موقع شاهد فور

الذين يحملون العرش

June 26, 2024

وقوله: " يسبحون بحمد ربهم " أي ينزهون الله سبحانه والحال أن تنزيههم له يصاحب ثناءهم لربهم فهم ينزهونه تعالى عن كل ما لا يليق بساحة قدسه ومن ذلك وجود الشريك في ملكه ويثنون عليه على فعله وتدبيره. وقوله: " ويؤمنون به " إيمانهم به - والحال هذه الحال عرش الملك والتدبير لله وهم حاملوه أو مطيفون حوله لتلقي الأوامر وينزهونه عن كل نقص ويحمدونه على أفعاله - معناه الايمان بوحدانيته في ربوبيته وألوهيته ففي ذكر العرش ونسبة التنزيه والتحميد والايمان إلى الملائكة رد للمشركين حيث يعدون الملائكة المقربين شركاء لله في ربوبيته وألوهيته ويتخذونهم أربابا آلهة يعبدونهم. (٣٠٨) الذهاب إلى صفحة: «« «... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313... » »»

  1. الذين يحملون العرب العرب
  2. الذين يحملون العرش يسبحون بحمد ربهم

الذين يحملون العرب العرب

ومفعولُ { فاغفر} محذوف للعلم ، أي اغفر لهم ما تابوا منه ، أي ذنوب الذين تابوا. والمراد بالتوبة: الإِقلاع عن المعاصي وأعظمها الإشراك بالله. واتباع سبيل الله هو العمل بما أمرهم واجتنابُ ما نهاهم عنه ، فالإِرشاد يشبه الطريق الذي رسمه الله لهم ودلهم عليه فإذا عملوا به فكأنهم اتبعوا السبيل فمشَوا فيه فوصلوا إلى المقصود. { وَقِهم عذاب الجحيم} عطف على { فاغفر} فهو من جملة التفريع فإن الغفران يقتضي هذه الوقاية لأن غفران الذنب هو عدم المؤاخذة به. الذين يحملون العرش يسبحون بحمد ربهم. وعذاب الجحيم جعله الله لِجزاء المذنبين ، إلا أنهم عضدوا دلالة الالتزام بدلالة المطابقة إظهاراً للحرص على المطلوب. والجحيم: شدة الالتهاب ، وسميت به جهنم دارُ الجزاء على الذنوب.

الذين يحملون العرش يسبحون بحمد ربهم

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «هذا الحديث موقوف على ابن مسعود، لكنه من الأشياء التي لا مجال للرأي فيها، فيكون لها حكم الرفع؛ لأن ابن مسعود لم يعرف بالأخذ من الإسرائيليات» [6]. وقال الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في مسائل هذا الحديث: « التاسعة: عظم الكرسي بالنسبة إلى السماوات. الذين يحملون العرب العرب. العاشرة: عظم العرش بالنسبة إلى الكرسي. الحادية عشرة: أن العرش غير الكرسي والماء» [7]. قال ابن القيم رحمه الله: «ولهذا لما كانت السماء محيطة بالأرض، كانت عالية عليها، ولما كان الكرسي محيطًا بالسماوات كان عاليًا عليها، ولما كان العرش محيطًا بالكرسي كان عاليًا» [8]. قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه: شَهِدْتُ بِأَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ النَّارَ مَثْوَى الْكَافِرِينَا وَأَنَّ الْعَرْشَ فَوْقَ الْمَاءِ طَافٍ وَفَوْقَ الْعَرْشِ رَبُّ الْعَالَمِينَا وتَحْمِلُهُ مَلَائِكَةٌ كِرَامُ مَلَائِكَةُ الإِلَهِ مُسَوَّمِينـَا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وقد علم المسلمون أن كرسيه سبحانه وسع السماوات والأرض، وأن الكرسي في العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وأن العرش خلق من مخلوقات الله، لا نسبة له إلى قدرة الله وعظمته» [9].

الملائكة إن عالم الملائكة مُختلف عن عالم الإنس وعالم الجن؛ فهو عالم كريم طاهر نقيٌّ، يتّصف الملائكة بأنهم كرام يعبدون الله حقّ عبادته ويُنفذّون ما يأمرهم به ولا يعصونه، واشتُقّ اسم الملائكة من كلمة المالك أي الرسالة وهم رسُل الله، والإيمان بالملائكة أحد أركان الإيمان الخمسة، ويتمثّل هذا الإيمان بالتصديق بوجودهم والاعتراف بهم، وإنزالهم منازلهم وإثبات أنهم عباد الله المأمورون والموت عليهم حق ولا يقدرون على شيء إلا بأمر الله، ومنهم حملة العرش ومنهم من يسوقون السحاب ومنهم خزنة الجنة وخزنة النار ومنهم كتبة الأعمال [١]. عرش الرحمن العرش هو أول المخلوقات التي خلقها الله تعالى، وقد ذُكر في مواطن كثيرة في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية الشريفة وتعددت أوصافه، فالعرش يعلو الماء وبينه وبين الدنيا خمسمائة عام، ويقع فوق السماء السابعة وفوق الفردوس الأعلى وقد ثبت ذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا سألتم الله الجنة فسلوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة وفوق عرش الرحمن) [صحيح الترمذي|خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ووجب على المسلمين الإيمان بوجود العرش كالإيمان بجميع مخلوقات الله تعالى [٢]. أوصاف العرش المذكورة في القرآن الكريم: أن العرش يَستوي عليه الله تعالى استواءً يليق بعظمته وجلاله، فقال سبحانه في الآية الكريمة: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5].

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]