و انصرفت... اللحظات السعيدة التي قضيتها قبل قليل مع الطفلة و نحن نصنع العلبة ، و نلصق الطوابع ، و نضحك بمرح قد انتهت... أي نوع من الجنون هذا الذي يجعلني أعتقد و أتصرف على أساس أن هذه الطفلة هي شيء يخصني ؟؟ كم أنا سخيف! انتظرت عودتها ، لكنها لم تعد... لابد أنها لهت مع سامر و نسيتني! نسيت حتى أن تقول لي ( شكرا)! أو أن تغلق الباب! غير مهم! سأطرد هذا التفكير المزعج عن مخيلتي و أتفرغ لكتبي... أو حتى... لقضايا البلد السياسة فهذا أكثر جدوى! بعد ساعة ، عادت رغد... كان الصندوق لا يزال في يدها ، و في يدها الأخرى قلما. اقتربت مني و قالت: " وليد... أكتب كلمة ( صندوق الأماني) على الصندوق! رواية انت لي واتباد. " تناولت الصندوق و القلم و كتبت الكلمة ، و أعدتهما إليها دون أي تعليق أو حتى ابتسامة هل انتهينا ؟ صرفت ُ نظري عنها إلى الكتاب الماثل أمامي فوق المكتب ، منتظرا أن تنصرف يجب أن تنتبه إلى أنها لم تشكرني! " وليد... " رفعت ُ بصري إليها ببطء ، كانت تبتسم ، و قد تورّد خداها قليلا! لابد أنها أدركت أنها لم تشكرني! قلت ُ بنبرة جافة إلى حد ما: " ماذا الآن ؟ " " هل لا أعطيتني ورقة صغيرة ؟ " يبدو أن فكرة شكري لا تخطر ببالها أصلا!
وليد علّمتنا المعلمة كيف نصنع صندوق الأماني هيا ساعدني لأصنع واحدا كبيرا يكفي لكل أمنياتي بسرعة! " إنني لم أستوعب شيئا فقد كانت هذه الفتاة في رأسي قبل ثوان و كانت تلعب مع سامر على ما أذكر! نظرت إليها و ابتسمت و أنا في عجب من أمرها! " رويدك صغيرتي! مهلا مهلا! متى عدت ِ من المدرسة ؟ " أجابتني على عجل و هي تمد يدها و تمسك بيدي تريد مني النهوض: " عدت الآن ، أنظر وليد الطريقة في هذه الصفحة هيا اصنع لي صندوقا كبيرا! " تناولت الكتاب من يدها و ألقيت نظرة! إنه درس يعلم الأطفال كيفية صنع مجسم أسطواني الشكل من الورق! و صغيرتي هذه جاءتني مندفعة كالصاروخ تريد مني صنع واحد! تأملتها و ابتسمت! و بما إنني أعرفها جيدا فأنا متأكد من أنها سوف لن تهدأ حتى أنفذ أوامرها! قلت: " حسنا سيدتي الصغيرة! سأبحث بين أشيائي عن ورق قوي يصلح لهذا! " بعد نصف ساعة ، كان أمامنا أسطوانة جميلة مزينة بالطوابع الملصقة ، ذات فتحة علوية تسمح للنقود المعدنية ، و النقود الورقية ، و الأماني الورقية كذلك بالدخول! رغد طارت فرحا بهذا الإنجاز العظيم! و أخذت العلبة الأسطوانية و جرت مسرعة نحو الباب! " إلى أين ؟؟ " سألتها ، فأجابتني دون أن تتوقف أو تلتفت إلي: " سأريها سامر! رواية انتِ ليِ - الصفحة 2. "
يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "أنت لي" أضف اقتباس من "أنت لي" المؤلف: د. مني المرشود الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
رواية - انت لي | الجُزء الخامس والعشرون - YouTube