إذا أتينا لعباءة الاحترام الاجتماعي الذي يقابله في الدول الاحترام الدولي، هذا الاحترام لن يتسنى للدول ولو لبست كل العباءات المذهبة ما لم تحترم هي نفسها وذاتها. كما تحترم تقاليدها ومكونات ثقافتها، فلا تكفي عباءات مذهبة كي تشعر الدول بأن الدول الأخرى تحترمها، ولكن أن ينبع الاحترام من ذاتها ومقدراتها، وصدقها مع نفسها، فقد يكون رأي الآخر بها مهماً ولكن رأيها هي بنفسها أكثر أهمية. "بياع الخبل عباته".. قصة مقولة شعبية قديمة تحوّلت إلى موسم حقيقي. لذا فحتى عباءات الاحترام هذه لن يكون لها مردود إذا لم تكن العباءة الأولى عباءة غطاء وفراش متوفرة أصلاً. أخيراً نأتي لعباءة الانتماء ليس إلا، وحتى هذه ستكون قشرة خارجية لا معنى لها إلا تأكيد الخيبات ما لم ترجع أصلاً للعباءة الأم. ونعود لعنوان المقال، وهو قول شعبي قديم، (بياع الخبل عباته) حيث تتوسط موجة حر البرد، فيظن السفهاء أن البرد انتهى وأمنوا عدم عودته فتخلوا عن عباءاتهم أو باعوها، لكن سرعان ما يعاود البرد الهجوم، فيبقون بلا غطاء وظهورهم مكشوفة للبرد ومشاكله. هذا ينطبق على بلداننا العربية التي عمدت إلى التباطؤ والتكاسل في تنمية قدراتها سواء الداخلية من التعليم والخدمات الاجتماعية والبلدية، المصانع والطرق، مكافحة الأمية بشتى أنواعها، وخاصة الأمية بالثقافة الوطنية والقومية، ومكافحة التجهيل المتعمد عبر الضخ الإعلامي السيء.
ترك الغطاء الدفاعي لها مكشوفاً، معتمدة على لا حرب كبيرة وأن المناوشات بين بعض الدول العربية وبعضها الآخر حروب مقدور عليها، وأنها تشعر بالأمان حيث هناك دفء علاقات بينها وبين من تخشى، أو أن هذا الذي تخشاه، لا ترغب أن يشعر منها توجها نحو التدثر بدثار الدفاع عن نفسها وهو الحامي!! لذا ركنت له المهمة. المتطلع حالياً للظروف العربية لا يلوم الخبل البسيط على بيع عباءته، فالدول لم تبع عباءاتها لكنها حرقتها لتؤكد حسن النوايا.. وهذا الحسن للنوايا لا ندري إلِى أين يجرنا فقد أصبحت حتى الأمور الداخلية يطلب منها لجان دولية لحلها وخبراء أجانب، وكأن الأرض مجدبة. دائماً نعود لمربعنا الأول عباءة الغطاء والمرقد.. الأرض وما عليها والذي يحميها ويغطيها. وحتى تعود لنا عباءتنا الأولى الغطاء والفراش.. علينا أن نتخلى عن الكثير من طيبتنا المفرطة، ونتمسك جيداً بعباءتنا.
وهذه المقولة الشعبية تعد من أقدم المقولات في الجزيرة العربية، حيث تحولت إلى موسم حقيقي يذكره المجتمع مثل المواسم الأخرى، ويأتي بانتهاء موسم العقارب بعد أن تتوسط موجة الحر في أجواء البرد، فيظن بعضهم أن البرد قد انصرف. حالة الطقس اليوم من جانبه توقع المركز الوطني للأرصاد في تقريره عن حالة الطقس لهذا اليوم – بمشيئة الله تعالى – تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض على المنطقة الجنوبية والمرتفعات الجنوبية الغربية ويستمر الانخفاض على أجزاء من مناطق شرق ووسط المملكة يصاحب ذلك نشاط في الرياح السطحية قد تؤدي إلى شبه انعدام في الرؤية الأفقية حيث تصل سرعة الرياح إلى 50كم/ساعة. كما يستمر نشاط الرياح السطحية وتدني مدى الرؤية الأفقية على أجزاء من منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة, في حين تهيئا فرصة تكون السحب الرعدية على مرتفعات جازان وعسير, ولا يستبعد تكون الضباب في ساعات الصباح الباكر على أجزاء من مرتفعات جازان وعسير.