لكن اختلف البعض منهم بأن مدة الحيض فمثلاً الشافعية والحنابلة بأنها يوم وليلة، والحنفية أجمعوا على انها ثلاثة أيام مع لياليها. بينما المالكية قالوا بأن تلك القطرات من الدم تعتبر حيضاً، لأن الحيض لديهم غير مقيد بمدة زمنية أو كمية معينة. والأصح في الأقوال السابقة أن ما أجمع عليه علماء الفقه وذلك لمجموعة من الأسباب وهي: السبب الأول: لقد جاء قرار أهل العلم بالاستناد على ما ورد ذكره في القرآن الكريم وهي كلمة "حيض" والتي يقصد بها السيلان، ولأن السؤال عن نزول قطرات يعني ذلك لا يوجد سيلان، فلا تعد حيض. السبب الثاني: ما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأنَّه قال بأنَّ "إذا رأت المرأة بعد ما تطهر من الحيض مثل غسالة اللحم أو القطرة من الرعاف أو فوق ذلك أو دون ذلك، فلتنضح بالماء ولتصل ولا تغتسل، إلا أن ترى دماً غليظاً، فإنما هي ركضة من الشيطان في الرحم"، ويتبين من ذلك التوضيح الوارد عن الصَّحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنَّ دم الدَّورة الشهرية لا بد أن يكون غليظ وسميك. نزول دم خفيف قبل الدورة هل اصلي، يوجد بعض الأسباب التي تؤدي إلي نزول قطرات الدم قبل الدورة ومنها الحمل عندما تنغرس البويضة في جدار الرحم، واقتراب السيدة من سن اليأس وهو السن الذي تنقطع فيه الدورة الشهرية، إضظرابات الرحم.
[1] ابن عثيمين وفي هذه المسألة سُئل ابن عثيمين عن المرأة التي تلاحظ وجود بعض الدّم ما قبل فترة الحيض وبعد ذلك انقطع، وما لبث بعد ذلك أن دخلت في فترة الحيض النِّظاميّة، فردّ ابن عثيمين بأنّ دم الحيض هو دمٌ معلومٌ شكله وصفاته ووقته إلى جانب ما يرفقه من أعراض، وهذا الدَّم هو دم الحيض الذي تترتب عليه الأحكام الشَّرعيّة من تركٍ للصَّلاة أو الصِّيام، وغير هذا لا يعدُ من فترة الحيض وقد استند إلى ما ذهب إليه بقول أمِّ عطيَّةٍ قالت: " كُنَّا لا نَعُدُّ الكُدْرَةَ والصُّفْرَةَ شيئًا". [2][3] ابن جبرين أمّا ابن جبرين فقد قال بأنَّ هذا الدَّم إنّما هو فاسدٌ، فلا يتوجَّب معه تركٌ للصَّلاةِ أو الصِّيام، أمّا إن دخل وقتٌ للصَّلاة فما عليها إلّا أن تستنجي وتحمي ثيابها من التَّلوث بهذه الدِّماء ومن ثمّ تتوضأ وتصلي فورًا انتهائها من الوضوء، ويجب عليها أن تتوضأ لكل وقت صلاةٍ طالما بقيت على هذه الحال، أمّا في حال لم يخرج منها دمًا جديدًا ما بين وقتي الصَّلاة، ولم يُنقض وضوؤها فلها أن تصلي الوقت الآخر من دون أن تجدد وضوءها، والله أعلم. [3] شاهد أيضًا: حكم نزول دم خفيف قبل الدورة نزول دم خفيف قبل الدورة هل طبيعي قد تلاحظ المرأة في بعض الأحيان أنّ هناك بعض قطرات من الدَّم على ثيابها الدَّاخليَّة، وقد يكون هذا الأمر خارج فترات الدَّورة الشَّهريَّة، أو ربما يكون سابقًا للدَّورة الشَّهرية بفترة قصيرة، فهذا الأمر قد يكون طبيعيًّا وقد يحدث مع بعض النَِّسوة، ولكن في بعض الحالات يكون مؤشرًا للعديد من الأمور الخطيرة، والتي من الأفضل مراجعة الطَّبيب بشأنها للاطمئنان على الحالة بشكل عام.
[4] وإلى هنا يكون المقال قد وصل إلى نهايته بعد أن بيّنا فيه آراء الفقهاء في الإجابة عن سؤال نزول دم خفيف قبل الدورة هل أصلي ، مع بيان حكم الدّم الذي ينزل قبل الدّورة وهل يعدُّ من فترة الحيض. المراجع ^, قطرة الدم ونحوها لا تعد حيضا, 06052021 ^ صحيح البخاري, البخاري، أم عطية نسيبة بنت كعب، 236، صحيح ^, الدم الوردي قبل الحيض هل يعتبر حيضاً؟, 2021 ^, سبب نزول دم قبل الدورة بأسبوع وهل تمنع الصلاة ؟, 2021 المصدر:
المذهب المالكي: لقد ذهب المالكيَّة إلى أنَّ هذه النُّقاط تعدُّ حيضًا، وذلك لأنَّ الحيض عندهم لا يتقيَّد بفترة زمنيَّة أو كميَّةٍ محدَّدةٍ. والرَّاجح في تلك الأقوال السَّابقة هو قول جمهور العلماء بأنَّه لا يعدُّ من فترة الحيض، وذلك لعدِّة أسبابٍ هي كالآتي: [2] الوجه الأوَّل: من الأمور المقررة عند أهل العلم أنَّ الألفاظ التي نزل بها القرآن الكريم تُحمل على المعاني الشَّرعيَّة، ولكن في حال عدم وجود معاني شرعيَّة لها تُحمل على المعاني اللغويَّة، وكلمة حيض من هذه الألفاظ اللغويَّة التي تحمل معنى السَّيلان، فحاضت الشَّجرة أي جرى الصَّمغ منها، ومن هنا قرَّر أهل العلم أنَّ نزول القطرات لا تحمل معنى السَّيلان فهي ليست بحيض. الوجه الثَاني: ما أُثر عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنَّه قال بأنَّ "إذا رأت المرأة بعد ما تطهر من الحيض مثل غسالة اللحم أو القطرة من الرعاف أو فوق ذلك أو دون ذلك، فلتنضح بالماء ولتصل ولا تغتسل، إلا أن ترى دماً غليظاً، فإنما هي ركضة من الشيطان في الرحم"، فهنا قد شرح الصَّحابي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنَّ دم الدَّورة يجب أن يكون غليظ وسميك. شاهد أيضًا: الطهارة الواجبة لرفع الحدث الأصغر هي سبب نزول دم قبل الدورة بأسبوع قد يكون سبب نزول هذا الدَّم طبيعيًّا كما قد تمَّ شرحه سابقًا، ولكن في بعض الأحيان قد يكون هناك عدد من الأسباب والمشاكل لنزول هذا الدَّم، ومن تلك الأسباب ما يأتي: [1] الحمل: وفي هذه الفترة عندما تُزرع البويضة لتي تمَّ تخصيبها في جدار الرَّحم، قد يتم نزول بعض قطرات الدَّم في وقت الدَّورة الشَّهرية أو بعدها، وتسمى هذه القطرات التي تنزل بنزف الزَّرع ولكن يجد الإشارة إلى أنَّ هذا الأمر لا تعاني منه جميع النُّسوة.
والله أعلم.
وهذا أرجح قولي أهل العلم ، أعني أن المرأة عمومًا إن كانت تُمَيِّز بين العادة الأصلية وما زاد عليها؛ بمعنى: أن لون الدم أو رائحته تَتَغَيَّر عن حالها أثناء الحيض، فهو استحاضة، ولا يُعتبر دمَ حيض يَمنع الصوم والصلاة والجِماع. وأما إن كان الدمُ الزائد على العادة والمتَّصل بها له صفات دم الدورة الذي ينزل بعد الأيام الثمانية، فهو دمُ حيضٍ، تترك وقتَه الصوم والصلاة،، والله أعلم. 7 1 9, 975