موقع شاهد فور

من أشراط الساعة..ضياع الأمانة - موقع مقالات إسلام ويب

June 29, 2024
وكذلك حال المؤمن حتى مع من عرف بالخيانة ، واشتهر بالغدر كما في الحديث: ( أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك). وذلك لأن خطورة السقوط في الخيانة ، وفساد الفطرة بنقص العهد ، أشد من مجرد مقابلة الخائن بمثل فعله ، لأن السقوط مرة قد تستمرئه النفس ، وتواصل في منحدر الخيانة. ومن الصور العملية للأمانة: أن تنصح من استشارك ، وأن تصدق من وثق برأيك ، فقد جاء في الحديث: ( المستشار مؤتمن) (.. ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه) وماذا يكون قد بقي فيه من الخير من أشار على أخيه بما لا ينفعه ، بل ربما بما يضره ؟!.. والمجاهد في أرض المعركة مأمور بالأمانة ، ومنهي عن الغدر والخيانة والغلول: ( لا تغدروا ولا تغلّوا ولا تمثلوا... ) والقاعد الذي يخلف المجاهد في أهله بخير قائم بالأمانة ، وإن قصر أو خان وقف له المجاهد يوم القيامة ، يأخذ من حسناته ما شاء: (.. وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف يوم القيامة ، فيأخذ من عمله ما شاء.. مقاله عن الامانه طريق النجاح. فما ظنكم ؟) أي هل تظنون أنه يبقي له من حسناته شيئاً ؟. ومن أخطر الأمانات شأنا حفظ أسرار الناس ، وستر عوراتهم وكتمان أحاديث مجالسهم ، فقد ورد في الحديث ( المجالس بالأمانة) وإن لم يوص المتحدث بكتمان حديثه الخاص إليك يكن لم لك أن تشيعه إلاّ بإذنه وعلمه ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا حدث رجل رجلاً بحديث ثم التفت فهو أمانة) وأقل ما في هذه الأمانة أن ينقله الناقل ـ حين ينقله ـ بنصه ، ولا يحمله ما ليس فيه بتدليس أو تحريف.

الأمانة - موقع مقالات إسلام ويب

فقال: لأبعثن معكم رجلاً أمينا ، حق أمين) ، وأرسل معهم أبا عبيدة. إن من أغلى ما يرزقه الله للعبد ، ولا يحزن بعده على أي عرض من الدنيا ، ما جاء في الحديث: ( أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: صدق الحديث، وحفظ الأمانة ، وحسن الخلق ، وعفة مطعم) فالأمانة ركن من هذه الأركان الأخلاقية الأربعة ، التي لا يعدلها شيء في الدنيا ، بل قد تكون سببا في إقبال الدنيا على العبد ، لما يجده الناس فيه. والأمانة صفة مميزة لأصحاب الرسالات ، فقد كان كل منهم يقول لقومه ( إني لكم رسول أمين) [ الشعراء: 107، 125 ،143،162، 178]. الأمانة - موقع مقالات إسلام ويب. وكانت تلك شهادة أعدائهم فيهم ، كما جاء في حوار أبي سفيان وهرقل ، حيث قال هرقل: ( سألتك ماذا يأمركم ؟ فزعمت أنه يأمر بالصلاة ، والصدق، والعفاف ، والوفاء بالعهد ، وأداء الأمانة ـ قال: و هذه صفة نبي) وفي موضع آخر في صحيح البخاري: (.. وسألتك هل يغدر ؟ فزعمت أن لا. وكذلك الرسل لا يغدرون.. ). ولئن كانت هذه صفة أصحاب الدعوات فإن أتباعهم كذلك متميزون ، ولذلك اقترن تعريف المؤمن بسلوكه المميز ، حيث قال صلى الله عليه وسلم: ( والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم). وإذا تمكنت صفة الأمانة من صاحبها تعامل بها القريب والبعيد ، والمسلم ، والكافر ، يقول ابن حجر: ( الغدر حرام باتفاق ، سواء كان في حق المسلم أو الذمي).

ونهى أن تكون الخيانة في خلق المسلم حتى وإن خانه غيره.. كما روى ذلك أبو داود والترمذي عن أبي هريرة عن سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام: [ أد الأمانة لمن ائتمنك ولا تخن من خانك](قال الترمذي حسن غريب.. وضعفه جماعة).

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]