موقع شاهد فور

وفاه الشيخ ابن باز الرسمي

June 26, 2024

وقفات في وفاة الشيخ ابن باز إنَّ الحمد لله... أمَّا بعدُ: فيا معشر المؤمنين، اتَّقوا الله حق تُقاته ولا تموتنَّ إلا وأنتم مسلمون. عباد الله: إنَّ ترابُط أفرادِ المجتمع المسلم علامةُ خير ورشد؛ فالمسلم يفرح لفرح أخيه، ويسعدُ لسروره، ويتمنى الخير له، كما يُشاركه في حزنه إنْ ألَمَّتْ به مصيبة، أو حلَّت به نازلة، فالمسلمون كالجسَد الواحد، والجسد يتألَّمُ كله لألم أحد أعضائه فضلاً عن فقدانه: ((المسلمون كرجلٍ واحدٍ؛ إنِ اشتكى عينُه اشتكَى كلُّه، وإنِ اشتكَى رأسُه اشتكى كلُّه))؛ مسلم.

وفاه الشيخ ابن باز الرقيه الشرعيه

تكلم الشيخ في هذه المادة عن فضل العلم والعلماء، ثم عرج بذكر وفاة أحد علماء هذه الأمة ألا وهو الشيخ ابن باز، ثم ذكر لمحات من حياته رحمه الله، وختمها بعزاء ومواساة. بيان فضل العلم والعلماء وفاة الشيخ ابن باز لقد علمتم -يا عباد الله- أنه في فجر يوم الخميس الماضي في السابع والعشرين من محرم سنة (1420هـ) قضى الله قضاءه بالحق، فألحق بالرفيق الأعلى الشيخ الإمام، حسنة الأيام، شيخ الإسلام، العلامة، الحبر البحر الفهامة، مفيد الطالبين، المحفوف بعناية رب العالمين، ناصر السنة، وقامع البدعة، العالم السلفي النقي، الورع الزاهد الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله. جاءه الأجل فشق إليه الطريق، وأماط عنه حياطة الشفيق، ولظى عنه طب كل طبيب، فقبض ملك الموت وديعته بالأرض، ثم استودع مسامعنا من ذكره اسماً باقياً، ومحا عن الأبصار من شخصه رسماً فانياً، فالحمد لله بارئ النسمات بما شاء، ومصرفها بما شاء، وقابضها حيث شاء، اللهم هذا عبدك وابن عبدك نشأ في المأمور به من طاعتك، ومات على الحق في عبادتك، وعاش ما بينهما مجاهداً في سبيل دينك، ناطقاً بالحق في مرضاتك، ذاباً بقلمه ولسانه عن كتابك وسنة رسولك. لقد مات القاضي والمفتي، والداعية والمصلح، والرئيس والإمام والمعلم، والمكرم للضيف، والحنون على الأرامل والأيتام، ومطعم المساكين، والواسطة في الأمور الخيرية.

أحد حلقات البرنامج الإذاعي "دروس من الحرمين الشريفين" الذي كانت تبثه إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية، وتكلم الشيخ رحمه الله في هذا الدرس حول وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ونعيه وتعزية الأمة في فقده. ابن باز العلماء كبار العلماء

وفاة الشيخ ابن ا

[11] اليوم الأخير في حياة الشيخ: لم يستطع سماحة الشيخ - رحمه الله - النوم في مساء يوم الثلاثاء الذي خرج فيه من المستشفى، لذلك لجأ إلى أخذ قسط من الراحة ضحى اليوم التالي - الأربعاء السادس والعشرين من محرم 1420هـ - وبعد الظهر طلب من العاملين معه عرض ما لديهم من معاملات ورسائل، يقول الشيخ محمد الموسى: "فلما جلسنا إليه وجدناه مرتاح البال، منشرح الصدر، فاستبشرنا كثيرًا، وحمدنا الله على سلامته". [12] ولاهتمام الشيخ بأمر المسلمين فقد سأل أول ما سأل عن أخبارهم، فعرض عليه مستشاره الدكتور محمد بن سعد الشويعر بعض صحف ذلك اليوم، وقرأ النشرة الإخبارية لسماحته، ثم جعل يتناوب الدكتور الشويعر مع الشيخ محمد الموسى في عرض المعاملات والرسائل على سماحته، فيُعلِّق سماحته عليها بما شاء، ويأمر بإجراء اللازم في كلٍّ منها. واستمر ذلك المجلس إلى الساعة الثالثة إلا الربع، حيث أنهى سماحته الجلسة وأخبر مرافقيه بأنه سيجلس للناس بعد المغرب، ثم دخل منزله. استبشر الناس بذلك الخبر، وجعلوا يتناقلون البشرى بسلامة الشيخ، وتوافد الكثيرون على منزل سماحته للسلام عليه والاستئناس بحديثه. جلس الشيخ - رحمه الله - للناس بعد المغرب، وألقى على مسامعهم موعظةً بليغةً، كأنه يُودِّعهم، ثم جعل يستمع إلى المعاملات والرسائل التي وردته ويُعلِّق عليها بما يلزم، إلى جانب الرد على أسئلة المستفتين عبر الهاتف، وحين سمع أذان العشاء أجاب المؤذن كعادته، ثم سلَّم على الحاضرين مودِّعًا لهم، ودخل إلى منزله، وصلَّى فيه العشاء قاعدًا.

السادسة: أنَّ المتابع لسيرة الفقيد وبرنامجه اليومي يرى عَجَبًا، فوقته - رحمه الله - مملوءٌ بدروس العلم والإفتاء وخِدمة المسلمين، والسعي في مصالحهم من بعد صلاة الفجر إلى الهزيع الأوَّل من الليل، وهذا دأبُه طيلة ثلاث وستين عامًا كما ذكره القَريبون منه، ولم يعرفْ عنه أنَّه أخذ إجازة من عمَلِه الوظيفي، أو تخلَّى عن جدوله اليومي لأجل راحةٍ أو نزهةٍ، وهذا علامةٌ على الجديَّة وأخْذ الأمور بالعزم، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وفي ذلك عبرةٌ للمعتبِرين، وهي شهادةٌ على أنَّ هذا الدِّين محفوظ - بإذن الله - وأنَّ الله سبحانه يقيضُ لدينه مَن يبذل له مهجته ويفرغ له وقته. السابعة: ضرَب الفقيد - رحمه الله - أروع الأمثلة في الكرم الحقيقي فمائدته منصوبة لمدة ثلاث وستين عامًا، غداءً وعشاءً بلا إسراف ولا مخيلة، أو تمييز هذا عن ذاك، وربما اجتمع في مأدبته الأمير والفقير، والنسيب والغريب، بل كان مَلجَأ للمساكين الذين لا يجدون مَن يؤويهم، وذلك فضل الله يُؤتيه مَن يشاء، ولا رادَّ لفضله. الثامنة: عَرَفَ الشيخ - رحمه الله - للحكام والولاة حقَّهم، ولم يمنَعْه ذلك من المناصحة والرفع عن كلِّ ما يبلغُه من القضايا والمنكرات إلى ولاة الأمر؛ براءةً للذمَّة، وقيامًا بالواجب المناط بالعلماء.

وفاة الشيخ ابن بازی

عند بلوغه العشرين من عمره أصيب بمرضٍ في عينيه أفقده بصره، ولكنّ ذلك لم يمنعه عن طلب العلم، ولم يُقلّل من عزيمته بل استمر في طلب العلم، وكان يلازم العلماء والفقهاء الصالحين، فاستفاد منهم، كما أنّهم أثروا في حياته العلمية، بالرأي السديد، والعلم النافع، والنشأة الفاضلة، والأخلاق الكريمة، والتربية الحميدة. أعمال الشيخ ابن باز تولى ابن باز الكثير من الأعمال والمناصب، ومنها ما يأتي: العمل في القضاء في منطقة الخرج، لما يزيد عن أربعة عشرعاماً. التدريس في المعهد العلمي بالرياض. العمل كنائب لرئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. تولى رئاسة الجامعة الإسلامية. عمل كرئيس عام لإدارة البحوث العلمية، والدعوة، والإرشاد. كان عضواً في هيئة كبار العلماء بالمملكة. عمل في رئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في هيئة كبار العلماء بالمملكة. عمل في رئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي. عمل في رئاسة المجلس الأعلى العالمي للمساجد. عمل في رئاسة المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي. كان عضواً في المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. كان عضواً في الهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة.

الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]