصوصة للفقراء والمحتاجين، وهي حق معلوم من المال، مقدر بقدر معلوم، وهي واجبة للمقتدر، وهي نوعان زكاة المال وزكاة الفطر.
الحمد لله. لا حرج في دفع الرجل أو المرأة زكاتهما للأخ الفقير والأخت الفقيرة والعم الفقير والعمة الفقيرة وسائر الأقارب الفقراء لعموم الأدلة ، بل الزكاة فيهم صدقة وصلة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( الصدقة في المسكين صدقة وفي ذي الرحم صدقة وصلة) رواه الإمام أحمد برقم 15794 ، والنسائي برقم 2582. ماعدا الوالدين وإن علوا ، والأولاد ذكوراً أو إناثاُ وإن نزلوا ، فإنها لا تدفع إليهم الزكاة ولو كانوا فقراء ، بل يلزمه أن ينفق عليهم من ماله إذا استطاع ذلك ، ولم يوجد من يقوم بالإنفاق عليهم سواه.
[5] زكاة الفطر زكاة الفطر هي الزكاة التي تُخرج في عيد الفطر بعد مرور شهر رمضان الكريم، وقد فُرضت على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة النبوية، في نفس العام الذي فُرض فيه الصيام، وفيما يل سنوضح بعض النقاط المهمة حول زكاة الفطر: [6] وقت إخراج زكاة الفطر: تجب زكاة الفطر بغروب شمس آخر يوم من رمضان حتى صلاة العيد، والأفضل أن تُخرج في صباح العيد قبل الصلاة، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات. حكم زكاة الفطر: إنَّ زكاة الفطر واجبة على كل مسلم، سواء كان ذكرًا أو أنثى، صغيرًا أو كبيرًا، عبدًا أو حُرًا، ويشترط لوجوبها على المرء أن يكون مسلمًا فلا تقبل زكاة من كافر، وأن يكون قادرًا عليها بأن يكون قوته يكفي لاحتياجاته الأساسية ويزيد عنها. قدر زكاة الفطر: يُحدد القدر الواجب إخراجه من قوت البلد الذي يسكنه المسلم، وقد ورد ذلك في حديث ابن عمر -رضي الله عنه- في قوله: "أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ علَى النَّاسِ، صَاعًا مِن تَمْرٍ ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ ، علَى كُلِّ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ، أَوْ أُنْثَى، مِنَ المُسْلِمِينَ" [7] ، وهو طعامهم في ذلك الوقت، ويقدر حاليًا بكيلوين وأربعين غرام.
تأتي أهمية الزكاة في أنها: تعتبر أهم أغراض تحقيق التكافل الاجتماعي الذي يمنع حالات التسيب والسرقات والانحرافات والحقد والكراهية المنتشرة. تعتبر محفزًا لاستثمار الأموال وعدم اكتنازها. تعود الإنسان على الأخلاق الكريمة والطيبة، إضافة للإشباع الروحي للفرد المزكي فهي علاقة في الأصل بين المزكي وبين الله عز وجل. ويجب في النهاية على المزكي أن يبتعد عن الرياء والسمعة في نيته، وأن يحاول قدر الإمكان بأن يجعل صدقته سرًا وألا يظهرَها إلا إذا ظن أن في إظهارها قدوة لغيره وتحفيزًا لهم على الزكاة، فالفقير ليس سلعة تشترى ولا وسيلة يظهر بها الغني رياءه ومفاخرته.
↑ أحمد الخضيري (2010)، دفع الزكاة إلى الأقارب ، صفحة 174-175. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 4248، أخرجه في صحيحه. ↑ أحمد الخضيري (2010)، دفع الزكاة إلى الأقارب ، صفحة 175-177. بتصرّف.
كثير من الأجر عن صلة الأرحام: حيث تتضاعف الأجور عن تلك الطّاعة عندما يقوم المُسلم على أداءها للأقربون من أخوة وأخوات أو عمّات او خالات في حال كانوا من الفقراء، فتكون زكاة فطر وصلة رحم في ذات الوقت. تعظيم شعائر الله: لأنها من الطّاعات التي يتقوى بها المُسلم على طاعة الله، ويُعلن فرحته بعيد الفطر تعظيمًا لتلك الشّعيرة، التي يُعبّر من خلالها عن تقواه وورعه. شاهد أيضًا: حكم من جحد وجوب الزكاة مع العلم بوجوبها هل يجوز اداء الزكاة طالب العلم يجوز للمُسلم أن يقوم على أداء الزكاة للاخ في حال كان طالب علم وفق شروط ومعايير مُحدّدة لذلك، وجاءت أبرز حالات الإجازة في منحه الزكاة مشروطة بعدم القدرة على الكسب ، وفي هذه الحالة يكون الطّالب غير قادر على كسب المال الكافي للحصول على حاجيّاته، لانشغاله في طلب العلم، وعدم قدرته على العمل، على أن يكون مجتهدًا في دراسته، وفي حال كان متكاسلًا فلا يجوز دفع الزكاة للاخ الطّالب. [2] ما الحكم الشرعي في دفع الزكاة للأخ الذي يعيش مع والده إن! الحكم الشّرعي في منح الزكاة للأخ هو يجوز أداء الزكاة للاخ وفق شروط ومعايير محدّدة، أهمّها أن يكون الأخ يندرج في خانة الفقراء غير القادرين على كسب قوت يومهم، وغير مكتفي بنفقة والده، في الطّعام والشّراب والمسكن واللباس، وفي حال كان مكتفيًا بذلك فإنّه ليس من الفقراء ولا تجوز عليه زكاة المال أو زكاة الفطر، ويجوز دفع تلك الزكاة في حال كان الاخ مدينًا ومُعسرًا في سداد دينه، فهو من الغارمين الذين يشملهم قول الله تعالى، وأمّا في حال كانت نفقة الأخ واجبة على المُسلم صاحب الزّكاة، فلا يجوز له أن يقوم بمنحها لأخيه، لأنه تحت نفقته الرّسميّة، بل يجب على المُسلم أن يقوم بدفع نفقته الخاصّة.