"سامحوني لم أوصل أمي إليكم.. ادعوا لنا بالرحمة".. كان هذا جزء من وصية لعائلة سودانية فارقت الحياة عطشا في صحراء الكفرة، جنوب شرق ليبيا. وفارق أفراد العائلة السودانية الثمانية الحياة بعد أن ضلوا الطريق في الصحراء الليبية، 400 كيلو متر جنوب شرق مدينة الكفرة، أثناء رحلتهم إلى ليبيا، التي انطلقت من السودان. ونشرت نيابة مدينة الكفرة فحوى الرسالة، التي تركتها مزنة سيف الدين، ووضعت فيها رقم شقيقها في ليبيا، معتذرة له عن عدم قدرتها على إيصال أمها إليهم، مطالبة إياهم بعمل (سبيل ماء) في مكان وفاتهم حتى لا يصيب غيرهم ما أصابهم. فيديو.. وصية "عائلة سودانية" ماتت عطشاً في الصحراء الليبية | مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا. إجراءات الدفن وقالت مزنة في رسالتها: "إلى من يجد هذه الورقة، إيصال رسالتي إلى أخي.. سامحوني لم أوصل أمي إليكم، أدعو لينا بالرحمة واهدونا قرآنا، واعملوا لينا سبيل هنا". وأنهى جهاز الإسعاف والطوارئ في مدينة الكفرة إجراءات الدفن للمفقودين الذين تم انتشالهم من عمق الصحراء على الحدود الليبية - السودانية بعد أن قضوا عطشًا. انتهاكات مليشيات طرابلس.. صرخة حقوقية تنشد معالجة الأولويات وأبكت الوصية التي انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، الليبيين، والسودانيين على حد سواء، مطالبين بضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمنع انتشار الهجرة غير الشرعية، ومراقبة مسارات المهاجرين، حتى لا تتكرر تلك المأساة.
وأضاف أنه حسب المعطيات الأولية، فقد مرت على الحادثة 6 أشهر، وهو الأمر الذي أكدته أسر الضحايا في السودان، كما أنهم تلقوا بلاغا عن فقدانهم قبل 3 أشهر، وأرجع سبب الوفاة إلى العطش لتوفر الأكل بالقرب من الجثث التي تم العثور عليها، خاصة أن الواقعة كانت خلال فصل الصيف، حيث كانت درجة الحرارة تصل إلى 50 درجة. وطالب العائلات التي تريد التنقل باتباع الطرق الرسمية، والسير عبر قوافل من السيارات لتفادي أي مشكلات، بالإضافة إلى أخذ هواتف تعمل بالأقمار الصناعية، لتمكنهم من الاتصال وطلب المساعدة في حال حدوث أي طارئ.
وأشارت النيابة العامة إلى أنه لم يرد إليها أي بلاغ عن فقدان الأشخاص المذكورين، ولا زالت التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادث. المصدر:وكالات