[٥] إغراء القوم لبلعام بن باعوراء ما الطرق التي اتبعها الكنعانيون لتغيير رأي بلعام؟ بقي الكنعانيون يرققون قلب بلعام ويلحون عليه بالطلب حتى فتنوه بالهدايا وقاموا برشوته، علّه يجيب طلبهم ويقبل الدعاء عليهم. [٧] قبول بلعام بن باعوراء الدعاء على موسى ومن معه ما ردة فعل بلعام عندما أصر القوم عليه؟ قبل بلعام بأن يدعو على موسى ومن معه، باختلاف الروايات في دواع ذلك، فعن مقاتل، قال بأن ملك البلقاء نصب لبلعام خشبة يريد صلبه لرفضه الدعاء عليهم. [٨] ذهاب بلعام بن باعوراء إلى الجبل أين اتجه بلعام بعد قبوله بالدعاء على موسى عليه السلام؟ خرج بلعام على ظهر إتانٍ -والمقصود بها أنثى الحمار- متجهًا لجبل يسمى بجبل حسبان، المطل على الغور، لإطلالة الجبل على موسى ومَن معه، ونيته الدعاء على موسى -عليه السلام- ومن معه، وما لبث في المسير قليلًا على ظهرها حتى ربضت، فنزل عنها وضربها، فعاودت المشي، وما تلبث أن تربض، فنزل عنها وأخذ يضربها مرة أخرى، فأنطقها الله -عز وجلّ- فقالت له: وَيْحك إلى أين تذهب؟ ألا ترى الملائكة أمامي يردونني، ولكن ما ردعه ذلك، وأخذ يدعو على النبي موسى -عليه السلام- ومن معه بالهلاك. [٨] انصراف دعاء بلعام بن باعوراء عن موسى ومن معه ما مصير دعوة بلعام على موسى عليه السلام ومن معه؟ بدأ بلعام بالدعاء على موسى -عليه السلام- ومن معه بشتى أنواع الدعاء، فما كان يدعو الدعاء بالشر حتى يُردُّ ذلك الدعاء عليه وعلى الكنعانيين، وما كان يدعو للكنعانيين بخير إلّا وانصرف ذلك الدعاء لبني اسرائيل، ويُذكر أنّه لم يُستجب من دعائه إلا عدم دخولهم لأرض كنعان فوقعوا في التيه كما قال مقاتل.
مسار الصفحة الحالية: يقال له: بلعام (١). وكان يعلم الاسم الأعظم. قال ابن أبي طلحة (٢) ، عن ابن عباس: لما نزل بهم موسى عليه السلام ـ يعني: بالجبارين (٣) ـ أتاه (٤) بنوا عمه وقومه، فقالوا (٥): إن موسى رجل حديد، ومعه جنود كثيرة. وأنه إن يظهر علينا يهلكنا، فادع الله أن يرد عنا (٦) / موسى ومن معه. قال: إني إن دعوت (٧) ذهبت دنياي وآخرتى. فلم يزالوا به حتى دعا عليهم، فسلخه الله مما كان عليه؛ فذلك قوله: (فأنسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين) (٨) وقال ابن زيد (٩): كان هواه مع القوم، يعني: الذين حاربوا موسى وقومه. فذكر تعالى: أمر هذا المنسلخ من آيات الله بعد أن أعطاه الله إياها، وعرفها وصار من أهلها، ثم انسلخ منها. أي: ترك العمل بها، وذكر في انسلاخه منها، ما معناه: أم مظاهرة المشركين ومعاونتهم برأيه، والدعاء على موسى عليه السلام ومن معه أن يردهم الله عن قومه؛ خوفاً (١) بلعام بن باعوراء وفي بعض الروايات بلعم بإسقاط الألف، وفي أخرى بلعام ابن عامر. ينظر: الطبري ((التفسير)) (١٣/ ٢٥٧) والحاكم في ((المستدرك)) (٢/٣٢٥) (٢) أبو الحسن علي بن سالم، مولى ابن العباس، سكن حمص، أرسل عن ابن عباس ولم يره، صدوق قد يخطىء ت١٤٣.
نجاح خطة بلعام بن باعوراء فلما ذهبت النساء إلى بني إسرائيل أسرت إحداهن أحد رؤسائهن زمري بن شلوم، أخذها من يديها إلى النبي موسى عليه السلام، وسألها: هل تقولين حرامها عليّ؟ قال نعم! " لكن زمري قال: "لن أطعك عليها" فأخذها إلى خيمته هنا وزنا فيها. نزول الطاعون بقوم موسى جراء خطة بلعام بن باعوراء نزل على قوم موسى عليه السلام غضب الله جراء فعلة زمري بن شلوم فأنزل فيهم الطاعون فمات سبعون ألفًا من رجال موسى في وقت قصير، جراء هذا أخذ الفاس حفيد النبي هارون عليه السلام وعملاق رجل كان أيضًا حارس النبي موسى عليه السلام وهرع إلى خيمة زمري وقتله هو والمرأة التي زنا معها وقال: "أهلكنا الله بسبب هذا الرجل! " ولما قُتلوا رُفِع عنهم العقوبة.
فلو استمر بلعام بن باعوراء في عبادة الله لكان له شأن عظيم ولرفعه الله إلى أعلى المنازل ولكن كانت نهايته مثل الكلب.