وبعد الزواج لم تتحمل وردة حياة بليغ حمدي البوهيمية والذي كان يسافر دون أن يخبرها ويتغيب عنها لأوقات طويلة دون أن يبلغها، وبعد فترة من الزواج قررت وردة الانفصال عنه وقالت أنها قررت الانفصال لأنها علمت أنه خانها مع سميرة سعيد في دبي، في الوقت الذي كانت هي تجري فيه جراحة دقيقة. بليغ حمدي وأم كلثوم كان من أهم سمات كوكب الشرق أم كلثوم أنها تبحث دائماً عن التجديد والتحديث للكلمة واللحن، وعندما بدأت تفكر في تحديث ألحانها، رشح لها الموسيقار محمد فوزي الملحن الشاب النحيف بليغ حمدي، فطلبت منه تلحين أغنية "حب إيه"، وبعد استماعها للمقطع الذي لحنه طلبت منه الإسراع بتلحين باقي مقاطع الأغنية، وبعد النجاح الباهر لأغنية "حب إيه"، قدما معاً العديد من الأغاني الناجحة مثل أغنية "بعيد عنك"، وأغنية "سيرة الحب"، وأغنية "حكم علينا الهوا". بليغ حمدي وعبد الحليم حافظ ربط العمل والصداقة بين الموسيقار بليغ حمدي، والفنان عبد الحليم حافظ، وقد كان أول تعاون فني بينهما عندما قام بليغ حمدي بتلحين أغنية "تخونوه" والذي غناها العندليب الأسود في فيلم "الوسادة الخالية" في عام ١٩٥٧، ثم قام بليغ حمدي بتلحين العديد من الأغاني للعندليب منها أغنية "خايف مرة أحب"، وأغنية "،جانا الهوى جانا"، وأغنية "على حسب وداد قلبي"، وأغنية "خسارة" وغير ذلك من الأغاني الناجحة الخالدة.
توفى بليغ حمدي في عام ١٩٩٣ بعد صراع مع مرض الكبد في فرنسا، ونعته الصحافة المصرية، حيث نشرت الصحف المصرية خبر وفاته وقالت عنه: "رحل ملك الموسيقى". بليغ حمدي والنقشبندي لم يكن التعاون بين الموسيقار بليغ حمدي، والمنشد الديني الشيخ النقشبندي بالأمر السهل، فقد شهد هذا التعاون رفضاً شديداً من جانب الشيخ النقشبندي، لأنه لم يكن معترفاً بضرورة وجود الموسيقى والألحان في الأغاني الدينية والابتهالات التي يقدمها، ولكن وبمناسبة فرح ابنة الرئيس الراحل أنور السادات، والذي قام بدعوة كل من الشيخ النقشبندي، والملحن بليغ حمدي، واقترح أن يتم التعاون بينهما، وقد عهد الرئيس محمد أنور السادات إلى الإعلامي وجدي الحكيم أن ينظم هذا التعاون. بمجرد أن أبلغ وجدي الحكيم الشيخ النقشبندي برغبته في التعاون بينه وبين بليغ حمدي، ثار النقشبندي وقال: "على آخر الزمن أنا هشتغل مع واحد بيلحن لعدوية"، ولكي يقنعه وجدي الحكيم بالتعاون مع بليغ حمدي طلب منه أن يسمع اللحن أولاً قبل أن يبدي رأيه، فإذا أعجبه اللحن يخلع العمامة، وإذا لم يعجبه اللحن ولم يخلع عمامته سيتولى وجدي الحكيم الاعتذار لبليغ بطريقة لا تحرجه، وعندما سمع الشيخ النقشبندي اللحن لم يكتف بخلع العمامة فقط، بل خلع الجبة أيضاً، وقال: "هذا ليس من لحن الإنس وإنما لحن من الجن".
اقرأ أيضاً أجمل المسجات كيفية تعلم الرسم بليغ حمدي بليغ عبد الحميد حمدي مرسي؛ هو ملحن مصري معروف ترك بصمته الموسيقية في العديد من الأعمال الفنية، وقد تعاون مع أشهر الفنانين على مستوى العالم العربي، ولد بليغ حمدي في السابع من شهر تشرين الأول في عام 1931 في القاهرة في مصر، وكان والده أستاذًا للفيزياء في جامعة فؤاد الأول، ولكنه أحب الموسيقى منذ صغره وتعلَّم عزف العود وأتقنه في عمر التاسعة. [١] بداية المسيرة الفنية لبليغ حمدي أراد بليغ حمدي الالتحاق في الثانية عشر من عمره بمعهد فؤاد الأول للموسيقى، لكن سنّه الصغير حال دون ذلك، فدرس في مدرسة شبرا الثانوية وتعلم أصول الموسيقى في مدرسة عبد الحفيظ إمام للموسيقى الشرقية قبل أن يدرس الموشحات العربية على يد درويش الحريري، ثم درس بليغ حمدي الحقوق والتحق بعد أن كبر بمعهد فؤاد الأول الموسيقي. [١] أقنع مستشار الإذاعة المصرية محمد حسن الشجاعي بليغ حمدي باحتراف الغناء، فقرر بليغ تسجيل أربع أغنيات للإذاعة، ولكن تفكيره كان يعود لتلحين الموسيقي وبالفعل لحن أغنيتين للفنانة فايدة كامل، ثم لحن أغنية "متحبنيش بالشكل ده" للفنانة فايزة أحمد. [١] الموسيقار محمد فوزي وبليغ حمدي جمعت علاقة صداقة ومودة بين الموسيقار محمد فوزي والموسيقار بليغ حمدي، ما دفع محمد فوزي لإعطائه فرصة التلحين لكبار المطربين والمطربات من خلال شركة مصر فون التي كان يملكها، وفي عام 1957 قدم أول ألحانه لعبد الحليم حافظ في أغنية تخونوه، كما عرفه فوزي على أم كلثوم فلحن لها أغنية حب إيه في عام 1960 والتي حققت نجاحًا باهرًا.
أثناء ذلك قامت المطربة "نجاة" برفع قضية على "بليغ حمدي" بحكم التنازل الذي معها عن أغنية " العيون السود"، وبالفعل أخذت حكم لصالحها، وتم منع الأغنية من إذاعتها في الإذاعة، وتم حذفها من فيلم "النغم الساحر" الذي أصبح إسمه الجديد "صوت الحب" الذي قامت ببطولته "ورده" مع "حسن يوسف"، من إخراج " حلمي رفله". لكن بعد مرور فترة تدخل أولاد الحلال وتم الصلح بين "بليغ حمدي ونجاة الصغيرة"، وتنازلت عن القضية، وبدأت الأغنية تذاع مجددا، فحققت نفس النجاح الذي حققته فى الحفل الأول، ومازالت من أرق أغنيات "بليغ حمدي" فى مشواره مع "وردة".