موقع شاهد فور

تفسير وجعلناكم شعوبا وقبايل لتعارفوا سوره

June 28, 2024

وما أكثر ما تَرِدُ على أسماعنا كلمة التقوى، فما هي التقوى؟ هل هي لفظ يجري على الألسن، ويمر بالآذان؟ لا، يجب أن يكون لفظًا عظيمًا موقَّرًا معظَّمًا محترمًا. التقوى: أن تقومَ بطاعةِ الله عز وجل، هذه التقوى، فتِّش هل أنت قائم بطاعة الله؟! فأنت متق، هل أنت مخالف؟! فأنت غير متق، ويفوت الإنسان من التقوى بقدر ما خالف فيه أمر الله ورسوله. التقوى إذن: طاعة الله بفعل الأوامر واجتناب النواهي، فإذا رأينا إنسانًا يتقدَّم إلى المسجد، ويصلي مع الجماعة، ويخشع في صلاته ويؤديها بكل فضيلة، وآخر بالعكس يصلي في بيته، وصلاة يقتصر فيها على الواجب، أيهما أتقى لله؟ الأول أتقى. إذن: فهو أقرب عند الله، حتى لو كان مولى من الموالي، أو مولى الموالي، والآخر من أرفع الناس نسبًا؛ فإن الأتقى لله هو الأكرم عند الله عز وجل، كلُّ إنسان يحب أن يُحظَى عند السلطان في الدنيا، وأن يكون أقرب الناس إليه، فكيف لا نُحِبُّ أن نكون أقرب الناس إلى الله عز وجل وأكرمهم عنده؟! ما تفسير وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا - أجيب. المسألة هوى وشيطان، وإلا لكان الأمر واضحًا. عليك بتقوى الله عز وجل؛ لتنال الكرم عند الله، نستغفر الله ونتوب إليه. ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات ١٣]، عليم بكل شيء؛ لأنه هنا مطلق، ولم يقيد بحال من الأحوال.

ما تفسير وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا - أجيب

وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا❤️ - YouTube

كتب انساب وقبائل العراق - مكتبة نور

موقف الإسلام من العنصرية يقف الإسلام بضراوة أمام الأفكار التي تميّز بين بني الإنسان تحت راية غير راية التّقوى، ومن هنا كان للإسلام موقفاً واضحاً تجاه العنصرية، حيث إنّ الإسلام: حارب العنصريّة والقبليّة بكلّ أشكالها، وقرّر أنّ معيار التفاضل بين بني البشر قائمٌ على أساسٍ واحدٍ هو التّقوى، حيث قال الله عزّ وجلّ: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). أقرّ الإسلام بوجود الاختلاف في طبيعة البشر، بل جعل تعدّد صوره وأشكاله آيةً من آيات الله في خلق خلق الكون؛ فقال الله سبحانه: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ). عاب الإسلام على أصحاب العصبيّات البغيضة؛ فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (ليسَ منَّا منْ دعا إلى عصبيةٍ، و ليسَ منَّا منْ قاتلَ على عصبيةٍ، و ليسَ منَّا منْ ماتَ على عصبيةٍ) ، وشنّع الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على أولئك الذين يرون عزّهم ورفعتهم بأقوامهم؛ فقال: (أنتم بنو آدمَ، وآدمُ مِن ترابٍ، لَيدَعَنَّ رجالٌ فخرَهم بأقوامٍ، إنّما هم فَحْمٌ مِن فَحْمِ جهنمَ، أو لَيَكُونَنَّ أهونَ على اللهِ مِن الجُعْلانِ التي تَدْفَعُ بأنفِها النَتْنَ).

﴿خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى﴾ إذن: ذكر وأنثى: يحتمل أن يكون المراد بهما شخصين معينين، وهما من؟ آدم وحواء، أو أن المراد الجنس. أي: الذكر من بني آدم والأنثى من بني آدم، وعلى هذا التقدير –أي: على التفسير الثاني- يُشكِلُ أنَّ الله تعالى ذكر في آيات أخرى أن الإنسان خُلِقَ من ماءٍ دافقٍ وهو ماء الرجل. والجواب عنه: أن يقال: إن هذا الماء الدافق لا يمكن أن يتكونَ منه الجنين وحده، بل لا بد أن يتَّصلَ بالبويضة التي يفرزها رحم المرأة، وحينئذ يكون مخلوقًا من ذكر وأنثى. كتب انساب وقبائل العراق - مكتبة نور. ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا﴾ [الحجرات ١٣]: يعني صيرناكم شعوبًا وقبائل، فالله تعالى جعل بني آدم شعوبًا وهم أصول القبائل. ﴿وَقَبَائِلَ﴾ وهم ما دون الشعوب، فمثلًا: بنو تميم يعتبرون شعبًا، وأفخاذ بني تميم المتفرعون من الأصل يسمون قبائل، ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ﴾. ما هي الحكمة؟ هل الحكمة من هذا الجعل أن يتفاخر الناس بعضهم على بعض، فيقول هذا الرجل: أنا من قريش، وهذا يقول: أنا من تميم، وهذا يقول: أنا من كذا، أنا من كذا؟ لا، ليس هذا المراد؛ المراد التعارف؛ أن يعرف الناس بعضهم بعضًا؛ إذ لولا هذا الذي صيَّره الله عز وجل ما عرف الإنسان من أي قبيلة هو؛ ولهذا كان من كبائر الذنوب أن ينتسبَ الإنسانُ إلى غير أبيه؛ لأنه إذا انتسب إلى غير أبيه غيَّر هذه الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهم أنهم شعوب وقبائل من أجل التعارف، فيقال: هذا فلان بن فلان بن فلان إلى آخر الجد الذي كان أبًا للقبيلة.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]