وليث بن أبي سليم خرج له مسلم وقد ضعف. الثامنة: قوله تعالى: إلا من اغترف غرفة بيده الاغتراف: الأخذ من الشيء باليد وبآلة ، ومنه المغرفة ، والغرف مثل الاغتراف. وقرئ " غرفة " بفتح الغين وهي مصدر ، ولم يقل ( اغترافة) ؛ لأن معنى الغرف والاغتراف واحد. والغرفة المرة الواحدة. وقرئ " غرفة " بضم الغين وهي الشيء المغترف. وقال بعض المفسرين: الغرفة بالكف الواحد والغرفة بالكفين. كم من فيه قليله غلبت فيه كثيره باذن الله. وقال بعضهم: كلاهما لغتان بمعنى واحد. وقال علي رضي الله عنه: الأكف أنظف الآنية ، ومنه قول الحسن: لا يدلفون إلى ماء بآنية إلا اغترافا من الغدران بالراح الدليف: المشي الرويد. قلت: ومن أراد الحلال الصرف في هذه الأزمان دون شبهة ولا امتراء ولا ارتياب فليشرب بكفيه الماء من العيون والأنهار المسخرة بالجريان آناء الليل وآناء النهار ، مبتغيا بذلك من الله كسب الحسنات ووضع الأوزار واللحوق بالأئمة الأبرار ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شرب بيده وهو يقدر على إناء يريد به التواضع كتب الله له بعدد أصابعه حسنات وهو إناء عيسى ابن مريم عليهما السلام إذ طرح القدح فقال أف هذا مع الدنيا. خرجه ابن ماجه من حديث ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشرب على بطوننا وهو الكرع ، ونهانا أن نغترف باليد الواحدة ، وقال: لا يلغ أحدكم كما يلغ الكلب ولا يشرب باليد الواحدة كما يشرب القوم الذين سخط الله عليهم ولا يشرب بالليل في إناء حتى يحركه إلا أن يكون إناء مخمرا ومن شرب بيده وهو يقدر على إناء... الحديث كما تقدم ، وفي إسناده بقية بن الوليد ، قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
2- أن نوسع في تربيتنا وحياتنا اليومية من مفاهيم العبادة لتشمل مجالات النفع العام، كالأخذ بيد أولئك الذين قعدت بهم ظروفهم وإمكاناتهم عن أن يعيشوا حياة كريمة طبيعية « الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار » (أخرجه الشيخان وغيرهما)، وذلك بغية التخفيف من المعاناة التي يكابدها كثيرون من أفراد الأمة. 3- رعاية النابهين وإعطاؤهم ما يستحقونه من الاهتمام والمتابعة والبذل، والنابهون هم أولئك الذين آتاهم الله سبحانه من المكنة ما جعلهم محاور يدور في فلكهم الآخرون، والنابه قد يكون طالباً عبقرياً، وقد يكون وجيهاً يأتمر بأمره كثيرون، وقد يكون واحداً من ذوي رؤوس الأموال الطائلة، وقد يكون ويكون... ، وهذا من باب إنزال الناس منازلهم. كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة اعراب. 4- إقامة المؤسسات الكبرى على مختلف الصعد، وتلك المؤسسات تؤصل فينا روح الفريق، كما توفر الأطر الإدارية والفنية والعملية لأولئك الذين يملكون روح الإخلاص والعطاء. إن المؤسسات تمثل مهمة المحرك للسفينة تارة ومهمة المراسي تارة أخرى، أي: تؤمن حركة راشدة متزنة. وإذا ما فعلنا ذلك أو بعضه نكون قد ساعدنا الأمة في الخروج من نفق (الغثائية الكمية) المظلم، ودفعناها نحو امتلاك أهلية قيادة العالم وهدايته.