ولمعرفة معنى الحديث ـ أي حديث الصنفين من أهل النار ـ راجع الفتوى رقم: 5478. وأما بالنسبة للحديث الثاني فقد حمله بعض العلماء على أنه من باب التغليظ، وقال آخرون: هو في حق من يستحل ذلك، قال العيني في عمدة القاري وهو يشرح حديث: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن... الحديث: قال ابن بطال: هذا أشد ما ورد في شرب الخمر وبه تعلق الخوارج فكفروا مرتكب الكبيرة عامدا عالما بالتحريم، وحمل أهل السنة الإيمان هنا على الكامل أي لا يكون كاملا في الإيمان حالة كونه في شرب الخمر، قيل هو من باب التغليظ والتهديد العظيم نحو قوله تعالى: ومن كفر فإن الله غني عن العالمين { آل عمران97} وقال الخطابي: أي من فعل ذلك مستحلا له. قلت: وكذلك المعنى في كل ما ورد من هذا القبيل فمن ذلك ما رواه ابن منده بإسناده عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله تعالى ـ عنه أن النبي قال: ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر. اهـ. وَمما قِيلَ في توجيه مثل هذا الحديث: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَعَ هَذِهِ الصِّفَةِ حَتَّى يُجْعَلَ طَاهِرًا مِنْهَا إِمَّا بِالتَّوْبَةِ عَنْهَا فِي الدُّنْيَا، أَوْ بِالْعُقُوبَةِ بِقَدْرِهَا تَمْحِيصًا فِي الْعُقْبَى، أَوْ بِالْعَفْوِ عَنْهُ تَفَضُّلًا وَإِحْسَانًا.
لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن هو أحد الأحاديث النبوية الشريفة الذي سيتم توضحه وذكر مدى صحته من خلال سطور هذا المقال، فقد بيَّن لنا الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- من خلال الأحاديث الشريفة أخلاق المُؤمن الحق، والصفات التي يجب أن يتَّصف بها والصفات التي يجب أن يبتعد عنها، ومن خلال هذا المقال سنُعرَّف بأحد هذه الأحاديث، كما سنذكر شرحه بالتفصيل، والمعنى المقصود منه.
العلّامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي السنة النبوية وعلومها معنى حديث لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن التاريخ: 19/03/2011 المفتي: العلّامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي التصنيف: السؤال فضيلة الدكتور البوطي حفظك الله ورد في الصحيحين ففى الصحيحين من حديث أبى هريرة قال رسول الله: (( لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن)) قال عكرمة قلت لابن عباس كيف يُنـزع منه الإيمـان ؟! فقـال ابن عباس هكذا وشبك ابن عباس بين أصابعه ، ثم قال فإن زنى أو شرب الخمر نزع منه الإيمان هكذا ، فإن تاب وعاد إلى الله عاد إليه الإيمان مرة أخرى. سؤالي هل المفهوم من كلام سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما أن الزاني أثناء ارتكابه للزنا لا يكون مؤمنا وان مات أثناء فعل الزنا يموت على غير الإيمان وان لم يكن هذا هو المقصود فما هو المقصود من هذا الحديث ومن كلام سيدنا ابن عباس جزاك الله عنا كل خير الجواب قال العلماء في تفسير حديث: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن.. )) أي وهو كامل الإيمان، فالذي نفاه الرسول عن الزاني هو كمال الإيمان لا أصل الإيمان من حيث هو. والدليل ما أجمع عليه العلماء من المسلم إذا زنى ومات أثناء ارتكابه للزنى، يصلى عليه ويكفن ويدفن في مقابر المسلمين.
تاريخ النشر: الأربعاء 22 ذو القعدة 1432 هـ - 19-10-2011 م التقييم: رقم الفتوى: 165637 7260 0 253 السؤال قال صلى الله عليه و سلم: صنفان من أهل النار لم أرهما رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ـ فهل يجوز اعتماد هذا الحديث لتنبيه الأخوات المرتديات للضيق؟ وما هو تأويل هذا الحديث: قال صلى الله عليه وسلم: حرمت الجنة على مدمن الخمر والعاق والديوث الذي يقر الخبث في أهله. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فهذا الحديث أصل في هذا الباب وفي التحذير من تبرج النساء وعدم مراعاتهن ضوابط الشرع في اللباس، ولمعرفة شروط لباس المرأة المسلمة راجع الفتوى رقم: 6745. والموعظة من خلال نصوص الكتاب والسنة غالبا ما تكون أبلغ أثرا في المدعو، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتوجيه ذوي القربى خاصة للخير يعتبر من أفضل أنواع البر بهم والصلة لهم، ولكن ينبغي أن يكون ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة حتى يؤتي التوجيه ثمراته النافعة، وللأهمية راجع الفتويين رقم: 131498 ، ورقم: 17092 ، ففيهما بيان آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أو يُنزَعُ منه نُورُ الإيمانِ، والإيمانُ هو التَّصديقُ بالجَنَّانِ، والإقرارُ باللِّسانِ، والعمَلُ بالجَوارحِ والأركانِ، فإذا زَنى المسلمُ، أو شَرِبَ الخمْرَ، أو سَرَقَ؛ ذَهَبَ نُورُ الإيمانِ وبَقيَ صاحبُه في ظُلمةٍ. ويَصِحُّ أنْ يكونَ المَنفيُّ هو كَمالَ الإيمانِ وليس أصْلَ الإيمانِ، فيَكون المعْنى: لا يَزْني الزَّاني حِين يَزْني وهو مُؤمِنٌ كاملُ الإيمانِ. أو المرادُ مَن فَعَلَ ذلك مُستحِلًّا له فهو غيرُ مُؤمنٍ؛ إذ استحلالُ الحرامِ مِن مُوجِباتِ الكفْرِ. أو كَلامُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن بابِ الإنذارِ والتَّحذيرِ مِن زَوالِ الإيمانِ إذا اعتادَ هذه المعاصيَ واستَمرَّ عليها. والسَّرِقةُ: هي أخْذُ المالِ المُحترَمِ على وجْهِ الخُفْيةِ مِن حِرزٍ لا شُبهةَ فيه. ومَن يَنتهِبُ لا يَفعَلُ ذلك وهو مُتَّصِفٌ بالإيمان، والنَّهْبُ والانْتِهابُ هو: أخْذُ المالِ على وجْهِ العَلانيةِ والقهْرِ والغَلَبةِ. وقولُه: «يَرفَعُ النَّاسُ إليه فيها أبصارَهم» إشارةٌ إلى حالةِ المَنهوبينَ؛ فإنَّهم يَنظُرون إلى مَن يَنهَبُهم، ولا يَقدِرون على دَفْعِه، ولو تَضرَّعوا إليه، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ كِنايةً عن عدَمِ التَّستُّرِ بذلك، فيَكون صِفةً لازمةً للنَّهْبِ، بخِلافِ السَّرِقةِ والاختلاسِ، فإنَّه يكونُ في خُفْيةٍ، والانتهابُ أشدُّ؛ لِما فيه مِن مَزيدِ الجَراءةِ، وعدَمِ المُبالاةِ.
أما إذا اختل شيء من هذه الأركان، بأن صار إيمانه بالملائكة مدخولاً، ولا يؤمن بها على الوصف الذي وصف الله جل وعلا، أو كان الإيمان بالرسل عنده ناقصاً، والإيمان باليوم الآخر مجملاً فقط، وكذلك الإيمان بالقدر، فإنه لا يكون مؤمناً كاملاً وإنما يكون عاصياً بقدر ما ترك، مع أن التفصيل في هذا واضح وجلي، والله ورسوله صلى الله عليه وسلم قد بينا ذلك. أما الإسلام فهو الذي ينتقل به الكافر من دينه إليه، وهو الشهادة: بـ(أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)، فهو مجرد قول، فإذا قال الإنسان: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله) حكم بأنه مسلم، ولكن لا بد أن يكون عنده إيمان بالله، وأن الله أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه لا إله إلا الله، وأنه هو الإله الحق الذي يجب أن يعبد وحده ولا يعبد معه إله غيره. يعني: أنه تضمن إيماناً ولا بد، أما أن يوجد إسلام بلا إيمان فهذا لا وجود له. أما الجواب على نفي الإيمان عن بعض الناس، كما ثبت في الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم: ( كان يقسم مالاً، و سعد بن أبي وقاص حاضر، فأعطى رجلاً وترك آخر، فقال له سعد: يا رسول الله: مالك عن فلان، والله إني لأراه مؤمناً؟ فقال: أو مسلم؟ ثم أعطى غيره، يقول: فغلبني ما أعرف منه، فقلت: يا رسول الله!
وعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: "... يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفرونى أغفر لكم.... " مسلم (2577). رابعاً: والتوبة بين الإنسان وبين ربِّه خيرٌ له من الاعتراف بذنبه عند القاضي لإقامة الحد عليه. وفي صحيح مسلم ( 1695) عندما جاء " ماعز " يقول للنبي صلى الله عليه وسلم " طهِّرني " ، قال له: ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه. قال الحافظ ابن حجر: ويؤخد من قضيته – أي: ماعز عندما أقرَّ بالزنى - أنه يستحب لمن وقع في مثل قضيته أن يتوب إلى الله تعالى ويستر نفسه ولا يذكر ذلك لأحدٍ ، كما أشار به أبو بكر وعمر على " ماعز " ، وأن مَن اطَّلع على ذلك يستر عليه بما ذكرنا ولا يفضحه ولا يرفعه إلى الإمام كما قال صلى الله عليه وسلم في هذه القصة " لو سترتَه بثوبك لكان خيراً لك " ، وبهذا جزم الشافعي رضي الله عنه فقال: أُحبُّ لمن أصاب ذنباً فستره الله عليه أن يستره على نفسه ويتوب ، واحتج بقصة ماعز مع أبي بكر وعمر. " فتح الباري " ( 12 / 124 ، 125). والله أعلم
Powered by vBulletin® Version 3. 8. 11 Copyright ©2000 - 2022, vBulletin Solutions, Inc. جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها وقرار البيع والشراء مسؤليتك وحدك بناء على نظام السوق المالية بالمرسوم الملكي م/30 وتاريخ 2/6/1424هـ ولوائحه التنفيذية الصادرة من مجلس هيئة السوق المالية: تعلن الهيئة للعموم بانه لا يجوز جمع الاموال بهدف استثمارها في اي من اعمال الاوراق المالية بما في ذلك ادارة محافظ الاستثمار او الترويج لاوراق مالية كالاسهم او الاستتشارات المالية او اصدار التوصيات المتعلقة بسوق المال أو بالاوراق المالية إلا بعد الحصول على ترخيص من هيئة السوق المالية.