موقع شاهد فور

ولا تعثوا في الأرض مفسدين - إعراب مفسدين

June 25, 2024

وكان وجودهم من الأسباب الرئيسية لتخلُّف الأمة وتردِّي مكانتِها؛ من أجل ذلك كان من الواجب علينا أن نتدارس صفاتهم بيانًا للحقيقة، وإيقاظًا للأمة، وتحذيرًا من تغوُّل المفسدين وطغيانهم في البلاد. ومن أبرز الصفات التي جاء بيانها في القرآن الكريم: *الصفة الأولى: العلو والاستكبار في الأرض* فالعلو والطغيان والاستكبار في الأرض صفات ملازمة للمفسدين، كما قال تعالى: *{تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}* [القصص:83] وبضدها تتبين الأشياء، وكما قال سبحانه: *{وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ. {وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} - طريق الإسلام. الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ. فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ}* [الفجر:10-12]. ومن علامات هذا العلو والطغيان:تطاوُل المفسدين على الضعفاء وانتهاكُ كرامتهم والتعدي على حقوقهم، كما قال جلّ وعلا: *{إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}* [القصص:4]. *الصفة الثانية: زخرفة القول بالباطل* فالمفسدون يتدثرون بحلاوة اللسان وزخرفة القول بالباطل، ليخدعوا الناس، ويلبِّسوا عليهم بتغيير الحقيقة ونكران الواقع، وادِّعاء الرأفة والرحمة بالخلق *{إنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ}* [غافر من الآية:26].

  1. {وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} - طريق الإسلام
  2. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة البقرة - الآية 60
  3. ولا تعثوا في الارض مفسدين " / زين العابدين سيدي عالي | الراصد

{وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} - طريق الإسلام

منتديات ستار تايمز

القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة البقرة - الآية 60

وهُوَ أشَدُّ الفَسادِ وقِيلَ هو الفَسادُ مُطْلَقًا، وعَلى الوَجْهَيْنِ يَكُونُ (مُفْسِدِينَ) حالًا مُؤَكِّدَةً لِعامِلِها.

ولا تعثوا في الارض مفسدين " / زين العابدين سيدي عالي | الراصد

هنا لابد أن ننظر إلى تعنت بني إسرائيل. قالوا لموسى هب أننا في مكان لا حجر فيه. من أين ينبع الماء؟.. لابد أن نأخذ معنا الحجر حتى إذا عطشنا نضرب الحجر بالعصا.. ونسوا أن هناك ما يتم بالأسباب وما يتم بكلمة (كن).. ولذلك تجد مثلا كبار الأطباء يحتارون في علاج مريض.. ثم يشفى على يد طبيب ناشئ حديث التخرج.. هل هذا الطبيب الناشئ يعرف أكثر من أساتذته الذين علموه؟.. الجواب طبعا لا. إن التلميذ لا يتفوق على أستاذه الذي علمه فليس العلاج بالأسباب وحدها ولكن بقدرة المسبب.. ولذلك جاء موعد الشفاء على يد هذا الطبيب الناشئ.. فكشف الله له الداء وألهمه الدواء. يقول الحق سبحانه وتعالى: {فانفجرت مِنْهُ اثنتا عَشْرَةَ عَيْناً} لماذا اثنتا عشرة عينا. لأن اليهود كانوا يعيشون حياة انعزال. كل مجموعة منهم كانت تسمى (سبطا) لها شيخ مثل شيخ القبيلة.. والحق تبارك وتعالى يقول: {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ} أي كل سبط أو مجموعة ذهبت لمشرب.. نبعت العيون من الحجر امتدت متشعبة إلى الأسباط جميعا كل في مكانه.. فإذا ما أخذوا حاجتهم ضرب موسى الحجر فيجف. ولذلك نعرف أن الحجر كان يعطيهم الماء على قدر الحاجة وكانت الجهة السفلى من الحجر الملامسة للأرض.. ولا تعثوا في الارض مفسدين " / زين العابدين سيدي عالي | الراصد. والجهة العليا التي ضرب عليها بالعصا لم ينبع منهما شيء، أما باقي الجهات الأربع فقد نبع منها كل منها ثلاثة ينابيع.

وطرائق المفسدين في الصدِّ عن سبيل الله تعالى تتنوَّع وتتجدَّد بتجدُّدِ الأماكن والأزمان، ويجمعهم وصف الله لهم في قوله جل شأنه: *{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}* [لقمان:6]، وكذلك وصفهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: *«دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها»*. *الصفة الرابعة: الغِش والخيانة* غِش الأمة وخيانتها صفة ملازمة للمفسدين في جميع العصور والأمكنة؛ لأنهم لا أمانة لهم. ولهذا تراهم يتساقطون في دركات الخيانة وغِش الأمة والمجتمع، لتحقيق مصالح شخصية مزعومة، وما أسهل أن يبيع المفسد دينه ويخون أمته! قال الله تعالى مُبينًا لونًا من ألوان الغِش الذي يتميز به المفسدون (وهو الغش الاقتصادي): *{أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ. وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة البقرة - الآية 60. وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}* [الشعراء:181-183]. وقال جل وعلا: *{وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}* [هود:85].

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]