موقع شاهد فور

تفسير ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين [ التحريم: 10]

June 28, 2024
يمثل الحال أولا: بحال امرأتين كانتا زوجين لنبيين كريمين عدهما الله سبحانه عبدين صالحين - ويا له من كرامة - فخانتاهما فأمرتا بدخول النار مع الداخلين فلم ينفعهما زوجيتهما للنبيين الكريمين شيئا فهلكتا في ضمن الهالكين من غير أدنى تميز وكرامة. وثانيا: بحال امرأتين إحداهما امرأة فرعون الذي كانت منزلته في الكفر بالله أن نادى في الناس فقال: أنا ربكم الأعلى، فآمنت بالله وأخلصت الإيمان فأنجاها الله وأدخلها الجنة ولم يضرها زوجية مثل فرعون شيئا، وثانيتهما مريم ابنة عمران الصديقة القانتة أكرمها الله بكرامته ونفخ فيها من روحه. وفي التمثيل تعريض ظاهر شديد لزوجي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث خانتاه في إفشاء سره وتظاهرتا عليه وآذتاه بذلك، وخاصة من حيث التعبير بلفظ الكفر والخيانة وذكر الأمر بدخول النار. قوله تعالى: ﴿ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما﴾ إلخ، قال الراغب: الخيانة والنفاق واحد إلا أن الخيانة تقال اعتبارا بالعهد والأمانة، والنفاق يقال اعتبارا بالدين ثم يتداخلان فالخيانة مخالفة الحق بنقض العهد في السر ونقيض الخيانة الأمانة، يقال: خنت فلانا وخنت أمانة فلان.
  1. موقع هدى القرآن الإلكتروني
  2. تفسير قوله تعالى: {ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط} [التحريم: 10]
  3. من الآية 10 الى الآية 12
  4. امرأة نوح في القرآن الكريم
  5. سبب نزول ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط

موقع هدى القرآن الإلكتروني

قوله تعالى: ﴿وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة﴾ إلخ، الكلام في قوله: ﴿للذين آمنوا﴾ كالكلام في قوله: ﴿للذين كفروا﴾. وقوله: ﴿إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة﴾ لخص سبحانه جميع ما كانت تبتغيه في حياتها وترومه في مسير عبوديتها في مسألة سألت ربها وذلك أن الإيمان إذا كمل تواطأ الظاهر والباطن وتوافق القلب واللسان فلا يقول الإنسان إلا ما يفعل ولا يفعل إلا ما يقول فيكون ما يرجوه أو يتمناه أو يسأله بلسانه هو الذي يريده كذلك بعمله. وإذ حكى الله فيما يمثل به حالها ويشير إلى منزلتها الخاصة في العبودية دعاء دعت به دل ذلك على أنه عنوان جامع لعبوديتها وعلى ذلك كانت تسير مدى حياتها، والذي تتضمنه مسألتها أن يبني الله لها عنده بيتا في الجنة وينجيها من فرعون وعمله وينجيها من القوم الظالمين فقد اختارت جوار ربه والقرب منه على أن تكون أنيسة فرعون وعشيقته وهي ملكة مصر وآثرت بيتا يبنيه لها ربها على بيت فرعون الذي فيه مما تشتهيه الأنفس وتتمناه القلوب ما تقف دونه الآمال فقد كانت عزفت نفسها ما هي فيه من زينة الحياة الدنيا وهي لها خاضعة وتعلقت بما عند ربه من الكرامة والزلفى فآمنت بالغيب واستقامت على إيمانها حتى قضت.

تفسير قوله تعالى: {ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط} [التحريم: 10]

وقوله: ﴿للذين كفروا﴾ إن كان متعلقا بالمثل كان المعنى: ضرب الله مثلا يمثل به حال الذين كفروا أنهم لا ينفعهم الاتصال بالعباد الصالحين، وإن كان متعلقا بضرب كان المعنى: ضرب الله الامرأتين وما انتهت إليه حالهما مثلا للذين كفروا ليعتبروا به ويعلموا أنهم لا ينفعهم الاتصال بالصالحين من عباده وأنهم بخيانتهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أهل النار لا محالة. وقوله: ﴿امرأة نوح وامرأة لوط﴾ مفعول ﴿ضرب﴾ والمراد بكونهما تحتهما زوجيتهما لهما. وقوله: ﴿فلم يغنيا عنهما من الله شيئا﴾ ضمير التثنية الأولى للعبدين، والثانية للامرأتين، والمراد أنه لم ينفع المرأتين زوجيتهما للعبدين الصالحين. وقوله: ﴿وقيل ادخلا النار مع الداخلين﴾ أي مع الداخلين فيها من قوميهما كما يلوح من قوله في امرأة نوح: ﴿حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول﴾ هود: 40، وقوله في امرأة لوط: ﴿فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم﴾ هود: 81، أو المعنى مع الداخلين فيها من الكفار. وفي التعبير بقيل بالبناء للمفعول، وإطلاق الداخلين إشارة إلى هوان أمرهما وعدم كرامة لهما أصلا فلم يبال بهما أين هلكتا.

من الآية 10 الى الآية 12

وقد تقدمت فائدة ذكر الأمثال في قوله تعالى: { مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً} في سورة [ البقرة: 17]. وضربُ المثل: إلقاؤه وإيضاحه ، وتقدم ذلك عند قوله تعالى: { إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما} في سورة [ البقرة: 26]. فالجملة مستأنفة استئنافاً ابتدائياً. وهذا المثل لا يخلو من تعريض بحث زوْجي النبي على طاعته وبأنَّ رضى الله تعالى يتبع رضى رسله. فقد كان الحديث عن زوجتي النبي قريباً وكان عَملهما ما فيه بارقة من مخالفة ، وكان في المثلين ما فيه إشعار بالحالين. وتعدية ضرب باللام الدال على العلة تفيد أن إلقاء المثل لأجل مدخول اللام. فمعنى ضرب الله مثلاً للذين كروا} أنه ألقى هذا التنظير لأجلهم ، أي اعتبارهم بهم وقياسسِ حالهم على حال الممثل به ، فإذا قيل: ضرب لفلان مثلاً ، كان المعنى: أنه قصده به وأعلمه إياه ، كقوله تعالى: { ما ضربوه لك إلا جدلاً} [ الزخرف: 58]. { ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل} [ الروم: 58]. ونحو ذلك وتقديم المجرور باللام على المفعول للاهتمام بإيقاظ الذين كفروا. فمعنى { ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط} ، أن الله جعل حالة هاتين المرأتين عظة وتنبيهاً للذين كفروا ، أي ليُذكرهم بأن الله لا يصرفه عن وعيده صَارِف فلا يحسبوا أن لهم شفعاء عند الله ، ولا أن مكانهم من جوار بيتِه وعمارة مسجده وسقاية حجيجه تصرف غضب الله عنهم ، فإن هم أقلعوا عن هذا الحسبان أقبلوا على التدبر في النجاة من وعيده بالنظر في دلائل دعوة القرآن وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فلو كان صارف يصرف الله عن غضبه لكان أولى الأشياء بذلك مكانة هاتين المرأتين من زوجيهما رسولي رب العالمين.

امرأة نوح في القرآن الكريم

إعراب الآية 10 من سورة التحريم - إعراب القرآن الكريم - سورة التحريم: عدد الآيات 12 - - الصفحة 561 - الجزء 28. (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا) ماض وفاعله ومفعوله والجملة استئنافية لا محل لها (لِلَّذِينَ) متعلقان بالفعل (كَفَرُوا) ماض وفاعله والجملة صلة (امْرَأَتَ نُوحٍ) بدل مضاف إلى نوح (وَامْرَأَتَ لُوطٍ) معطوف على ما قبله. (كانَتا) كان واسمها (تَحْتَ) ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر كان (عَبْدَيْنِ) مضاف إليه (مِنْ) (عِبادِنا) متعلقان بمحذوف صفة عبدين (صالِحَيْنِ) صفة عبدين والجملة حال. (فَخانَتاهُما) الفاء حرف عطف وماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها. (فَلَمْ يُغْنِيا) مضارع مجزوم بلم والألف فاعله والجملة معطوفة على ما قبلها (عَنْهُما) متعلقان بالفعل (مِنَ اللَّهِ) حال (شَيْئاً) مفعول به (وَقِيلَ) ماض مبني للمجهول والجملة معطوفة على ما قبلها (ادْخُلَا) أمر وفاعله والجملة مقول القول (النَّارَ) مفعول به (مَعَ) ظرف مكان (الدَّاخِلِينَ) مضاف إليه. ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) أعقبت جملة { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين} [ التحريم: 9] الآية المقصود منها تهديدهم بعذاب السيف في الدنيا وإنذارهم بعذاب الآخرة وما قارن ذلك من مقابلة حالهم بحال المؤمنين ، بأن ضرَب مثلين للفريقين بنظيرين في حاليهما لتزداد الموعظة وضوحاً ويزداد التنويه بالمؤمنين استنارة.

سبب نزول ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط

{فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً} ولم تنفعهما صلتهما الزوجية بالنبيّين في إنقاذهما من المصير المحتوم، لأن المسؤولية لدى الله تبقى في النطاق الفردي الذي يتحمل فيه كل إنسان مسؤولية عمله، من خير أو شرّ، فلا قيمة للعلاقات بالخيّرين إذا كان المتصل بهم كافراً شريراً، كما لا قيمة للعلاقات بالأشرار إذا كان المتصل بهم مؤمناً خيِّراً. وهكذا واجها الموقف الحاسم الذي يفرضه كفرهما وخيانتاهما العملية للنبيِّين، {وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَاخِلينَ} لأن القاعدة التي فرضت دخولهم في النار هي التي تفرض دخولكما فيها.

السؤال: أستفسر عن قوله - تعالى -: ﴿ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ﴾ [التحريم: 10]؛ بيَّن اللهُ في هذه الآية - كما هو ظاهرها -: أنَّ امرأة لوطٍ كانتْ كافرةً، لكن البعض يقول: إنها لم تكنْ كافرة، إنما أصبحتْ كافرةً بموافقة قومها، ويستدلون بقوله - تعالى -: ﴿ فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الذاريات: 35، 36]، الرجاء التوضيح.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]