موقع شاهد فور

ويل يومئذ للمكذبين

June 28, 2024

أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ تفسير بن كثير يقول تعالى: { ألم نهلك الأولين} يعني المكذبين للرسل المخالفين لما جاءوهم به، { ثم نتبعهم الآخرين} أي ممن أشبههم، ولهذا قال تعالى: { كذلك نفعل بالمجرمين * ويل يومئذ للمكذبين} ، ثم قال تعالى ممتناً على خلقه ومحتجاً على الإعادة بالبداءة: { ألم نخلقكم من ماء مهين} أي ضعيف حقير بالنسبة إلى قدرة الباري عزَّ وجلَّ، كما تقدم في سورة يس: (ابن آدم أنّى تعجزني، وقد خلقتك من مثل هذه؟) ""أخرجه الإمام أحمد وابن ماجة"".

  1. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المرسلات - الآية 15
  2. فصل: الآية رقم ‏(‏29 ‏:‏ 40‏)‏|نداء الإيمان

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المرسلات - الآية 15

وما أدراك ما القارعة} [القارعة: 1] بل هو تعظيم لأمر سجين، وقد مضى في مقدمة الكتاب - والحمد لله - أنه ليس في القرآن غير عربي. قوله تعالى { ويل يومئذ للمكذبين} أي شدة وعذاب يوم القيامة للمكذبين. ثم بين تعالى أمرهم فقال { الذين يكذبون بيوم الدين} أي بيوم الحساب والجزاء والفصل بين العباد. { وما يكذب به إلا كل معتد أثيم} أي فاجر جائر عن الحق، معتد على الخلق في معاملته إياهم وعلى نفسه، وهو أثيم في ترك أمر الله. وقيل هذا في الوليد بن المغيرة وأبي جهل ونظرائهما لقوله تعالى { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين} وقراءة العامة { تتلى} بتاءين، وقراءة أبي حيوة وأبي سماك وأشهب العقيلي والسلمي { إذا يتلى} بالياء. وأساطير الأولين: أحاديثهم وأباطيلهم التي كتبوها وزخرفوها. وأحدها أسطورة وإسطارة، وقد تقدم. ويل يومئذ للمكذبين. تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي - صوتي المطفّفين من اية 4 الى 26 المطفّفين من اية 4 الى 31

فصل: الآية رقم ‏(‏29 ‏:‏ 40‏)‏|نداء الإيمان

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (34) أي عذاب وخزي لمن كذب بالله وبرسله وكتبه وبيوم الفصل فهو وعيد. وكرره في هذه السورة عند كل آية لمن كذب; لأنه قسمه بينهم على قدر تكذيبهم, فإن لكل مكذب بشيء عذابا سوى تكذيبه بشيء آخر, ورب شيء كذب به هو أعظم جرما من تكذيبه بغيره; لأنه أقبح في تكذيبه, وأعظم في الرد على الله, فإنما يقسم له من الويل على قدر ذلك, وعلى قدر وفاقه وهو قوله: " جزاء وفاقا ". [ النبأ: 26]. وروي عن النعمان بن بشير قال: ويل: واد في جهنم فيه ألوان العذاب. وقاله ابن عباس وغيره. فصل: الآية رقم ‏(‏29 ‏:‏ 40‏)‏|نداء الإيمان. قال ابن عباس: إذا خبت جهنم أخذ من جمره فألقي عليها فيأكل بعضها بعضا. وروي أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [ عرضت علي جهنم فلم أر فيها واديا أعظم من الويل] وروي أنه مجمع ما يسيل من قيح أهل النار وصديدهم, وإنما يسيل الشيء فيما سفل من الأرض وانفطر, وقد علم العباد في الدنيا أن شر المواضع في الدنيا ما استنقع فيها مياه الأدناس والأقذار والغسالات من الجيف وماء الحمامات; فذكر أن ذلك الوادي مستنقع صديد أهل الكفر والشرك; ليعلم ذوو العقول أنه لا شيء أقذر منه قذارة, ولا أنتن منه نتنا, ولا أشد منه مرارة, ولا أشد سوادا منه; ثم وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بما تضمن من العذاب, وأنه أعظم واد في جهنم, فذكره الله تعالى في وعيده في هذه السورة.

(إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13)) هذا مشهد يوم القيامة، (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14)) سؤال، (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) المسلم تذهب الصورة عنده ليوم الفصل هذا الويل، العذاب، التهديد، التخويف، وبعض العلماء يقولون ويل وادي في جهنم، ويل في العربية عذاب، ويل لهم أي عذاب لهم وعذاب على صيغة التنكير ويل وأهوال. (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) وبدأ يتكلم (أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16)) شغلوا دماغكم! هكذا تستمر الآيات في كل مشهد وفي كل صورة تختلف عن الصورة الأولى ويختلف المشهد ويأتي (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) هو إذن نوع من الدقّ على قلوب هؤلاء ليتذكروا ويبصروا، ونوع من التنبيه للمؤمنين والتذكير لهم بحال هؤلاء المكذبين كيف سيكونون حتى لا يدخل الشيطان إلى قلب المؤمن ويجعله من المكذبين. إذن هذا التكرار فيه نوع من التأكيد تأكيد إثر تأكيد لكل صورة من الصور وقارئ القرآن المفترض فيه أن يتوقف ويتمعن مثل سورة الرحمن كلما يصل إلى (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) يتوقف وينظر فيما قبلها ويتأمل فيها ويحمد الله سبحانه وتعالى أن جعله من أهل هذا الدين وليس من المكذبين.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]