موقع شاهد فور

الحب في الله والبغض في ه

June 26, 2024

بارَك الله لي ولكُم في القُرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم. أقول هذا وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنبٍ، فاستغفِروه إنَّه هو الغفور الرحيم. عبادَ الله: لقد أصبح حبُّ الكثير من الناس اليوم من أجل الدنيا؛ فيحب لها، ويبغض من أجلها، فلا يستقيم على حالٍ، ولا يستقرُّ له قَرار، يُصاحِب للدنيا ويُعادِي لها، درهمه وديناره وما يَهواه هو المقياس في حبِّه وبغضه، قد نسي أوثق عُرَى الإيمان؛ الحب في الله والبُغض في الله، فانتبهوا - رحمكم الله - واعلموا أنَّ أوثق عُرَى الإيمان الحبُّ في الله والبُغض في الله، وأنَّ الحبَّ للدنيا ينقضي بانقضائها، ويَزُول بزوال مصالحها، فتمسَّكوا بأوثق عُرَى الإيمان الباقية في الدنيا، النافعة في الآخِرة. [1] البخاري (6169)، ومسلم: [165 - (2640)]. [2] مسلم: [161 - (2639)]. [3] رواه الإمام أحمد في المسند: (2/ 303). [4] البخاري: (5534)، مسلم: [146 - (2628)] بمعناه.

  1. ما هو مفهوم الحب في الله والبغض في الله. |
  2. الحبّ في الله والبغض في الله

ما هو مفهوم الحب في الله والبغض في الله. |

كما قال تعالى (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)الحجرات:7) وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: ( من أعطى لله ومن لله وأحب لله وأبغض لله وأنكح لله فقد استكمل الإيمان) رواه الترمذي وغيره وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة ح (380). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ، ولا يبغض إلا لله ، ولا يواد إلا لله ، ولا يُعادي إلا لله ، وأن يحب ما أحبه الله ، ويبغض ما أبغضه الله ( مجموع الفتاوى ج8 ص337) ثمار الحب في الله والبغض في الله - *تحقيق أوثق عرى الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلم- "أوثق عرى الإيمان: الحب في الله والبغض في الله". - *تذوق حلاوة الإيمان كما جاء في حديث أنس: "ثلاث من كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان" وذكر منها صلى الله عليه وسلم-: "أن يحب المرء لا يحبه إلا لله" (الشيخان). - *الدخول في ظل الله يوم لا ظلَّ إلا ظله؛ ففي الحديث: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" وذكر صلى الله عليه وسلم-: "رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرَّقا عليه".

الحبّ في الله والبغض في الله

إنَّ المصيبة العُظمى والطامَّة الكبرى أنْ يُصاب العبد في دِينه، ثم لا يَشعُر أنَّه مُصاب، فيبقى في عيَّه، ويتمادَى في ضَلاله، أمَّا مصيبة الدنيا فمهما عظُمت فهي وقتيَّة، وقد تكون خيرًا للعبد إذا صبر واحتسب، أمَّا مصيبة الدِّين في الكسر الذي لا يُجبَر، لقد أُصِيبَ الكثير من الناس بالغفلة والإعراض عن الله والدار الآخرة، وأصبحوا في غفلةٍ عمَّا خُلِقوا له، هَمُّ الكثير منهم دنياه، يُعادِي من أجلها، ويُوالِي من أجلها، محبَّته لأهوائه وشهواته لا لمولاه، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون! فتذكَّروا يا عبادَ الله واتَّعظوا؛ فإنَّ الذكرى تنفع المؤمنين، أمَّا مَن لم ينتفع بالذكرى فإنَّه مُصاب، فعليه أنْ يُعالِج مصيبته بالدواء الشافي، بذِكر الله وطاعته، والحب فيه والبغض فيه، اللهمَّ اجعَلْنا ممَّن يستمع القول فيتَّبِع أحسَنَه، اللهم إنَّا نسألك حُبَّك وحُبَّ مَن يحبُّك، وحبَّ العمل الذي يُقرِّبنا إلى حبِّك، إنَّك جَواد كريم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قال الله العظيم: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجدًّا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 29].

وحسنه الأرناؤوط. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار. رواه مسلم في صحيحه. والله أعلم.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]