21-04-2015, 06:55 AM #1 إياكم ومحقرات الذنوب! إياكم ومحقرات الذنوب. بسم الله الرحمن الرحيم إياكم ومحقرات الذنوب! تسري الذنوب في الأعمال حتى تدمر دين صاحبها، ومن كرم رب العباد على العباد أن منحنا مهلة للتوبة قبل أن يقوم الكرام الكاتبون بالتدوين، وفي ذلك يخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم:)إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها، وإلا كتبت واحدة(. وفي المسند وجامع الترمذي من حديث أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:) إن المؤمن إذا أذنب ذنبا نكت في قلبه نكتة سوداء، فإذا تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه"، فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون( ، فإذا غطت الذنوب القلب فلا تسل عن سبب غشيان المعاصي ومداومتها والتكاسل في أداء العبادة وحب المعصية وإلفها وفتور العزيمة، بل وفتور الإيمان، ولا علاج بغير إزالة تلك الذنوب بالتوبة لينقي القلب فيتقبل الطاعة عن انشراح، وما على المرء إلا أن يتبع الذنوب بالاستغفار، وبصالح الأعمال.
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا بَطْنَ وَادٍ فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى حَملوا مَا أَنْضَجُوا بِهِ خُبْزَهُمْ وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذُ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكُهُ ". إن من أخطر الذنوب وأشدها عذاباً أن يحتقر المرء ذنباً اقترفه دون أن يبالي بعواقبه في الدنيا والآخرة. فرب ذنب يراه المرء صغيراً يكون سبباً في حرمانه من نعمة أو إصابته بنقمة. إياكم ومحقرات الذنوب - منتدى قصة الإسلام. يقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ ". وقال ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " إِنِّي لَأَحْسَبُ الرَّجُلَ يَنْسَى الْعِلْمَ كَمَا تُعْلَمُهُ بِالخَطِيئَةِ يَعْمَلُهَا ". هذا في الدنيا، أما في الآخرة فالعذاب أشد وأبقى، فرب ذنب يعده الناس من الصغائر يدخل به فاعله النار مع الفساق والفجار. يقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَرمرم مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ هَزْلًا ".
- ونختم بما ذكره الإمام الغزالي في تأثير الاستهانة بالصّغائر، حيث قال: "تواتر الصّغائر عظيم التّأثير في سواد القلب، وهو كتواتر قطرات الماء على الحجر، فإنّه يُحدث فيه حفرة لا محالة، مع لين الماء وصلابة الحجر"، نسأل الله تعالى أن يُجنّبنا صغار الذّنوب وكبارها، وأن يوفّقنا لما يحبُّه ويرضاه.
أخي إياك ومُحَقَّرَات الذنوب فمن استسهل الصغائر اجتمعت عليه ذنوب كثيرة فهذه معاصٍ من جهة السمع وهذه معاصٍ من جهة البصر وهذه معاصٍ من جهة اليد وهكذا فتهلك صاحبها إن لم يتداركه الله فعن سهل بن سعد - رضى الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَات الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ" رواه الإمام أحمد (22302) وحسن إسناده ابن حجر في الفتح (11/329). أخي إياك ومُحَقَّرَات الذنوب فاستصغار الذنوب لا يصدر من المؤمن الحق إنما يصدر من الفاجر الموغل في المعصية فالمؤمن دائم الخوف والمراقبة يستصغر عمله الصالح ويخشى من صغير عمله السيء بخلاف الفاجر فهو لا يأبه بما يصدر منه من ذنوب فعن عبدالله بن مسعود - رضى الله عنه - قال «إِنَّ المُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ» فَقَالَ بِهِ هَكَذَا، قَالَ أَبُو شِهَابٍ: بِيَدِهِ فَوْقَ أَنْفِهِ" رواه البخاري (6308).
الإحساس الداخليّ بعلوّ قدر النفس وشرفها، وحميّتها وغيرتها عن الوقوع في الإثم؛ فإذا استشعر الإنسان غيرته على نفسه، وأنفته أن يأتي العمل المستقبح؛ فإنّه سينأى بنفسه عن الوقوع في الحُرمات لأجل ذلك. يقين العبد بأنّ ما حرّمه الله تعالى لم يحرّمه إلا لقبحه وسوئه؛ فإنّه إن أيقن قبح المعصية وشناعتها، واستحيى أن يأتيها أمام النّاس فإنّه سيقلع عنها ترفّعاً وبغضاً لها. المصدر:
8- احتقارُ الذنوبِ واستصغارُها سببٌ للوقوعِ في الكبائرِ والتَّهلُكَةِ. 9- الذنوبً يدلُّ بعضُها على بعضٍ. 10 الذنوبُ الصغار تكبر مع الإصرار. 11- احتقارُ الذنوبِ يعوقُ عن التوبة ِ. 12- رُبَّ ذنبٍ يظنُّه الإنسانُ صغيرًا ويدخلُ به نارَ جهنَّمَ. ونتكلم إن شاء الله عن هذه الأمور في مقال آخر، والحمد لله رب العالمين.