إنه شيخ كبير ما به من صيام، قال: فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر ، قالت: قلت: والله يا رسول الله ما ذاك عنده، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإنا سنعينه بعرق من تمر ، قالت: فقلت: وأنا يا رسول الله سأعينه بعرق آخر، قال: قد أصبتِ وأحسنت، فاذهبي فتصدقي عنه، ثم استوصي بابن عمك خيرا، قالت: ففعلت). قال ابن حجر بعد أن ذكر أن الحديث: "أخرجه أحمد وغيره، وهذا أصحّ ما ورد في قصّة المجادلة، وتسميتها". من هي المجادلة ؟ " خولة بنت ثعلب " وقصتها | المرسال. وأخرج ابن حبان ـ وصححه الألباني ـ عن عائشة رضي الله عنها قالت: (تبارك الذي وسِعَ سمعُهُ كل شيء، إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفَى علَيَّ بعضه وهي تشتَكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقول: يا رسول الله، أَكَل شَبابي، ونثرتُ له بَطني، حتَّى إذا كبُرَتْ سِنِّي، وانقطع ولَدي، ظاهرَ منِّي، اللَّهمَّ إنِّي أشكو إليك، فما برِحَتْ حتَّى نزل جِبرائيل بِهَؤلاءِ الآيات: { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} (المجادلة: 1)). وفي موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها فوائد كثيرة، منها: ـ تواضع النبي صلى الله عليه وسلم، ورِفقه بأصحابه، وحرصه عليهم، واهتمامه بهم.
التحكم في الغضب، والعصبية، وإدارة الغضب والصبر أمر هام حتى لا يضيع ما لا يعود مرة أخرى، بعد أن يهدم، وهو ما وقع فيه زوج خولة. قيمة الأسرة وتماسكها، وأهمية اجتماع شمل الأسرة أب وأم بين الأولاد، وخطورة الطلاق، في قول خولة للنبي لو تركتهم ضاعوا ولو تركهم جاعوا. الخوف من الله، ومراعاة الحرام من الأفعال، ما جاء في رفض خولة رضي الله عنها، معاشرة زوجها بعد الظهار. الحكمة للزوجة التي انطلقت للنبي تبحث عن حل لمشكلتها وهو واجب كل عاقل حين تواجهه مشكلة، وخاصة إذا كانت أسرية ويترتب عليها مصير آخرين. فوائد وأحكام في قصة خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَة ـ الْمُجَادَلَة ـ - موقع مقالات إسلام ويب. صحة قصة خولة مع عمر يروى أنه كان للسيدة خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها موقف مع الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تقول القصة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد ما صار خليفة للمسلمين، كان يمشي معه واحد من الموالي عنده. وأثناء سيرهما استوقفته امرأة وقالت له، يا عمر عرفناك صبي ترعى الغنم في الأسواق وأشارت لذلك بأنك كنت تسمى عمير، وعمير هو تصغير عمر، ثم عرفناك عمر لما أصبحت شاب، وها أنت الآن يقال لك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فاتقي الله في الرعية، ثم أخذت تنصحه، وتوعظه. فقال المولى الذي كان يسير مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كفى يا امرأة أكثرت على أمير المؤمنين، فقال له عمر اتركها ألا تعرف من هي، تلك التي نزل فيها قرآن، يقصد خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها.
وبتدبر آيات هذه القصة، نجد أن لها بعدين: الأول: وهو البعد الظاهر القريبº إذ تقص علينا أحداث خلاف حياتي عادي وملابساته، وقع في إحدى البيوتات الإسلامية، بين رجل وامرأته، فحدث بينهما ما يشبه الطلاق، ثم أراد الرجل أن يجامعها فأبت، وذهبت إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فشكت إليه، وحاورته، في رأيه في القضية، ولم تقتنع برأيه - صلى الله عليه وسلم -، حتى نزل الوحي بآيات الظهار، في مطلع سورة المجادلةº لتقدم الحل الرباني الشامل الكامل الخالد لهذه القضية.
وفي رواية ثانية، وردَ عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: " الحمدُ للهِ الذي وسِع سمعُه الأصواتَ، لقد جاءَتِ المُجادِلَةُ إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- تُكَلِّمُه في جانِبِ البيتِ، أسمَعُ ما تقولُ فأنزَل اللهُ -عزَّ وجَلَّ-: "قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا.. " [١] والله تعالى أعلم [٤].