لقد بينت الشريعة المطهرة جملة من نواقض الوضوء، ومن ذلك خروج الريح والصوت من الدبر، ومس الذكر، والأكل من لحم الإبل، والنوم المستغرق، وغير ذلك مما لا يسع المسلم جهله لتعلقه بمعرفة ما تصح به صلاته. ما جاء في الوضوء من الريح شرح حديث: (لا وضوء إلّا من صوت أو ريح) شرح حديث: (إذا كان أحدكم في المسجد فوجد ريحاً بين إليتيه... ) قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا كان أحدكم في المسجد فوجد ريحاً بين إليتيه فلا يخرج حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً)]. أي: أن المقصود حتى يتحقق؛ لأنه دخل في الوضوء بيقين، فلا يخرج منه بشك، فاليقين لا يزول بالشك، وقد جاء في الحديث الصحيح عند أبي داود: ( إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل عليه فلا يخرج حتى يسمع صوتاً، أو يجد ريحاً). قال رحمه الله تعالى: [ قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وهو قول العلماء أن لا يجب عليه الوضوء إلا من حدث، يسمع صوتاً أو يجد ريحاً]. هل لحم الجمل ينقض الوضوء. أي أن المراد التحقق، وذلك بسماع صوت، أو أن يجد ريحاً، أو أن يجد بللاً على ذكره مثلاً، فالمراد أن يتحقق.
لماذا أوصي الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام الصحابة بالوضوء بعد أكل لحم الإبل؟ وما تأثير لحوم الإبل على أعصاب الإنسان، وكيف يمكن أن تتخلص من ذلك؟ الرسول صلى الله عليه وسلم، تحدث بذلك وأوصى أصحابه بالوضوء بعد أكل لحم الإبل، وعند سؤال علماء الإسلام عن سبب نقض الوضوء بعد أكل لحم الإبل، كانت الإجابة أن لحم الإبل يثير الأعصاب ويجعل الشخص سريع الغضب، فيهدأ الأعصاب و"يبردها" لذلك يرتاح المرء عند الوضوء.