[5] أمام وطأة التعذيب، قيل أن عمار بن ياسر هاجر إلى الحبشة ، [5] وهو أمر مُختلف فيه. [6] إلا أن المؤكد أنه هاجر إلى يثرب ، ونزل على مبشر بن عبد المنذر ، [5] وقد روى الحكم بن عتيبة أن النبي محمد لما هاجر إلى يثرب ، قدم يثرب وقت الضحى، فقال عمار: «ما لرسول الله بُدٌّ من أن نجعل له مكانًا إذا استظل من قائلته ليستظل فيه، ويصلي فيه». فجمع عمار حجارة، فبنى مسجد قباء ، فكان أول مسجد بُني، [7] وكان بذلك عمار أول من اتخذ مسجدًا يُصلّي فيه. قصص الصحابة للاطفال PDF - قصة بلال بن رباح للاطفال. [5] وفي يثرب، آخى النبي محمد بين عمار وحذيفة بن اليمان ، كما شهد عمار مع النبي محمد غزواته كلها ، [8] وبيعة الرضوان. [7]
فمِن هذه الروايات: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عندما بلغه ما يلقى بلال من التعذيب: ((لو كان عندنا شيء، لابتعنا بلالاً))، فلقي أبو بكر العبَّاسَ: فقال اشتر لي بلالاً، فاشتراه العباس، وبعث به إلى أبي بكر، فأعتقه. ومنها: أن أبا بكر اشترى بلالاً وهو مدفون في الحجارة بخمس أواقٍ ذهبًا، فقالوا: لو أبيت إلا أوقية واحدة لبعناكه، فقال أبو بكر: لو أبيتم إلا مائة أوقيه لأخذته. قصة بلال بن رباح كاملة. ومنها: أن مواليه لما عرَفوا أنه أسلم فجعلوه في الشمس وعذَّبوه وهو يقول: أحد أحد، فبلغ ذلك أبا بكر فاشتراه وأعتقه. • وروى الحاكم [2] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: السُّبَّاق أربعة: أنا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبشة، وصهيب سابق الروم. • وأخرج مسلم (2413) (46) في فضائل الصحابة عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنا ستة نفر، فقال المشركون: اطرد هؤلاء عنك، فلا يجترئون علينا، وكنت أنا وابن مسعود وبلالٌ ورجلٌ من هذيل وآخران، فأنزل الله - عز وجلَّ -: ﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ﴾ [الأنعام: 52]. • كان خازن رسول الله الأمين: أخرج أبو نعيم [3] بسنده عن عبدالله الهوزني قال: لقيت بلالاً، فقلت: يا بلال، حدِّثني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما كان له شيء، كنت أنا الذي ألي له ذاك منذ بعثه الله عز وجل، حتى توفي، وكان إذا أتاه الإنسان المسلم، فرآه عاريًا، يأمرني به، فأنطلق، فأستقرض، وأشتري البردة، فأكسوه وأطعمه.
وجاءه مرة بعض أصحابه يلتمسون منه الأذان للصلاة، فتمنع عليهم، فألحُّوا عليه لعلَّهم يجدِّدون ذكريات أيام النبوة، وما فيها من صفاء وحلاوة إيمان، فأجابهم إلى طلبهم، وقام يؤذن بهم، فلما بلغ: أشهد أنَّ محمداً رسول اللّه، خنقته العَبْرة وغلبه البكاء، فلم يستطع أن يكمل الأذان. أقام رضي الله عنه في دمشق حتى داهم الطاعون المسلمين في تلك الديار وذلك في خلافة عمر رضي اللّه عنه، وكان بلال ممن أصيب بهذا المرض، ولما اشتد عليه الوجع قالت له زوجته: واكرْباه، فيقول لها: «بل واطَرَباه، غداً ألقى الأحبة، محمداً وصحبه»، وتوفي رضي اللّه عنه وقد جاوز السبعين من عمره، وقيل: مرض في حلب ودفن فيها. رفعه الإسلام وهو العبد الحبشي، وحط الكفر بغيره من سادات قريش الذين كذبوا النبي، ونال بلال شرف أن يكون هو مؤذن الرسول، وكان من أعظم لحظات الإسلام يوم الفتح يوم اعتلى بلال ظهر الكعبة فأقام الأذان على ظهرها، وأن يكون صوته هو أول صوت ينطلق من أعلى الكعبة يعلن انتهاء عصر الشرك، وبدء عصر التوحيد، ذهب الذين عذبوه، وماتوا على كفرهم، وبقي هو اسماً خالداً يتردد على كل لسان في تاريخ الإسلام.
قال الشيخ محمد الخضري: "كان بلال مملوكًا لأميه بن خلف الجمحي القرشي، فكان يجعل في عنقه حبلاً ويدفعه إلى الصبيان يلعبون به وهو يقول: أحد، أحد، لم يشغله ما هو فيه عن توحيد الله، وكان أمية يخرج في وقت الظهيرة في الرمضاء - وهي الرمل الشديد الحرارة، لو وضعت عليه قطعة من اللحم لنضجت - ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول له: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى، فيقول: أحد، أحد. فمرَّ به أبو بكر يومًا فقال: يا أمية، أما تتقي الله في هذا المسكين، حتى متى تعذبه؟ قال: أنت أفسدته، فأنقذه مما ترى. قصة بلال بن رباح - موقع فكرة. فاشتراه منه وأعتقه، فأنزل الله فيه وفي أمية في سورة الليل: ﴿ فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ﴾ [الليل: 14، 15]؛ أيْ: أميَّة بن خلف ﴿ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ﴾ [الليل: 16، 17]: الصدِّيق ﴿ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾ [الليل: 18 - 21] بما يعطيه الله في الأخرى جزاء أعماله" [1]. وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح، وفي قصة شراء أبي بكر بلالاً روايات كلها تدل على فضل أبي بكر، ويمكن أن تكون متكاملة.