ذكر كلا من الحية و الثعبان في القرآن الكريم ، في عدة مواضع ظهرت جميعها في قصة سيدنا موسى ، فما هو الإعجاز العلمي و اللغوي في ذكر كليهما معا. مواضع ذكر الحية و الثعبان كافة المواضيع التي ذكر فيها كل من كلمة الحية و الثعبان كانت كلها في قصة سيدنا موسى ، حينما القى عصاه فتحولت إلى حية ، فما السر وراء ذكرها في عدة مواضع تحت اسم حية ، و في مواضع أخرى حملت اسم ثعبان ، ذلك الأمر الذي حير العديد من المفسرين ، فليس من الطبيعي أن يكون هذا الأمر ناتج عن خطأ لغوي مثلا فلقد كانت هذه المواضع في عدة آيات.
الأفعى والثعبان الأفعى، أو الثعبان، حيوان زاحف، ينتمي إلى شعبة الحبليات، من رتبة الحرشفيات، والتي تنتمي لها كل الزواحف بشكل عام، ينتشر بشكل واسع في مناطق شتى من العالم، وبشتى البيئات الطبيعية، سواءً أكانت حارة أم باردة. تركيب جسم الأفعى جسم الأفعى أسطواني وطويل، تغطيه الحراشف القرنية الصلبة، والتي تساعدها على الزحف من مكان إلى آخر، لا تملك أيه أطراف، ولا أذنين خارجيتن، ولا حتى جفون، هي فقط تعتمد على لسانها الذي يساعدها في تحديد مكان فريستها، والتصدي لعدوها، وعيناها المميّزتان بحدة البصر في بعض أنواعها. تستطيع الأفعى تبديل جلدها في كل سنة مرتين، أو ثلاثة حسب السلالة التي تنتمي لها، وهي بذلك تسمح للصفائح القرنية الجديدة بالنمو، والتجدد، وهذا يساعد في إبقائها بحالةٍ صحية، وحيوية أكثر، لذا يكون عنفوانها بعد سلخ جلدها أقوى بعدة مرات من السابق. يتكوّن جسم الأفعى من رأس، وذيل طويل، يتباين طوله من أفعى إلى أخرى حسب السلالة، أو النوع التي تنتمي لها؛ ففي بعض الأنواع يصل طولها إلى خمسة أمتار وأكثر كما هو الحال في أفعى الأصلة، أو الأنكوندا، وفي سلالات أخرى لا يتجاوز طولها العشرة سنتيمترات، وهذا النوع أكثره سام رغم قصر طوله.
حاسة الشم والتذوق لدى الأفعى لسان الأفعى طويل ذي شعبتين، يمثّل حاستي التّذوق، والشم لها، فمن خلاله تستطيع تحديد مكان فريستها، فكل ما عليها هو أن تمدّ لسانها وتشتم رائحته، وبعدها تحدد مكانه، وتنقض عليه، وبعدها فإنّها تخضعه بسّمها كي تقتله، ثم تبتلعه مرّةً واحدة، فكمية بسيطة من سمّها كافٍ لقتل إنسان، أو التسبب له بأمراض خطيرة. سّم الأفعى خطيرٌ جداً، يدخل إلى دم الإنسان مباشرةً، ويهاجم الجهاز الدموي، ممّا يُسبّب انحلالاً وتلفاً في أنسجته، وتعطيل وظائفه، لذا فهي من أكثر الحيوانات الزاحفة التي تُشكّل خطراً على حياة الإنسان. حاسة السمع عند الأفعى للأفعى أذنان داخليتان، تستطيع من خلالهما سماع الأصوات، وتمييزها، كما تستطيع من خلال جسدها الزاحف على الأرض تحديد الاهتزازات، والذبذبات الأرضية، والتي تمكنّها من معرفة حركة الأشياء حولها، وتحديد هويتها أيضاً. التزواج عند الأعفى تتكاثر الأفعى حسب نوع سلالتها بطريقتين، إمّا بوضع البيض خارجياً كما هو الحال في الزواحف بشكل عام، أو تبقى بيوضها داخل جسدها حتى تفقس، وتتمّ ولادتها كما هو الحال في الثدييات، أو تقوم بوضع بيوضها التي يصل عددها لمئة بيضة في أماكن مخفية، وآمنة، وتتركها حتى يحين موعد تفقيسها بعد شهرين، إذن فهي لا تهتمّ بصغارها؛ بل الغريزة هي من تدفعهم للخروج من البيوض، والانتشار في الطبيعة، وتعلّم قوانينها.