موقع شاهد فور

ستكتب شهادتهم ويسألون

June 28, 2024

لا تصوّت للمرشح فلان لأنه قريب لك أو صديقك أو من قبيلتك أو طائفتك، صوِّت للأصلح والأفضل، فالقاعدة التي تقول "رفيقنا هو الطيب أياً كان" هي التي يجب أن تسود. حينما تمسك بالقلم وورقة التصويت بيدك تذكر قوله تعالى "ستكتب شهادتهم ويسألون". (سورة الزخرف- الآية 19) واضغط على زناد القلم بالتأشير على المرشح الأصلح الذي سيكون بإذن الله اختياراً موفقاً. لا تغرّنك شهادات البعض ومؤهلاتهم الأكاديمية، ولا تستهن بمن لا يملك تلك الشهادات، فكثير من أصحاب المؤهلات لا تساوي قدراتهم حتى الحبر الذي كتبت به شهاداتهم، وكم من شخص لا يحمل مؤهلاً أكاديمياً وتجده قائداً موهوباً وقوياً وأميناً... فقط ركز على شخصية المرشح وطرحه، ولا شك إن اجتمعت الشخصية الممتازة مع مؤهلات أكاديمية فسوف تكون بإذن الله أمام الخيار الأفضل. يا خُطباءَ المسلمين .. ﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾ - ناصحون. صدقني لو أننا رمينا كل حساباتنا الانتخابية وراء ظهورنا وصوّتنا للأصلح لأصبحنا خير معين في تقدم بلدنا وتنميته... صوتك أمانة سيحاسبك الله عليها.

  1. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الزخرف - الآية 19
  2. يا خُطباءَ المسلمين .. ﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾ - ناصحون

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الزخرف - الآية 19

وقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود: ائْتُوا الأمْرَ مِنْ تَدَبُّرٍ، وَلا يَكُونَنَّ أَحَدُكُمْ إِمَّعَةً. قَالُوا: وَمَا الإمَّعَةُ؟ قَالَ: الَّذِي يَجْرِي بِكُلِّ رِيحٍ". كيف نختار؟ أما المرأة الصالحة فقد اختارت معيار الكفاءة والصدق والإيمان فيمن رشحته. فقال تقدم شهادتها، ومرشحة من تعتبره أهلا للمسؤولية لأبيها، فقالت كما حكى قرآننا الكريم عنها:﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾(القصص:26). لم تعرف امرأة مدين موسى عليه السلام معرفة قديمة، ولم تتجاوز معرفتها بالرجل دقائق معدودات كان في مساعدتهما. ولكنها رشحته من خلال صفات عميقة نوجزها فيما يلي: الصفة الأولى: أنه خدمهما وأعانهما، في الوقت الذي لم يبال همل الناس ورعاعهم بهما، وانكفأ كل واحد من أهل مدين على مصلحة نفسه. وهذه صفة معادن الناس التي لا تتغير بمكان أو زمان أو منصب أو جاه، أو بفقدان ذلك كله. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الزخرف - الآية 19. فإن من يسارع في نجدة الضعفاء من غير طلب منهم دليلٌ على رسوخ فعل الخير في أعماقه. الصفة الثانية: أنه تكلم معهما بجد لا بهزل ودسيسة نفس وغرض خبيث كما هي عادة كثير من الناس في علاقتهم بالمرأة، فيجعلون الخدمة ذريعة إلى أغراضهم.

يا خُطباءَ المسلمين .. ﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾ - ناصحون

ولقد أحسنت في الاختيار. والاحسان في الاختيار من أعلى مقامات الدين، وهو من أوامره الحنيفة لنا. فكيف نحسن في حياتنا الخاصة، أو نجتهد في الإحسان بها ولها، ثم نترك الإحسان فيما يتعلق بحياتنا العامة المشتركة. واختيارها جواب على كل قائل: إننا لا نعرفهم. فهل خبرته المرأة أياما وليالي وأعواما حتى قالت كلمتها فيه؟؟ لا بد وأن تبذل جهدا في معرفتهم وفي الاطلاع على ما عندهم. أن يهتم المغرب في جميع ربوعه بهذا الموضوع، وعموم البلوى هذه الأيام هي الاستحقاقات التشريعية، ثم تدعي وتقول: لا أعرفهم. فإذن، أنت إنسان لا تهتم بأمر المسلمين ولا يهمك أمرهم. ثم، هل غابت عنك أسماء الأحزاب ورموزها وتاريخها ومواقفها وأعمالها حتى تتملص من شهود لحظة الحق بمثل هذا الهروب. أحسنت المرأة الصالحة فاختارت. والسؤال المطروح اليوم وبإلحاح: على أي أساس ستختار نساء زماننا اليوم؟ بل على أي أساس سيختار الرجال يوم الجمعة القادمة؟ هذا امتحان وضعنا فيه جميعا. فتذكر هذه المعاني الإيمانية، واختر لنفسك ما تحب أن تراه حسنا في آخرتك. وإذا اخترت الأخرى فأدبرت فلا تنتظر الإقبال عليك والإحسان لك. من هنا نعلم: ستنتهي الاستشارة يوم الجمعة بتصويت من صوت في مخدع الاختيار، وتبدأ حكاية التصويت يوم القيامة.

الواثق من نفسه لا يضع نفسه في موضع المقارنات، مستخدما أدواتا معروف أصحابها جيدًا، والمغرور يضع نفسه في موضع مقارنات مع الآخرين، ويرى أنه أعلى منهم والتي لا يراها البعض كذلك إلا أنه يعمل بها. وأقول، وللحق ونقلًا عن صاحب الحق ذاته: ﴿وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا ۚ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ۚ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]