موقع شاهد فور

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المائدة - الآية 104

June 1, 2024

لماذا نتعلم؟ قد ترونه سؤالاً ساذجاً أو سؤالاً تافهاً ولكن الحقيقة أن إجاباتنا عن هذا السؤال أو رؤيتنا للتعليم هي التي تعد إجابات و رؤي ساذجة, في البداية فإن تلك الرؤي والإجابات تمثل ما أرادتنا السلطة أن نراه هدفا للتعليم, فطوال ما يقرب من ستة عقود أرادت الدولة المصرية أن تكرس في عقولنا أن الهدف الأول للتعليم هو كسب لقمة العيش. “هذا ما وجدنا عليه آبائنا” | The Insider MIU - إنسايدر جامعة مصر الدولية. فقد كان التعليم في عهد عبد الناصر وسيلة من أجل الارتقاء الاجتماعي. فنلاحظ سعي الكثير من العائلات قليلة الحظ اقتصاديا الي الإصرار علي تعليم أبناءهم الذكور أملا في أن يصبحوا مهندسون وأطباء ويستطيعوا الارتقاء الي طبقة أعلي – و هو هدف مشروع - فيمكن أن نشبه التعليم في ذلك الوقت بأنه بوابة الارتقاء الاجتماعي. بينما نجد أن التعليم في عهد السادات أصبح واجهة إجتماعية أكثر منه رغبة في التعلم والارتقاء الاجتماعي, بينما نصل الي حقبة مبارك لنجد أن التعليم و الأسباب الدافعة وراء التعليم بلا معني ولا هدف وإنما هي أقرب إلى ما كان يردده مشركون قريش: "هذا ما وجدنا عليه أباؤنا و أجدادنا. " هكذا أصبح التعليم في الحقب التالية وليس عصر مبارك فقط حيث غاب عنا تساؤل "لماذا نتعلم؟" مما ترتب عليه عدم تطور مناهج التعليم وأساليبه وأهدافه, وهنا أحاول أن أضع تساؤلات تساعدنا للإجابة عن سؤالنا: لماذا نتعلم؟ لماذا نتعلم؟ من المفيد في مراحل حياتك المختلفة أن تتوقف وتسأل نفسك لمذا تتعلم؟ وهل ما تتعلمه هو ما تريده حقا أم ما يرديه أهلك؟ أم أخترت المجال الذي تريده و لكنك أحبطت من المناهج من طرق التدريس؟!

ما وجدنا عليه آباءنا By يحيى موسى

هذا ما وجدنا عليه ابائنا - YouTube

------------ الهوامش: (1) في المطبوعة: "وأشبه عندي وأولى بالآية" ، وهو كلام مختل ، ورددته إلى عبارة الطبري في تأويل أكثر الآيات السالفة. (2) في المطبوعة: "وإنما نزلت في قوم من اليهود" ، وهو خطأ ناطق ، واضطراب مفسد للكلام. والصواب ما أثبت. يقول أبو جعفر إن أولى الأقوال بالصواب أن تكون الآية نزلت في ذكر عرب الجاهلية الذين حرموا ما حرموا على أنفسهم ، كما ذكر في تفسير الآيتين السالفتين (168 ، 169) ، ويستبعد أن يكون المعنى بها من ورد ذكرهم في الآية (165) ، كما يستبعد قول من قال إنها نزلت في اليهود ، في الخبر الذي سيرويه بعد. فقوله: "وأنها نزلت" عطف على قوله "خبرًا" في قوله: "أولى من أن يكون خبرًا عن الذين أخبر أن منهم من يتخذ... ". (3) في المطبوعة: "فأنزل الله من قولهم ذلك". هذا ما وجدنا عليه أباؤنا وأجدادنا - شفاف. وهو خطأ محض ، ورددتها إلى نصها في سيرة ابن هشام ، كما سيأتي مرجعه. (4) الأثر رقم: 2446- في سيرة ابن هشام 2: 200-201 ، مع اختلاف يسير في لفظه. (5) الأثر رقم: 2447- انظر الأثر: 2446. (6) هو أبو الأسود الدؤلي. (7) ديوانه: 49 (نفائس المخطوطات) ، سيبوبه 1: 85 ، والأغاني 11: 107 ، وأمالي بن الشجرى 1: 283 والصدقة والصديق: 151 ، والخزانة 4: 554 ، وشرح شواهد المغني: 316 ، واللسان (عتب).

هذا ما وجدنا عليه أباؤنا وأجدادنا - شفاف

ويقول في موضع آخر {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون} (المائدة:104). {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير} (لقمان:21). نلاحظ من خلال الآيات كيف يتجلّى بشكل واضح الرفضُ الكبير لأي محاولةِ قفزٍ على التفكير التراثي الآبائي، على الرغم من فساده وطفوليّته، وعشق كبير للعيش عالةً على الآباء والأقدمين في التفكير عيش المعاقين الذين لا غنى لهم عمن فكّر عنهم وخطط لهم، فالخروج من الموروث والأعراف كان أصعب من الاقتناع في حد ذاته. ما وجدنا عليه آباءنا by يحيى موسى. لقد سلّط القرآن الضوءَ على تلك المصيبة الكبيرة التي وقع بها الأولون، وبل وأبرزها على رأس المصائب التي حالت بينهم وبين هدايتهم، هذه العبودية لفكر الآباء – الآباء التي تمثّل رمز كل ماهو قديم ومألوف سواء كان بعيدًا أم قريبًا- وعدم الخروج عن المألوف والسائد، من حيث التفكير على الأقل، كانت بمثابة الحجر الكبير الذي يقف في طرق تحررهم الفكري، وبالتالي نجاتهم في الحياه الدنيا والآخرة. وبشكل مشابه وفي السياق ذاته، نجد أنّ النظام البائد كبّلنا بالكثير من الأفكار التي حبست عقولنا في زنازين الرضوخ.. الرضوخ الذي يبقينا في دائرة الأمان، الدائرة التي تُبقينا دائمًا تحت قواعد التفكير التي صاغها لنا بلسانه، الدائرة التي أوهمنا المستبد أننا بخروجنا منها سنسقط في الهاوية، فتكون تصرفاتنا وفقًا لما يريد وعلى مقاسه.

فقال: "يا غلام أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ ؟ قال: ما كنت لأوثر بفضلي منك أحدا يا رسول الله, فأعطاه إياه".

“هذا ما وجدنا عليه آبائنا” | The Insider Miu - إنسايدر جامعة مصر الدولية

لهذا السبب نجد أن سلسلة من الثورات التي حدثت في المجتمع العربي لا يؤمن بها المجتمع نفسه، في الوقت الذي يجب أن يكون هو الداعم الرئيس لمثل هذه الحركات، لأنه اعتاد السير على طريقة الأقدمين من أسلافه، أي على مبدأ الطاعة وتحريم التغيير، حتى وإن كان مظلوماً مسحوقاً، فهو راضٍ بالحال، لأن أباه وجدّه كانا راضيين بذلك، فهو لا يمكنه الخروج عن طوع أبيه وجده، وأبوه وجده كانا يسيران طوع مَن كان أقدم منهما من الأجداد، وأي مجدد يظهر في أي حقبة، يتبرأ منه المجتمع، لأنه عميل ولديه علاقات خارجية ومآرب عافانا الله منها. بتنا اليوم مجتمعًا استهلاكيًا لا منتجًا، نخاف من أي حركة تريد التغيير لكي لا تزعج خمولنا وتقتل ما نقله إلينا الأجداد من أفكار ومعتقدات! إن أي حركة تجديدية في بدايتها تُلعن ويحاول المجتمع دفنها في مهدها وقتلها بأي طريقة من الطرق، وذلك لإبقاء الحال على وضعه الطبيعي دون إثارة أي مشاكل، فالتغيير لا يمكن أن نحزره، ومن الجائز جداً أن يكون هذا التغيير أسوأ من الحال المعيش!

فلو أن المعاصي كلها من قِبَل الشيطان ما رأينا معصية في رمضان، ولا ارتكبت فيه جريمة، أما وتقع فيه المعاصي وتُرتكب الجرائم، فلا بُدَّ أن لها سبباً آخر غير الشيطان؛ لأن الشياطين مُصفَّدة فيه مقيدة. ثم يقول الحق سبحانه: { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ... }.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]