موقع شاهد فور

عذاب القبر في القرآن

May 17, 2024
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط تاريخ النشر: السبت 27 محرم 1435 هـ - 30-11-2013 م التقييم: رقم الفتوى: 229468 53569 0 415 السؤال هناك من يعتقد أنه لا يوجد عذاب في القبر, ولا ضمة القبر, ويحتجون على ذلك بأن الروح تغادر الجسد حال الموت، فلا حياة, ولا ألم, ولا شيء سوى السبات البرزخي, إلى أن يأذن الله تعالى، فإذا ذكرناهم بالأحاديث التي تدل على أن عذاب القبر حقيقة احتجوا بأن القرآن كتاب الله أولى بالتصديق، فلماذا لم يذكر الله عذاب القبر, وضمة القبر في القرآن, بينما ذكر عذاب النار, والحساب, وغيره؟ مع احتمالية افتراء بعض الناس في الأحاديث, ونسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم دون علم, فأفيدوني - بارك الله فيكم -. الإجابــة الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن القرآن لم يأت فيه تفصيل جميع العقائد والأحكام، وما دام الأمر ثبت في الأحاديث: فلا يتوقف ثبوت اعتقاده على وروده في القرآن، فإن الأصل أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وحي منزل من عند الله تعالى، كما قال الله تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إن هو إلا وحي يوحي {النجم:3 ، 4}.

عذاب القبر في القران والسنة

ما ثبت عن ابن عباس في الصحيحين: (أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير) ، [٥] وهذا يدل على وجود عذاب القبر. قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لولا ألَّا تدافَنوا لدعَوْتُ اللهَ أنْ يُسمِعَكم عذابَ القبرِ) ، [٦] وهذا الحديث يدل بصريح العبارة على وجود عذاب القبر. أنواع عذاب القبر ورد في عذاب القبر أنواع منها: [٧] تسليط الحيّات جاء عن النبي من حديث أبي هريرة: (فيما أنزِلَت هذه الآيةُ: (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)، [٨] أتدرون ما المعيشةُ الضَّنكةُ؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلَمُ قال: عذابُ الكافرِ في قبرِه والَّذي نفسي بيدِه إنَّه يُسلَّطُ عليه تسعةٌ وتسعونَ تِنِّينًا أتدرون ما التِّنِّينُ سبعونَ حيَّةً لكلِّ حيَّةٍ سبعُ رؤوسٍ يلسَعونَه ويخدِشونَه إلى يومِ القيامةِ). [٩] ضرب الرأس بحجر وشقّ الفم جاءت أحاديث كثيرة تدل على هذا المعنى وهي طويلة جداً يصعب إدراجها كلها، ونذكر منها حديثاً واحداً مختصراً، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:(رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أتَيانِي، فانْطَلَقْنا حتَّى أتَيْنا علَى نَهَرٍ مِن دَمٍ فيه رَجُلٌ قائِمٌ وعلَى وسَطِ النَّهَرِ رَجُلٌ بيْنَ يَدَيْهِ حِجارَةٌ، إذا أرادَ الرَّجُلُ أنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بحَجَرٍ في فِيهِ، فَقُلتُ ما هذا؟ فقالَ: الذي رَأَيْتَهُ في النَّهَرِ آكِلُ الرِّبا).

لماذا لم يذكر عذاب القبر في القرآن

وفي سورة محمد يقول تعالي: " فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ " وفي سورة الأنعام يقول تعالي: " وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ " حيث انت كلمة " بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ" بمعني الضرب والعذاب مما يعنى أن الملائكة تقوم بتعذيب الظالمين الذين يقولون علي الله كذباً وهذا العذاب ليس في الآخرة فقط لكنه عذاب في البرزخ. في سورة التوبة جاء ذكر العذاب في قوله تعالي " وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ" وفي هذه الأية جاء الحديث عن عذابان ثم أضاف اليهم عذاب الأخرة وهو عذاب جهنم، ويقول العلماء والمفسرون ان المقصود العذابان هما الأول وهو عذاب في الدنيا والثاني ويقصد به عذاب القبر الذي يقيمون فيه حتى تقوم الساعة.

عذاب القبر في القرآن الكريم

قال الله تعالى عن قوم لوط: "فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ" (سورة الحجر: الآية 74)، عندما خسف الله تعالى الأرض على قوم لوط وجعل عاليها أسفلها، بالتأكيد أنهم ماتوا جميعًا، ومع ذلك أخبرنا الله في القرآن الكريم أنه أمطر عليهم حجارة من سجيل، دليل على زيادة تعذيبهم بعد موتهم. عذاب القبر حقيقي قال الله تعالى عن آل فرعون في القرآن الكريم: "النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ" (سورة غافر: الآية 46)، حيث أن أتباع فرعون ومن معه غرقوا جميعًا في البحر، إلا أن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في القرآن الكريم أنهم يُعذَّبون في حياة البرزخ أول النهار وآخره في كل يوم، كما أخبرنا أن أجسامهم قد فنيت، وأنه سيبعثهم مرة ثانية يوم القيامة ويُعيدهم كما كانوا بأبدان سليمة وأرواح، ويدخلهم نار جهنم ليرون أشد العذاب مجددًا. قال الله تعالى في القرآن الكريم عن أصحاب الأخدود: "ِإنّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ" (سورة البروج: الآية 10)، أخبرنا الله سبحانه وتعالى من خلال هذه الآية القرآنية أن أصحاب الأخدود الذين قاموا بحرق المؤمنين والمؤمنات، لهم عذابان وليس عذابًا واحدًا، وهما عذاب جهنم يوم القيامة، وعذاب الحريق في القبور بعد الموت.

قال قَتادَةُ وذكر لنا: أنه يُفْسحُ في قبرِه، ثم رجع إلى حديثِ أنسٍ، قال: وأما المنافقُ والكافرُ فَيُقالُ له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجلِ؟ فيقولُ: لا أدري، كنتُ أقولُ ما يقولُ الناسُ، فَيُقالُ: لا دَريتَ ولا تَليتَ، ويُضْرَبُ بِمَطارِقَ من حديدٍ ضربةً، فيصيحُ صيحةً، يَسمعُها من يليِه غيرَ الثقلين" رواه البخاري ومسلم.

١ فإذا وضع الإنسان في قبره وتركه الأصحاب والأهل لا يكاد يسمع صوت نعالهم حتى يأتي الملكان ويجلسانه ويسألانه من ربك ؟ ، وما دينك ؟ و ماذا تقول في هذا الرجل محمد صلي الله عليه وسلم ؟ فإذا كان مؤمنا يقول ربي الله وديني الاسلام و اشهد الله ان محمدا عبد الله ورسوله وإذا كان غير صالحا يقول لا أدرى وإنما كنت أقول كما يقول الناس فيضربانه بمطرقة من حديد ويصرخ صرخة يسمعها من في السموات والأرض إلا الأنس والجن. وأيضا من أعظم الابتلاءات للإنسان بعد موته ضمة القبر ، والمقصود بها التقاء جوانب القبر بجسد المتوفي وهى لا ينجو منها أي إنسان ولكن تختلف شدتها من إنسان لآخر ولو كان نجا منها احد لكان نجا منها سعد ابن معاذ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنَّ للقبرِ ضَغْطَةً لو كان أحدٌ ناجٍ منْهَا لَنَجَا منْهَا سَعْدُ بْن معاذ) ٢ وكما ذكرنا من قبل تختلف ضمة القبر من إنسان إلى إنسان ومن مسلم إلى كافر ، فأما ضغطة القبر للمؤمن فتكون قصيرة وسريعة وثم يتسع عليه قبره ، وأما للكافر فتكون طويلة وشديدة ، ويقصد بان ضمة القبر لا ينجو منها إنسان لأن لا يوجد إنسان لم يخطئ حتى ولو كان خطأ صغير.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]