موقع شاهد فور

فضل الخشوع في الصلاه مشاري الخراز

June 28, 2024

الخطبة الأولى: الحمد لله رب العالمين، أمرنا بالاستعانة بالصبر والصلاة، على مشاقّ الحياة، وأخبر أنها كبيرة إلا على الخاشعين، ووصف المؤمنين بالخشوع في صلاتهم، وجعل ذلك أول صفاتهم، فقال: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1- 2]، أحمده على عظيم فضله وإحسانه. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-.

  1. فضل الخشوع في الصلاه عمر عبد الكافي

فضل الخشوع في الصلاه عمر عبد الكافي

12- مدح الله تعالى الخاشعين في طاعته ووصفهُ لهم بالعلم؛ وذلك لقول الله تعالى: " أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ " الزمر:9. والقنوت هنا هو الخشوع في الطاعة، ولهذا قال العلامة السعدي رحمهُ الله: القنوت يرد في القرآن على قسمين وهما: قنوتٌ عام مثل قوله تعالى: "ولهُ من في السموات والأرض كُلٌ له قانتونَ "الروم:26. فضل الخشوع في الصلاه عمر عبد الكافي. أي أنّ الكل عبيد خاضعون لربوبيتهِ وتدبيره، والنوع الثاني: وهو الأكثرُ في القرآن: القنوت الخاص وهو دوام الطاعة لله على وجه الخشوع، مثل قول الله تعالى: "أم من هو قانتٌ آناء الليل ساجداً وقائماً" الزمر:9. وقوله: "وقوموا للهِ قانتين" البقرة:238. 13- لقد أثنى الله تعالى عزوجل على من يوجل قلبهُ لذكر الله بأنه يخافهُ ويخشاه، وووصفهُ بالإيمان الكامل، فقال تعالى: " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانً " الأنفال:2.

[١٨] أداء الصلاة بعيداً عن أيّ أمرٍ قد يُشغل البال والتفكير، ومن ذلك أداؤها بعيداً عن المُتحدِّثين والمُتكلِّمين؛ لعدم التفكير في حديثهم. تجنُّب رفع البصر إلى السماء، أو التثاؤب، وغير ذلك من الأمور الصارفة للخشوع. النظر إلى موضع السجود، وعدم الالتفات في الصلاة. [١٩] موانع الخشوع في الصلاة توجد عدّة أمورٍ لا بُدّ للمُصلّي من الابتعاد عنها؛ كي يُحقّق الخشوع في الصلاة ، ومنها: [٢٠] الاختصار في الصلاة: وقد اختلف العلماء في معناه؛ فمنهم من فسّره بوضع اليد على الخاصرة، وقِيل إنّه الاقتصار في القراءة، وعدم إعطاء الصلاة حقّها؛ وذلك بالاختصار من واجباتها. كثرة العبث والحركة: جاء تشريع الصّلاة في الإسلام معزّزاً بجملة من السّنن والآداب التي تحفظ للمصلي خشوعه فيها؛ ولذلك لا تليق بها كثرة العبث والحركة؛ فذلك يُفقد المُصلّي الخشوع. فضل الخشوع في الصلاة مقارنة بين. [٢١] فرقعة الأصابع: لأنّ ذلك ينافي الخشوع، ومثل ذلك الفعل العبثُ باللحية ، أو الساعة، ونحو ذلك. [٢٢] إلصاق القدمَين: حيث ذهب الحنفية إلى سنيّة التفريق بين القدمَين بمقدار أربعة أصابع؛ تحقيقاً للخشوع، وقد عَدّ الشافعية إلصاق القدمَين ببعضهما تكلُّفاً يُنافي الخشوع، وكرهوه، وقالوا بالتفريق بين القدمَين بمقدار شِبْرٍ، أمّا المالكية والحنابلة، فقد قالوا بأن يُفرِّج المُصلّي بين قدميه بالمقدار المعروف عُرفاً، وبقَدْرٍ مُتوسّطٍ؛ بحيث لا يضمّهما، ولا يُوسّع بينهما كثيراً، وقالوا إنّ التفريق بين القدمَين مندوبٌ.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]