[5] حكم إلقاء السلام ورده إنّ إلقاء تحيّة الإسلام من السّنن المستحبّة عند جمهور أهل العلم، وهي سنّة عينٍ على المنفرد وسنّة كفاية على الجماعة، وقيل أنّه لو كان المسلمون في جماعة فإلقائهم التّحيّة جميعًا أفضل لهم لنيل الأجر والثّواب، وإلقاء السّلام أمرٌ مستحب لقول النّبي صلى الله عليه وسلم: "والَّذي نفسي بيدِه لا تدخلوا الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا أولا أدلُّكم علَى شيءٍ إذا فعلتُموهُ تحاببتُم أفشوا السَّلامَ بينَكم". [6] وانفرد الأحناف بقول أنّ إلقاء السلام واجب، ويُشترط بالسّلام رفع الصوت بحيث يحص الاستماع ليسمعه من يُلقى عليهم السّلام، وردّ السّلام فرضٌ على المسلم بالإجماع، فلو كان منفردًا فهو فرض عينٍ في حقّه، وإن كانوا جماعةً فهو فرض كفاية، يكفي أن يجيب واحدٌ منهم. [7] شاهد أيضًا: في أي قوم بدأ الغلو في الصالحين وعبادتهم كيفية رد السلام وأجره قد بيّنت السّنة النّبوية الشريفة اجر من قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وهو ما أكّدته وفصّلته أحاديث النّبي -صلى الله عليه وسلّم- وإنّ الإسلام شرّع لمن تُلقى عليه تحيّة الإسلام أن يردّها على من ألقاها، ومن الأفضل أن تكون أفضل ممّا تمّت تحيّته بها، وذلك لقوله سبحانه وتعالى في سورة النساء: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}.
رواه أبو داود (5195) والترمذي (2689) ، وقال: حديث حسن ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي". عائشة رضي الله عنها ، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هَذَا جِبْريلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلاَمُ) قالت: قلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته. رواه البخاري (3045) ومسلم ( 2447). قال النووي - في باب كيفية السلام -: يستحب أن يقول المبتدئ بالسلام: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" ، فيأتي بضمير الجمع ، وإن كان المسلَّم عليه واحداً. ويقول المجيب: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته" ، فيأتي بواو العطف في قوله: "وعليكم". "رياض الصالحين" (ص 446). وأما زيادة "ومغفرته": فقد جاءت في بعض الأحاديث ، في إلقاء السلام ، وفي رده ، غير أنها لا تصح ، ومن هذه الأحاديث الواردة في ذلك: 1- عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم... بمعنى حديث عمران المتقدم وفيه زيادة: أن رجلاً رابعاً دخل فقال: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أَرْبَعُون. ثم قال: هكذا تكون الفضائل) رواه أبو داود (5196) وقد ضَعَّفَ هذا الحديث بزيادة "ومغفرته": ابن العربي المالكي ، والنووي ، وابن القيم ، وابن حجر ، والألباني ، رحمهم الله.
بانتظار نزف قلمـك أختي الفاضلة.. دمتي بخير.