موقع شاهد فور

رواية عتبة الالم

June 1, 2024

فبعد مشهد الجنازة الذي تجري وقائعه عام 2011، يعيدنا شالاندون إلى العام 1961 حيث يزف الأب إلى عائلته الصغيرة نبأ قيام ضباط أربعة بإعلان الحرب على ديغول بسبب إسهامه «الخياني» في سلخ الجزائر عن «هويتها» الفرنسية. ومع تقدم السرد يضعنا المؤلف بالتدريج أمام صورة صادمة للأب الشبيه بدون كيشوت معاصر، والذي ينتمي إلى فرقة إنجيلية شديدة التزمت، ويحاول معالجة ابنه المصاب بالربو عن طريق التعازيم، ويجري على مسامع زوجته وطفله اتصالات هاتفية غاضبة مع ديغول، يهدده خلالها بأوخم العواقب. وإذ يخبر الأب ابنه الطفل بأنه ينسق خطواته مع الضابط الأميركي تيد الذي فقد ذراعه في الحرب، والذي كان يطلق عليه بالمقابل اسم فرنشي، يعترف له في الوقت ذاته بمشاركته الفاعلة بتأسيس تنظيم سري يهدف إلى اغتيال ديغول واستعادة الجزائر إلى الحضن الفرنسي في آن واحد. هكذا كان على الابن المعنف أن ينشأ في كنف أكثر الظروف قسوة وتشوشاً وغرابة. ورغم كل المهن التي كان يدعي أبوه مزاولتها، حيث هو مغنٍ ولاعب كرة قدم ومدرس وجاسوس وقس في كنيسة، فهو لم يعثر على نعت مناسب لمهنة الأب في بياناته المدرسية سوى القول إنه «بلا مهنة». رواية عتبة الأمم المتحدة. والأدهى من كل ذلك أن الأب يحاول أن ينشئ الابن على صورته ومثاله، فيضمه إلى تنظيمه السري ويكلفه بمهمات أمنية لا تتناسب مع سنه، قبل أن يعمد إلى توريط زميل له في الدراسة يسمى لوكا في عملية الاغتيال المتخيلة، التي انتهت بطرد الفتى الساذج من المدرسة.

رواية عتبة الالم , اروع الروايات الجميله الفلسطينيه عتبات الالم - صور حزينه

غير مصنف " إنت فلسطيني شو دخلك" عبارة اختصرت كل "التيه الفلسطيني" في مخيمات الشتات، وكان "مخيم اليرموك" الشاهد على ذلك في "عتبة الألم" يأخذنا "الراوي" إلى عالم الحرب الأهلية السورية، بكل ما فيها من عبثية، متخذا من "اليرموك" بوابة لكل حيّ في دمشق، وما فعلت بها تلك الحرب المجنونة، يأخذنا باسهاب إلى عالم الحب والحرب والتيه والعبث والشغف ورتابة الحياة، حرب لا تحمل في مضامينها غير صراع الآخرين حتى آخر مواطن سوري. في "عتبة الأمل" لا نلمس رواية بمعناها الحرفي، بقدر ما أجاد الكاتب "حسن يوسف" في "سردية" أقرب ما تكون لسيرة ذاتية، أو لشاهد عيان علي تلك الحرب، سردية ظاهرها عشوائي، وفي جوهرها تسجيل يومي للأحداث عبر "مخيم اليرموك" البيئة الحاضنة للكاتب نفسه، والحاضر بقوة في سرديات تلك الرواية، عبر مشاهد تتخذ من التواريخ شاهدا علي ما يحدث ابتداء من 2014 إلى 2016 ، وهي الفترة العصيبة في المسألة السورية، حينما كان المواطن السوري يترقب (انهيار دمشق) في أية لحظة. في "عتبة الألم" صرخة الفلسطيني بعد عقود من الزمن، حيث ولد وحيث عاش وحيث عانق الياسمين الدمشقي لسنين خلت، يكتشف "أنه شو دخلك" وكأن هذا الفلسطيني الذي يتجرع من ألم تلك الحرب لا حقّ له أن يبدي رأيه فيها، بل يكفيه الصمت والوجع والألم أو تشرّد ونكبة أخرى، تضاف الى سيرته الذاتية في هذا "التيه" الذي لا ينتهي، لأن الكاتب قام بالتوقيع " مجرد توقيع" على بيان المثقّفين والمعارضين السوريين في بدايات حكم الرئيس بشار الأسد. "

لذا علينا ان نستحضر في اذهاننا اوجه القصور الضرورية للعلم الطبيعي فيما يخص الاسئلة الانسانية الاكبر. ذ: محمد بادرة

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]